السعال.. أسبابه وعلاجه

هل يجب تناول شراب «الكحة» ؟

TT

أحد الأسئلة الشائعة في فصل الشتاء: إذا كنت أُعاني من السعال، هل يُنصح بتناول «شراب الكحة» لمعالجة حالات السعال تلك، والمُصاحبة لأنواع مختلفة من أمراض الشتاء؟

والسبب وراء شيوع هذا السؤال، ليس فقط انتشار موجات الأمراض المتسببة بالسعال في فصل الشتاء، لدى الكبار والصغار في السن ولدى متوسطي العمر من الجنسين، بل هو أن السعال أحد «الأعراض» المرضية لأنواع مختلفة من الأمراض ذات الأسباب المختلفة، وذات الآليات المختلفة في تسببها بالسعال. وهو أيضاً يطرح بسبب التحذيرات الطبية من مغبة التمادي، أو التلقائية، في اللجوء إلى أنواع من «شراب الكحة» كلما عانى المرء، في أي عمر كان، من نوبات السعال المتكرر. يزداد الأمر أهمية مع خلو الإرشادات الطبية الخاصة بمعالجة التهابات الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي، من توجيهات صريحة بفائدة تناول أنواع «شراب الكحة» المتوفرة في أرفف الصيدليات، بأشكال وأنواع ومحتويات مختلفة. ومع هذه النقاط، يحتار البعض عند رؤية مشهد كثرة توفر أنواع مختلفة من تلك النوعية من الأدوية في الصيدليات، وذلك عند وجود حديث طبي عن «تحذيرات» أو ضوابط شديدة، في استخدامها. وكأن أحدنا يتساءل بالقول: إن كان لا يُوجد جدوى منها، أو ان للأطباء تحفظات على تناولها، للكبار أو الصغار، فلماذا هي متوفرة، وبغزارة، في الصيدليات؟ ولماذا بالذات هناك أنواع منها مخصصة للأطفال فقط؟ ولهؤلاء أن يحتاروا، ويُشاطروا حيرة الأطباء عند رؤيتهم نفس الأمر! ولأن التعميم في الكلام يحتمل الخطأ في عدم توضيحه، من المفيد فهم السعال، وعلاقة ظهوره بمصاحبة حالات التهابات الجهاز التنفسي، وفهم أنواع «شراب الكحة» واختلاف مكوناتها وتأثيراتها العلاجية والجانبية.

* السعال آلية دفاعية

* والسعال هو الحصول المفاجئ، وغالباً المتكرر، لردة فعل دفاعية يقوم بها الجهاز التنفسي. والغاية من السعال، هي المساعدة على تنقية المجاري الكبيرة والمتوسطة للتنفس، وذلك من تجمعات الإفراز المخاطي المتراكم فيها، أو المواد المُهيجة، أو الأجسام الغريبة عن الجسم، أو الميكروبات بأنواعها. ويُمكن أن يحصل السعال فجأة وبصفة لا إرادية، كما يُمكن أن يفعله الإنسان عن قصد. وهناك ثلاث مراحل لآلية حصول ردة الفعل الدفاعية هذه، وهي: المرحلة الأولى: يتم شهيق الهواء إلى داخل الرئة، والهدف توفير كمية كافية من الهواء فيها لاستخدامها في المراحل التالية من السعال. المرحلة الثانية: يجري العمل على البدء بإخراج الهواء من الرئة، وذلك في مواجهة إعاقة تامة من «حنجرة مُغلقة». وهو ما يرفع ضغط الهواء داخل مجاري التنفس في الرئة، ويجعله قابلاً للاندفاع بشدة إلى الخارج متى ما تم فتح الحنجرة. المرحلة الثالثة: وفيها يتم بالفعل فتح الحبال الصوتية للحنجرة، ما يجعل مجرى الحنجرة واسعاً لخروج الهواء من الرئة. وبالتالي يندفع الهواء من الرئة بشدة وقوة، حاملاً ودافعاً ما هو متراكم في مجاري التنفس الكبيرة والمتوسطة. وهذا الاندفاع، ومقدار شدته، هو ما يتسبب بالصوت المميز لحالة السعال، ويتسبب أيضاً بقوة ونوعية الصادر معه. وببساطة العبارة، فان السعال هو «ردة فعل» من الجهاز التنفسي لإبقاء الحلق ومجاري التنفس خالية ونظيفة من أي مخاط أو سوائل. وذلك بغية توفير أوسع مجرى ممكن لمرور الهواء إلى داخل الرئة، ولخروجه منها. وبالرغم من أن السعال قد يكون، وفي غالب الأحوال، شيئاً مزعجاً للإنسان، إلا أنه «نعمة» و«وسيلة حماية»، يستخدمها الجسم للحفاظ على مستوى أفضل لعمل الجهاز التنفسي، وللحفاظ على نظافة ونقاء مجاري التنفس. لكن بشرط أن يضبط الإنسان خروج الهواء من الرئة خلال عملية السعال، وذلك لكي لا ينثر المرء خلال سعاله تلك الميكروبات في الهواء الذي يتنفسه الناس الآخرون.

