السعادة «مُعدية»

العلماء يبحثون في المشاعر التي تعزز الصحة

TT

> في دراستين منفصلتين تشيران الى بعض ملامح العصر الحديث، درس العلماء المشاعر التي تعزز صحة الانسان. وفي الدراسة الاولى افاد باحثون اميركيون ان السعادة تنتقل بـ«العدوى» وذلك «على دفعات» في نطاق المجموعات الحميمة او القريبة من بعضها مثل الاصدقاء، او افراد الاسرة الواحدة.. الا انها لا تنتقل بين زملاء العمل. وفي الدراسة الثانية اشار باحثون ألمان الى ان العجائز من كبار السن الذين يبلغون الثمانين من العمر لا يزالون يشعرون بحيويتهم وكأنهم في الستينات من اعمارهم.

واكد الباحثون الاميركيون في الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية في مطلع ديسمبر الجاري ان مجموعات من الاشخاص السعداء والتعساء تتشكل وفق معايير اجتماعية وجغرافية، فعلى سبيل المثال فإن احتمالات سعادة الفرد تزداد بـ 42% اذا كان له صديق يعيش على مسافة تقل عن 800 متر يشعر بالسعادة ايضا! الا ان هذه النسبة تتراجع الى 25% اذا كان الصديق يقيم على مسافة 1.5 كلم، وتتراجع اكثر مع زيادة المسافة الجغرافية بين الشخصين.

اما اذا عشت مع شريك حياة سعيد فتزداد فرص سعادتك بـ 8%، وهي تزداد بـ 14% اذا كان قريب لك سعيد يقيم في الجوار، وحتى بـ 34% اذا كان جيرانك سعداء! وقال البروفسور نيكولاس خريستاكيس البروفسور في كلية هارفارد للطب جيمس فاولر الاستاذ في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، ان «التفاوت في مستوى سعادة الفرد يمكن ان ينتشر على موجات عبر مجموعات اجتماعية، ويشكل بنية اوسع ضمن شبكة واحدة. وبالتالي تنتج عن ذلك مجموعات من الافراد السعداء والتعساء»، وفقا لما اوردته وكالة الصحافة الفرنسية. الا ان هذه المعادلة لا تنطبق على اوساط العمل. وفي مقال لها، ذكرت الدورية العلمية البريطانية ان هذه الدراسة «الثورية» قد يكون لها انعكاسات على الصحة العامة «فاذا كانت السعادة تنتقل فعلا من خلال العلاقات الاجتماعية، فإن ذلك قد يساهم بشكل غير مباشر على انتقال عدوى الصحة الجيدة» ايضا. وشملت الدراسة عينة تمثيلية من 5124 من البالغين تتراوح اعمارهم بين 21 الى 70 سنة بين عامي 1971 و2003.

وفي الدراسة الثانية قال باحثون ألمان انهم وجدوا ان كبار السن وخصوصا الرجال يشعرون بأنهم اصغر بـ 13 سنة من اعمارهم الحقيقية.

وشملت الدراسة التي اجراها معهد ماكس بلانك لتطور الانسان في برلين، واشرفت عليها جاكي سميث الاستاذة في علم النفس في جامعة ميشيغن الاميركية ونشرت نتائجها في مجلة «جورنالز اوف جيرونتولوجي» المعنية بعلوم الشيخوخة، 516 رجلا وامرأة في العقد السابع وأكثر، خلال فترة من ستة اشهر.

وقالت سميث: «ربما شعور المرء بانه اصغر بـ 13 سنة هو الوهم الامثل لسن الشيخوخة»، وفقا لوكالة الصحافة الالمانية. وأضافت ان «المرأة تشعر بانها اكبر سنا من الرجل باربع سنوات. واحد الاسباب المحتملة هو ان المرأة اكثر وعيا لمظهرها من الرجل خصوصا مع كل الآراء السلبية الرائجة حول مفهوم الشيخوخة. واعتبرت الباحثة ان الاشخاص الذين كانوا يشعرون بأنهم اصغر سنا لديهم فرص اكبر في العيش لفترة اطول من نظرائهم في فئة العمر نفسها<