الكولسترول «الحميد».. ليس جيدا كله

مستوياته المرغوبة قد تكون ضارة للمصابين بأمراض مزمنة

TT

> ان كنت من الذين يعتقدون ان لديك مستويات جيدة من «الكولسترول الحميد، فعليك اعادة التفكير بذلك، وفقا لدراسة اميركية جديدة تتحدى الحكمة العلمية السائدة القائلة بأن وجود مستويات جيدة من الكولسترول العالي الكثافة HDL (الحميد)، ومستويات واطئة من الكولسترول المنخفض الكثافة LDL (الضار) مفيد للصحة.

وفي الدراسة التي نشرت في عدد شهر ديسمبر الحالي من مجلة FASEB قال باحثون في جامعة شيكاغو، ان الكولسترول الحميد يتمتع بخصائص متفاوتة من الجودة، ولذلك فإن النوع غير الجيد منه سيئ لصحة الانسان.

وقال الدكتور انجيلو سكانو الباحث في كيمياء الدم والشحوم في الجامعة الذي اشرف على الدراسة: «لقد نظرنا، وعلى مدى سنوات كثيرة، الى الكولسترول العالي الكثافة HDL على انه كولسترول حميد، ولذلك فقد تولد اعتقاد زائف بأن مستوياته العالية في الدم، مرغوبة». وأضاف ان «من الواضح الآن ان الاشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الكولسترول العالي الكثافة ليسوا محميين بالضرورة من مشاكل القلب.. ولذلك عليهم استشارة اطبائهم ان كان هذا الكولسترول له خصائص جيدة او سيئة».

وتوصل الباحثون الى هذه النتائج بعد مراجعة الدراسات في هذا المضمار. وقد وجدوا ان الكولسترول العالي الكثافة لدى الاشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل آلام المفاصل الروماتويدي، وامراض الكلية، والسكري، يختلف عن الكولسترول العالي الكثافة لدى الاشخاص الاصحاء، حتى عندما تكون مستويات الكولسترول منخفض الكثافة (الضار) متقاربة لدى المجموعتين المريضة والسليمة. وقال الباحثون انهم اكتشفوا ان الكولسترول العالي الكثافة لدى الاصحاء يقلل الالتهابات، بينما لا يقوم نفس هذا الكولسترول من النوع السيئ بهذا الدور! وعلق الدكتور جيرالد وايزمان رئيس تحرير مجلة FASEB في مقال له حول هذه النتائج بان «هذه هي إحدى خلاصات الابحاث التي تفسر الاسباب التي تقود الى ظهور امراض القلب والاوعية الدموية لدى بعض الاشخاص رغم ان لديهم مستويات ممتازة من الكولسترول».<