* السعال: نتاج تفاعلات الجسم

* وبالرغم من أن الأصل في حصول سعال متكرر، أو حصول سعال شديد، يعني، في غالب الأحيان، أن ثمة مرض ميكروبي ما في أحد أجزاء الجهاز التنفسي. إلا أن هناك حالات أخرى يكون السعال فيها علامة مرضية مُصاحبة، ولا يكون فيها التهابات ميكروبية في الحلق أو مجاري التنفس في الرئة نفسها. وأسباب السعال في تلك الأحوال تتنوع. ومثلاً في حالات التهابات الجيوب الأنفية أو الأنف نفسه، بالميكروبات أو بتفاعلات تهييج الحساسية، يُؤدي تدفق السوائل من خلفية الأنف إلى الحلق، إلى تهييج تفاعل السعال. وفي هذه الحالة يكون الحلق سليماً وتكون مجاري التنفس بالرئة سليمة أيضاً، ويكون مصدر المشكلة هو الأنف وجيوبه. وفي حالات المُدخنين، أو حالات الذين يعيشون في أجواء ذات هواء ملوث بأنواع دخان وأبخرة المواد الكيميائية، تُؤدي مواد الدخان، بأنواعه، إلى ضعف عمل الشعيرات الطبيعية المبُطنة لمجاري التنفس. وبالتالي لا تتمكن تلك الشعيرات، الشبيهة بالفرشاة، من تنقية مجاري الشُعب الهوائية. وتتراكم الإفرازات المخاطية لدرجة تتطلب القيام بعملية السعال كي تتم إزالة تلك الإفرازات. وهو ما يحصل غالباً في الصباح الباكر أو عند الاستيقاظ من النوم، أو ربما أثناء النوم نفسه. وضمن آليات معقدة، يُؤدي تراكم المياه في أنسجة الرئة، أثناء نوبات انتكاس ضعف القلب، إلى السعال. كما يُؤدي وجود حالات ارتداد أحماض المعدة إلى المريء، إلى الشكوى من السعال المزمن، وفي أثناء الليل غالباً. ويُسهم الاستلقاء على الظهر، في زيادة معاناة الحلق من تلك الأحماض المرتدة، وبالتالي من السعال. ويُؤدي وجود صعوبات في بلع الطعام أو السوائل، إلى السعال لدى البعض. ومعلوم أن ثمة أسبابا مختلفة لصعوبات البلع. ولبعض أنواع الأدوية، كالتي يُستخدم بعضها في معالجة ارتفاع ضغط الدم أو غيرها، تأثيرات في الجهاز العصبي المُغذي لأجزاء من الرئة، أو في أنواع من خلايا الرئة. وقد يتسبب تناول الأدوية تلك إلى شكوى البعض من سعال جاف، في الغالب. ولا يزول السعال ذاك إلا بالتوقف عن تناول الأدوية المتسببة بالمشكلة.

