رز الخميرة الحمراء.. هل يقلل الكولسترول؟

خطورته تكمن في تسويقه من دون ضوابط صحية

TT

س: سمعت أن رز الخميرة الحمراء، يساعد في تقليل الكولسترول. ما الذي تقولينه حول فاعليته وسلامته؟

ج: رز الخميرة الحمراء red yeast rice هو رز أبيض تم تخميره بأنواع من الخميرة التي تمنحه اللون الأحمر. وقد استخدم للأغراض الطبية في الصين لمئات السنين، وهو منتج غذائي في كثير من الدول الأسيوية، حيث يتم سحنه أيضا للحصول على خلاصته، كما يستعمل لإضافة الألوان إلى أنواع من الأطباق.

* خفض الكولسترول

* يحتوي رز الخميرة الحمراء على «مركبات موناكولين» monacolins التي تمنع عمل الريداكتاز «اتش ام جي - سي أو ايه» HMG-CoA reductase، وهو إنزيم جوهري لإنتاج الكولسترول في الجسم.

وهذا الإنزيم هو نفسه الذي توقف عمله أدوية الستاتين statin المخفضة للكولسترول ولأخطار أمراض القلب والأوعية الدموية. وفي الواقع فإن واحدا من «مركبات الموناكولين» في رز الخميرة الحمراء وهو «موناكولين - كيه» monacolin-K هو نفسه «لوفاستاتين» lovastatin، المركب النشط الموجود داخل عقار الستاتين المسمى «ميفاكور» Mevacor. وخلال الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الكولسترول، ظهر أن تناول رز الخميرة الحمراء لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، أدى إلى خفض الكولسترول الكلي، والكولسترول منخفض الكثافة، والشحوم الثلاثية. والاختبار الطويل المدى الوحيد لتأثيره على القلب والأوعية الدموية، أجري في الصين على 5000 شخص من الذين عانوا من نوبات قلبية. وتناول المشاركون إما خلاصة رز الخميرة الحمراء أو حبوبا وهمية. وخلال خمس سنوات قل احتمال حدوث نوبات قلبية لدى المشاركين الذين تناولوا رز الخميرة الحمراء، كما تدنت حوادث الوفاة بسب تلك النوبات، كما قلت لديهم أيضا الحاجة إلى إجراء عمليات توسيع الشرايين أو جراحة القلب.

وكان رز الخميرة الحمراء الذي اختبر في هذه الدراسة يحتوي على أقل من نصف كمية «موناكولين – كيه» الموجودة في عقار «ميفاكور». ويعتقد الخبراء أن فاعلية رز الخميرة الحمراء ربما تعود جزئيا إلى وجود تسعة من مركبات «موناكولين» أخرى، ومنها أحد أشكال حمض هيدروكسيد «لوفاستاتين» الفعال.

* نقائص خطيرة

* إن رز الخميرة الحمراء ربما يكون فعالا للأشخاص الذين لا يستجيب الكولسترول لديهم لعلاج عقاقير الستاتين الموصوفة طبيا. إلا أن هناك نقائص خطيرة، إذ إن خلاصات رز الخميرة الحمراء لا تخضع لضوابط إدارة الغذاء والدواء، كما أنها لا تحتوي على الكميات القياسية المطلوبة من مركبات «موناكولين».

ووجدت دراسة أجريت عام 2001 لتسعة منتجات من رز الخميرة الحمراء، أن محتويات مركبات «موناكولين» فيها تختلف بشكل كبير. وفي يوليو عام 2008 أصدرت «كونسيومر لابس» تقريرا ذكرت فيه أن المستوى الكلي لـ«لوفاستاتين» وحمض الهيدروكسيد له يختلف بمعدل 100 مرة، بين كل من 10 منتجات من حبوب أو كبسولات رز الخميرة الحمراء. كما احتوت أربعة من المنتجات العشرة هذه، على «سترينين» citrinin وهو مركب ثبت أنه سام للكلى في الاختبارات على الحيوانات.

ويسبب رز الخميرة الحمراء في الأغلب الأعراض الجانبية نفسها التي يسببها «لوفاستاتين» الموصوف طبيا. وهناك سبب جيد يدعو إلى منع بيع أدوية الستاتين من دون وصفة طبية، كما يدعو إلى ضرورة متابعة حالات الأشخاص الذين يتناولونها، فهذه الأدوية قد تكون لها أعراض مؤذية على الكبد وأنسجة العضلات، كما أن بمقدورها التفاعل مع الأدوية الأخرى <

* طبيبة، رئيسة تحرير «هارفارد ويمنز هيلث ووتش» خدمات «تريبيون ميديا»