المياه الملوثة.. مسؤولة عن تدني قدرة الإخصاب لدى الرجال

مواد كيميائية فيها تعيق عمل هرمون الذكورة وتضفي ملامح الأنوثة عليهم

TT

عززت أحدث دراسة علمية بريطانية نتائج أبحاث سابقة أشارت إلى وجود علاقة بين تلوث المياه وبين زيادة مشكلات الإخصاب لدى الرجال.

وأظهرت الدراسة التي أجراها علماء في جامعات «برونيل وإكسيتر وريدنغ»، سوية مع مركز علوم البيئة والمياه، ولأول مرة، وجود مجموعة من المواد الكيميائية في مياه الأنهار البريطانية، التي تعيق، أو تمنع، عمل التيستوستيرون، الذي يطلق عليه اسم «هرمون الذكورة»، الأمر الذي يؤدي إلى تأثير سيء على صحة الرجال.

وتعرف الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة «إنفايرومنتال هيلث بيرسبيكتيفز» المعنية بآفاق الصحة البيئية، على مجموعة جديدة من المواد الكيميائية التي تعمل بشكل مماثل لعمل «مضادات الأندروجين» «anti-androgens». وهذا يعني أنها تعيق أو تمنع تأدية الهرمون الذكري التيستوستيرون لوظيفته، وتقلل من خصوبة الرجال.

وتوجد بعض من هذه المواد في تركيب بعض الأدوية، ومنها عقاقير علاج السرطان، وفي مبيدات الحشرات الزراعية. وتفترض الدراسة الجديدة أن هذه المواد تقوم، ولدى تسربها إلى مياه الأنهار، بلعب دور قوي في إضفاء الملامح الأنثوية على الرجال.

وكانت دراسة سابقة لباحثين من جامعتي «برونيل وإكستر» قد أظهرت أن هرمونات الأنوثة الجنسية (الاستروجينات)، والمواد الكيميائية التي تحاكي هذه الهرمونات، تلعب دورا قويا في إضفاء ملامح الأنوثة على ذكور الأسماك. وتدخل هذه الهرمونات الأنثوية في تركيب حبوب منع الحمل، وبعض المواد الصناعية، وتتسرب نحو الأنهار من دون أن تتأثر بعمليات تنقية مياه الصرف الصحي. كما أظهرت أن قدرات ذكور الأسماك التناسلية تدهورت بسببها، بل وتحول بعضها إلى إناث.

وقال العلماء إنهم عثروا على «كوكتيل كيميائي» من المواد التي تؤدي إلى إحداث اضطراب في الهرمونات لدى الأسماك ولدى الرجال. وقالت سوزان جوبلنغ الباحثة في معهد البيئة في جامعة «برونيل» التي أشرفت على الدراسة، «لقد درسنا هذه المشكلة لعشرة أعوام، وتسلط الدراسة الجديدة الضوء على التعقيدات التي تحيط بتأثير المواد الكيميائية المسببة لتدهور الحياة الطبيعية، وتدني صحة الإنسان».