* معالجة السعال

* ولأن السعال أحد المظاهر المرضية المُصاحبة لأنواع مختلفة من الأمراض، فإن الأصل في معالجة السعال هو معرفة السبب وراء ظهوره، وبالتالي معالجة ذلك السبب في المقام الأول. ولذا لا تكون معالجة السعال متجهة فقط، وبالدرجة الأولى في الأهمية، نحو وقف حصول السعال نفسه. ومع هذا، هناك أدوية «شراب الكحة» cough medicines، أو أنواع الأقراص الدوائية منها، المتوفرة في الصيدليات، والتي كثير منها يُباع دونما حاجة إلى وصفة طبية، وهي على نوعين: - النوع الأول: مُهدئات أو مُسكنات السعال antitussives. وهي أدوية تحتوي في الغالب على مركبات «كودايين» codeine أو «ديكستروميثورفان» dextromethorphan. وهذه النوعية من الأدوية تعمل في الغالب على الجهاز العصبي، بغية تقليل مستوى تفاعل العصب الحائر مع الرغبة في السعال. - النوع الثاني:«طاردات ومقشّعات البلغم» expectorants ، التي تُسهّل إخراج البلغم عبر تحليل وتليين وترطيب مكونات الإفرازات المخاطية الجافة. وبالرغم من أن الأصل العلمي هو أن أنواع شراب الكحة لا تُستخدم كوسيلة علاجية لأنواع «السعال المزمن»، إلا أن السؤال لحالات «السعال الحاد» والمفاجئ، هل أنواع تناول «شراب الكحة» مفيدة في العمل على إزالتها في حالات نزلات البرد والتهابات الحلق وغيرها؟

* شراب ليس لـ«الكحة»

* وقد يجد الكثيرون من الصعب عليهم تصديق أن لجوءهم إلى تناول أحد تلك الأنواع، وإنفاق ملايين البشر مليارات الدولارات سنوياً للحصول عليها، هو أمر مشكوك في جدواه. ويقول الدكتور جون هيفنر، طبيب الصدرية والرئيس السابق لمجمع الصدرية الأميركي، «إننا نُريد أن نصدق أن هذه الأنواع من الشراب العلاجي سوف تؤدي مفعولها، في تخفيف أو إزالة مشكلة السعال، لأننا نكون عادة منزعجين جداً وبأمس الحاجة إلى ما يُعالج السعال عند إصابتنا به. ولكن الدراسات الطبية الإكلينيكية لم تُثبت ولم تجد أن تناول أدوية «شراب الكحة» أفضل من تناول «شراب» وهمي ، أي خال من أية مواد دوائية placebo». والواقع أن الشكوك قديمة ومستمرة، حول جدوى تلك النوعية من الأدوية، في ما بين أوساط الأطباء. ووصلت الأمور إلى ذروتها في عام 2007، حينما أعلنت إدارة الغذاء والدواء في صدر صفحة أخبارها لشهر أكتوبر من عام 2007 بأن لجان الخبراء الطبيين فيها تنصح بعدم تقديم أنواع أدوية نزلات البرد وأدوية السعال cough and cold medicines ، إلى الأطفال ما دون سن 6 سنوات. والسبب وراء هذه النصيحة هو عدم ثبوت الجدوى ووجود احتمالات، وإن كانت متدنية، لآثار جانبية مهمة وخطرة. ومع عدم التأكيد على احتواء تلك الأنواع من «شراب الكحة» على مخاطرة مماثلة في الحجم حينما يتناولها البالغون، ومع أيضاً عدم وجود إثباتات علمية على جدواها في سعال البالغين، يلوح في الأفق سؤال آخر أكبر وأهم. وهو: هل بالأصل على أي أحد، كبير أو صغير، أن يتناول تلك النوعية من الأدوية حال الشكوى من السعال؟ وهل بالفعل علينا أن نتخلص من هذه الأنواع من الأدوية، من منازلنا ومن الصيدليات؟ وهل علينا معالجة نزلات البرد وحالات السعال دون أن نتناولها؟

