الغلوكوما.. الماء الأزرق

TT

> الغلوكوما مرض يصيب العصب البصري الذي يحمل الصور المرئية إلى المخ، نتيجة لارتفاع الضغط العين، فينتج عنه تلف في أنسجة العصب البصري، التي تحتوي على عدد كبير جداً من الألياف العصبية والتي تتلف بسبب تأثير المرض مسببه ظهور بقع عمياء داخل العين في المجال البصري للرؤية. وان لم يعالج المرض، فقد يتطور الأمر إلى حدوث تلف كامل بالأعصاب وبالتالي إلى فقدان البصر تماماً. يعرف مرض الغلوكوما عند عامة الناس بالماء الأزرق، على الرغم من عدم صحة هذه التسمية، ففي الواقع لا توجد مياه زرقاء داخل العين ولكن بسبب رؤية المصاب لهالات زرقاء حول مصادر الضوء، ساد الاعتقاد بوجود ماء أزرق داخل العين. ولهذا أطلق على المرض هذا الاسم.

ويعود سبب الإصابة بمرض الغلوكوما إلى عدم توازن بين كمية السائل الذي تفرزه العين وبين قدرة القنوات الخاصة للعين على تصريف هذا السائل فينتج عن ذلك تجمع هذا السائل داخل العين والضغط على أنسجة العين الداخلية بما فيها العصب البصري، وهناك أسباب عديدة تؤدي إلى قلة تصريف العين للسوائل، منها انسداد أو ضيق الفتحات الخاصة بالتصريف أو وجود التهابات داخل العين تؤدي إلى ضيق القنوات، كما أن إصابات العين قد تؤدي إلى تلف في أنسجة القنوات.

تكمن خطورة المرض في أنه يسبب فقدانا دائما للبصر إذا لم يكتشف ويعالج مبكراً، فعند ارتفاع ضغط العين عن معدله الطبيعي تتأثر جميع أنسجة العين الداخلية بهذا الارتفاع في الضغط فتتأثر عروق العصب الدموية وبعض طبقات الشبكية كما يحصل تدريجيا تلف في أنسجة العصب البصري، غير قابل للعلاج حتى ولو أمكن التحكم في معدل الضغط بعد ذلك.

وهنا تأتي أهمية التشخيص المبكر والاهتمام باستعمال العلاج باستمرار حتى لا يرتفع الضغط عن معدله الطبيعي ويبقى العصب البصري في حالة جيدة.

وهناك نوعان للغلوكوما،الأول هو غلوكوما الزاوية المفتوحة والتي تعرف أيضا بالغلوكوما المزمنة أو البسيطة، وتشكل 90%من إجمالي حالات الغلوكوما، وفيها تكون الزاوية الداخلية لحجرة العين الأمامية مفتوحة، ويتم فيها تصريف السائل ببطء شديد مما يؤدي إلى تراكمه مع ارتفاع بطيء لكن مستمر، في ضغط العين.

أما النوع الثاني فهو غلوكوما الزاوية المغلقة، أو الغلوكوما الحادة أو غلوكوما الزاوية الضيقة. ويتصف هذا النوع من الغلوكوما بارتفاع سريع في ضغط العين خلال ساعات قليلة، حيث تصاب قناة الصرف فجأة بالانسداد مما يمنع جريان السائل إلى خارج العين، وتعد من الحالات الخطيرة التي يمكن أن تؤدي سريعا إلى فقدان البصر < الخراج > الخراج (abscess) عبارة عن كيس رقيق الجدار يتكون من نسيج ممتلئ بالصديد، ويتكون هذا الصديد من ميكروبات دقيقة تسبب الالتهاب، ونسيج أو خلايا ميتة، وبقايا خلايا كريات الدم البيضاء.

يصيب الخراج أى جزء (خلايا) من أجزاء الجسم. وهو يحدث بعد الإصابة بعدوى ميكروبية داخلية تنتقل عبر مجرى الدم إلى أنسجة الجسم، أو بسبب تلوث جروح الجلد بالميكروبات التي تدخل إلى الجسم من خلال هذه الجروح.

ويبدأ الخراج عادة صغيراً ثم يزداد تدريجياً في الحجم ويكون في البداية صلباً إلا أنه في أيام قليلة تتجمع فيه السوائل والجراثيم فيصبح ليناً ورخواً وقد ينفجر تلقائياً، أو عند الضغط عليه بأي جسم آخر صلب. ويصاحب الخراج ألم مبرح يكاد يمنع المريض من النوم ومن تناول الطعام. وترتفع درجة حرارة الجسم وقد تتضخم الغدد اللمفاوية في الجزء المصاب وأحياناً تتعطل وظيفة الجزء المصاب أو المنطقة المجاورة له وربما ينقص وزن المريض، ويصاب بالفتور، وفقر الدم.

وأكثر الأجزاء إصابة بالخراج في الجسم هي:

* الجلد والأنسجة التي تحته.

* الغدة النكفية.

* اللوزتان والحلق.

* البلعوم والحنجرة.

* الغشاء خلف الأذن.

* الكلى والأنسجة التي حولها.

* الجزء الأسفل من تجويف البطن.

* الحوض.

* الغشاء البريتوني.

* الكبد والطحال والبنكرياس.

* غدة البروستاتا والمستقيم.

في حال إصابة الجلد بالخراج، تظهر الأعراض على صورة احمرار وألم وارتفاع درجة حرارة المنطقة المصابة، ويصعب لمس المنطقة المصابة بسبب الألم. أما في حال كان الخراج في منطقة أعمق في الجسم كالأسنان أو الرئتين أو الكبد أو المستقيم، فيعاني الشخص من الحمى والقشعريرة والعرق الليلي والألم والتعب والتوعك.

يسهل تشخيص الخراج الخارجي الظاهر بمجرد النظر إليه، وبالتالي يسهل علاجه. أما الخراج الذي يصيب أعضاء الجسم الداخلية فيحتاج إلى فحوصات طبية منها الأشعة فوق الصوتية والأشعة المقطعية وفى بعض الحالات قد يستدعي إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو المسح التصويري النووي، بالإضافة إلى فحص الدم لكريات الدم البيضاء والهيموغلوبين ومؤشرات الالتهاب، وعمل مزرعة للدم ولأنسجة الخراج أو أخذ عينة من الصديد لمعرفة نوع البكتريا المسببة للمرض.

ويعتبر فتح وتصريف الصديد من الخراج العلاج المثالي لكل نوع منه، وهو أمر قد يكون في غاية الصعوبة للخراج الداخلي العميق. وفي مثل هذه الحالات يعالج الخراج بالمضادات الحيوية المناسبة، وتفريغ الخراج جراحياً <