مرض السكري والمعدة

TT

> والدتي مُصابة بالسكري، وراجعت الأطباء لشكواها من حرقة في المعدة وتخمة بعد الأكل. أجري لها منظار المريء والمعدة، وكانت النتيجة سليمة. ونصحها الطبيب بالاهتمام بضبط سكر الدم لمعالجة الحالة. لماذا يُؤثر السكري في المعدة، وكيف؟

خالد سالم ـ الإمارات - هذا ملخص السؤال. إن الأهداف الأساسية من الاهتمام بمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري ليست فقط منع ارتفاعه المجرد. بل ثمة غايات أهم، تتمثل في منع تداعيات ومضاعفات مرض السكري على المدى المتوسط والبعيد. وهذا أمر من المهم التنبه له. وإدراك معناه إدراكاً عميقاً وواعياً، لا مجال لأخذه إلا على محمل الجد. ولذا فإن ما يجب أن يتم هو المتابعة المباشرة من قبل الطبيب لمريض السكري، وعلى فترات زمنية متعاقبة، وفق ما يراه الطبيب ضرورياً. الغاية هي حماية الأعضاء المستهدفة بالضرر جراء الإصابة بمرض السكري، وهي ما تشمل شرايين القلب والدماغ، والكلى، والأعصاب الطرفية والأعصاب في الأعضاء الداخلية، والعينين. وعليه فإن الطبيب يُتابع معدل نسبة سكر الدم خلال فترة ثلاثة أشهر من خلال تحليل مدى ترسب السكر في هيموغلوبين خلايا الدم الحمراء، كما يُتابع نسبة الكوليسترول والدهون في الدم، ويتابع وظائف الكلى ومدى ترشيح البروتينات (الزلال) من خلال وحدات شبكات مصافيها، ويتابع سلامة شبكية العينين، وسلامة الأعصاب. وثمة فحوصات وتحاليل أخرى يُجريها الطبيب حسب الحاجة وحالة المريض.

وحينما لا تنضبط نسبة سكر الدم ضمن المعدلات الطبيعية، فإن الأعصاب في الجسم تتضرر وتتأثر سلباً. وأهم التأثيرات السلبية في الأعصاب، تدني قدراتها على توصيل الإشارات والرسائل العصبية واختلال متنوع الأشكال في درجات الإحساس أو الإفراط فيه. وهو ما لا يطال فقط أعصاب القدمين أو اليدين، بل حتى أعصاب الجهاز الهضمي. ولذا قد تقل نتيجة لذلك قدرات المعدة وعضلاتها على النشاط في الحركة الدافعة للطعام إلى خارجها، أي إلى الأمعاء الدقيقة. وبالتالي يحصل التأخير في إفراغ المعدة بعد تناول وجبات الطعام. وهو ما يظهر على هيئة جملة من الأعراض التي تشمل انتفاخ البطن وحرقة المعدة والغثيان، وقيئ طعام لم يتم هضمه، والشعور بامتلاء البطن بمجرد البدء في تناول الطعام، وربما حتى فقد جزء من وزن الجسم.

وربما تكون نتيجة منظار المريء والمعدة، سليمة. لكن فحوصات حركة المعدة هي ما تدل على وجود تلك الاضطرابات في حركة المعدة. ولذا قد يطلب الطبيب إجراء الفحوصات الخاصة تلك تحديداً. وإضافة إلى أهم خطوة في المعالجة، ألا وهي ضبط نسبة سكر الدم ضمن المعدلات الطبيعية بشكل حقيقي، فإن الطبيب يُمكنه إعطاء أدوية ميسرة ومنشطة لحركة المعدة. وثمة من يستخدم حقن البوتوكس لتسهيل ارتخاء منطقة باب المعدة، أي مخرج المعدة إلى الإثنى عشر. وثمة أيضاً من يلجأ إلى تركيب جهاز كهربائي صغير، لتحفيز حركة عضلات المعدة.

وعلى العموم، فإن الوقاية هي الأساس لمثل هذه الحالات، والتي من أهمها ضبط نسبة سكر الدم. والاهتمام بالمتابعة الطبية. وتناول وجبات متعددة ذات كميات قليلة، أي ست وجبات صغيرة يومياً، بدلاً من وجبتين دسمتين، وتقليل تناول الدهون <

* ألم المفاصل > أبلغ 42 سنة من العمر، وأعاني من ألم في مفصل الوركين والمرفقين. لا أشكو من أية أمراض سوى كسل الغدة الدرقية والذي أتناول العلاج الهرموني له. ما تنصح، وهل هذا سبب فيه؟

ردينة ـ بيروت - ربما يكون كسل الغدة الدرقية هو السبب المباشر في آلام المفاصل لديك، وربما ليس له علاقة. والسبب في كلا الاحتمالين هو أن وجود حالة كسل أو ضعف الغدة الدرقية في إفراز الكمية اللازمة من هرمون الثيروكسين بكمية كافية يومياً قد يُؤدي إلى طيف واسع من الأعراض في المفاصل والعضلات والجلد والشعر والجهاز الهضمي والقلب والكوليسترول، والحالة النفسية وغير ذلك. وتحديداً فإن كسل الغدة الدرقية قد يُؤدي إلى ألم في العضلات مع تيبس فيها، خاصة تلك المحيطة بمفاصل كالوركين والمرفقين والكتفين، وحتى سلسلة الظهر. كما أنها قد تُؤدي إلى ألم وتيبس في المفاصل في الجسم، سواء المفاصل الكبيرة أو الصغيرة. إضافة إلى تأثير الحالة في زيادة تراكم كمية السوائل الطبيعية المحيطة بالمفاصل، وتسببها أيضاً بالضغط على أعصاب مناطق معينة في الجسم، كالتي في مفصل الكف، ما قد ينتج عنه ألم وتنميل في بعض أصابع اليد.

وهذا كله نابع في الأساس من أهمية وجود الهرمون الدرقي في الجسم بنسبة كافية. وحتى لو تمت معالجة الحالة بتناول حبوب الهرمون، فإن الكمية التي تتناولينها قد لا تكون كافية في الحصول على الكمية التي يحتاجها جسمك منه.

ولذا فإن معالجة حالة كسل الغدة الدرقية بشكل سليم، وتأكد الطبيب بعد إجراء تحاليل الدم أن كمية الجرعة التي تتناولينها من الهرمون كافية، هو أهم خطوة في زوال تلك الآلام في المفاصل إن كان السبب هو الغدة الدرقية وكسلها. وإن استمرت الآلام بالرغم من ذلك فمن الواجب مراجعة الطبيب المختص لأن اضطرابات الغدة الدرقية بذاتها قد تُؤدي إلى اضطرابات في جهاز مناعة الجسم، ما قد يتسبب في نشوء بعض من أمراض المفاصل التي لا تزول الشكوى منها بمجرد تعويض الجسم ما ينقصه من هرمون الغدة الدرقية <