* مراجعات علمية

* ومما هو ثابت اليوم بشكل علمي أن نتائج الدراسات الطبية الإكلينيكية، والتي تم إجراؤها على مر سنوات العقود الماضية، لم تُثبت أن تناول أحد أنواع "شراب الكحة" ذو فائدة في معالجة حالات السعال. وفي عام 2006، راجع مجمع الصدرية الأميركي (ACCP) العديد من الدراسات الطبية حول «شراب الكحة»، والتي تم إجراؤها خلال العقود الماضية. وشملت أنواع «شراب الكحة» التي تمت دراستها، تلك الأنواع المُهدئة والمسكنة للسعال، وشملت أيضاً أنواع «شراب الكحة» الطاردة والمُقشّعة للبلغم. ولم يجد مجمع الصدرية الأميركي أي أدلة علمية تُظهر لنا أن تناول أي من تلك الأدوية يُساعد الناس على التخلّص من السعال الناجم عن الإصابة بالفيروسات. وكانت نتائج مراجعة علمية مماثلة، صدرت في عام 2004، قد أظهرت أن نتائج أكثر من 60% من الدراسات تقول بأن جدوى تناول تلك الأنواع من «شراب الكحة» لا يختلف، بالمقارنة، عن تناول المريض لـ«دواء وهمي مزيف»، أي حينما يُقدم له على أنه «شراب كحة» بالفعل! ومن المهم بالطبع إدراك أن هذه النتائج العلمية في المراجعة لا تقول لنا العكس. بمعنى أنها لا تُثبت لنا أن «شراب الكحة» لا يعمل، بل تقول لنا: حتى اليوم لا تُوجد أدلة علمية قوية على جدوى تناولها. ما قد يعني أن إجراء دراسات أخرى لاحقاً قد يُثبت فائدة منها أو قد يُؤكد عدم جدواها. ولكن المُلاحظ، أن نتائج مراجعة مجمع الصدرية الأميركي، قد ميّزت نوعية «شراب الكحة» المحتوي على أحد المواد المُضادة للاحتقان decongestant. وبالذات النوعية المحتوية على أحد الأنواع القديمة من مضادات الهيستامين، وهي «برومفينيرامين» brompheniramine. وقالت بأن تلك النوعية من «شراب الكحة»، مع مضادات الاحتقان، تُخفف من سعال نزلات البرد وسعال الحساسية. وهذه الملاحظة قد لا تعني أن المُفيد هو «شراب الكحة»، بل المفيد هي المواد المضادة للهيستامين. كما أن نوعية الفئات القديمة من مضادات الهيستامين، تتميز بتسببها بالنعاس. ولذا قد لا تكون مناسبة للتناول خلال النهار ومن قبل الذين تتطلب أعمالهم التركيز الذهني والدقة في أداء المهارات اليدوية. هذا بالإضافة إلى أن النعاس والنوم يُخفف من المعاناة من السعال.

* خطورة منخفضة

* ولان هناك دوماً أخبار جيدة مع الأخبار المحزنة، فإن الجيد في شأن أنواع «شراب الكحة»، والتي قد لا تُفيد في كثير من الأحيان ولا جدوى من تناولها، ان المخاطر المحتملة لتناولها ضئيلة، ومن غير المحتمل أن تتسبب بأذى للبالغين من الناس، حينما يتناولونها بالكميات المنصوح بها على عبواتها. ومع هذا الكلام المُطمئن، هناك مخاطر محتملة بنسبة أعلى حال تناول أنواع «شراب الكحة» المحتوية على المواد المضادة للاحتقان. وخاصة تلك المحتوية على مادة «زودوإفيدرين» pseudoephedrine المتسببة بالنعاس. وخطورتها، على نبضات القلب وضغط الدم، ترتفع في حال تناولها من قبل المرضى المُصابين بأحد أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات نبضات القلب أو غيرهم ممن يُحذرهم الأطباء عادة من تناولها. ولكن ضمن تناول الجرعات المقررة من الطبيب والآمنة من هذه الأدوية، فإن حتى هذه الخطورة، على هؤلاء المرضى، تظل متدنية الاحتمال. وإشكالية هذه الأدوية، غالباً، هي في تناول جرعات عالية بالخطأ. ويعتقد الكثيرون أنهم في مأمن من تناول جرعات عالية، وضارة، من هذه الأدوية. ولكن الواقع أن حصول ذلك ممكن لأي شخص. خاصة مع عدم قراءة كل إنسان للمحتويات الدوائية للأدوية المختلفة التي قد يتناولها، أو في حال تناول أدوية محتملة الفائدة وقليلة الجدوى. وللتوضيح، قد لا يتحسّن سعال شخص ما بتناول ملعقة طعام من شراب ما، فيلجأ إلى تناول ملعقة أخرى، أو عدة ملاعق، خلال وقت قصير من تناول الجرعة الأولى، وهنا تتراكم في الجسم كمية من الدواء الضار <

* سعال «مزمن» وآخر «حاد»

* مضاعفات نادرة ولكن مُحتملة للـ«كحة»

* بالعموم، يُمكن أن يكون السعال «حاداً» acute أو «مُزمناً» chronic . والسعال «الحاد» هو ما يظهر حديثاً، أي بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة، ويستمر لمدة تقل عن ثلاثة أسابيع. والنوع «المزمن» من السعال، هو ذلك السعال الذي يستمر لدى المرء لمدة تتجاوز ثلاثة أسابيع. وغالب أسباب السعال «الحاد» مرتبطة بحالات مرضية مفاجئة الحصول في الجهاز التنفسي، أي في الغالب حالات التهابات الجهاز التنفسي الميكروبية أو الناجمة عن تفاعلات الحساسية لشتى أنواع «مُهيجات تفاعلات الحساسية» في الجهاز التنفسي. وذلك بدءا من الأنف، ومروراً بالحلق والقصبة الهوائية والشُعب الهوائية المتفرعة منها، وصولاً إلى أنسجة التراكيب الداخلية للرئة نفسها وحويصلاتها الهوائية. وتشمل أسباب حالات السعال المزمن، العناصر المرضية التالية: - نوبات الربو. - حالات ارتداد أحماض المعدة إلى المريء gastroesophageal reflux disease. - التقطّر الخلفي للافرازات الأنفية إلى الحلق، في حالات التهابات الجيوب الأنفية. - نوبات الحساسية. - أمراض السد المزمن في مجاري الهواء بالرئة chronic obstructive pulmonary disease. - التدخين. - التهابات الحلق. - آثار جانبية لتناول بعض أنواع الأدوية. وما يجب تذكره أن هناك ثلاثة أسباب مهمة وشهيرة لحالات السعال المزمن، وهي وجود حالة الربو، وارتداد أحماض المعدة إلى المريء، والتقطّر الخلفي للافرازات الأنفية إلى الحلق. وهذه الأسباب وإن كانت مهمة وشائعة جداً، إلا أن الكثيرين لا يلتفتون إليها أو إلى الاهتمام بها في محاولاتهم تبرير شكواهم من السعال أو طلبهم من الطبيب معالجة معاناتهم من السعال. ولذا، فإن علاج السعال في هذه الحالات الشائعة يكون بمعالجة السبب، أي بموسعات الشعب الهوائية في حالة الربو، وبأدوية خفض إنتاج أحماض المعدة في حالة ارتدادها إلى المريء. وهناك مُضاعفات للسعال نادرة الحصول، ولكنها ممكنة ويُعاني البعض منها، جراء السعال المزمن، أو الحاد في بعض الأحيان. وهي ما تشمل: - نوبات الإغماء، جراء نقص تدفق الدم إلى الدماغ بفعل السعال الشديد والمتواصل. - الأرق أو قلّة النوم، جراء تكرار السعال الليلي. - القيء مع شدة السعال. - تسريب الهواء إلى خارج الرئة في داخل القفص الصدري، بكميات قد تُؤثر على قدرات تنفس الرئة. - نزيف دموي من الشعيرات الدموية في مُلتحمة العين، أي الغشاء المُغطي للجزء الأبيض من العين الظاهرة. - سلس البول أو البراز، جراء السعال الشديد، لدى منْ يُعانون من ضعف في عضلات أسفل الحوض. - نشوء، أو ازدياد حجم، فتاق جدار البطن أو الحوض. - كسور الأضلاع، أو التهابات غضاريف الأضلاع. وعند محاولة الطبيب لفهم السعال وأسبابه، كي يتمكن من معالجته بطريقة سليمة، يسأل عن ما إذا كان السعال جافاً أو مصحوباً بإخراج "البلغم". كما يستفسر عن لون البلغم، وما إذا كان محتوياً على الدم. وتتأكد أهمية مراجعة الطبيب للشكوى من السعال، في حال: - حصول صعوبات في التنفس. - وجود صعوبات في البلع. - إخراج بلغم ثخين القوام، وذا لون أخضر أو أصفر مائل للخضرة. - سماع صفير في الصدر، عند إخراج الهواء من الرئة أو دخوله إليها. - ارتفاع حرارة الجسم. - وجود تيبّس أو تصلّب في الرقبة، عند الحركة <