بين الخطأ والصواب

TT

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة

* الصيدلية المنزلية.. والحفاظ على محتوياتها

* من الأخطاء الشائعة في كثير من البيوت عدم الاهتمام بمتابعة تاريخ الانتهاء لكل نوع من الأدوية الموجودة في صيدلية المنزل، وكذلك وضع كابينة هذه الصيدلية في الحمام أو في الشرفة.

تتعرض الأدوية والأدوات الطبية في المنزل للتلف والفساد المبكر بسبب الحرارة والرطوبة خلال فترة تخزينها والتي قد تمتد لأكثر من سنة وبعضها لسنين بدون استعمال. ومن دون تفقد تواريخ انتهائها، فإن معظم الأدوية تفقد مفعولها. فمثلا إذا فقدت بعض الأقراص قدرتها وفعاليتها، فقد لا تعطي النتيجة المرجوة بأخذ الجرعة المقررة لها، إن لم يترتب على أخذها آثار جانبية، تكون في بعض الحالات خطيرة.

كما وأن الحمام ليس هو المكان الأمثل للاحتفاظ بالأدوية، سواء كانت أدوية تم إحضارها بوصفة طبية أو تم شراؤها بطريقة ذاتية. وبدلا من ذلك، يستحسن الاحتفاظ بكابينة صيدلية المنزل في خزانة البياضات أو في مكان مظلم بشرط أن تكون درجة الحرارة منخفضة، وأن تكون بعيدة عن متناول الأطفال. إن ما تفرضه القوانين الطبية يستوجب التخلص من جميع الأدوية سنويا والاستعاضة عنها بأخرى جديدة وحديثة تاريخ التصنيع، إذا كانت هناك حاجة لتوافرها في المنزل.

كما أن الاحتفاظ بأدوية تم استعمال جزء منها وخاصة المحاليل والشراب والقطرات يعتبر خطأ كبيرا، حيث تفقد هذه المستحضرات مفعولها بعد فتح العبوة، إضافة إلى أن الكمية المتبقية من الدواء لن تكفي فترة العلاج المقررة عادة.

ووفقا للكلية الأميركية لأطباء الطوارئ the American College of Emergency Physicians (ACEP)، فهناك قواعد وأساسيات لصيدلية الدواء المنزلية يجب الالتزام بها للحصول على أدوية آمنة وصحية في المنزل يمكن استعمالها بأمان في أي وقت نحتاج فيه إليها، ومنها أن تتم مراجعة وتنظيف ثم إعادة ترتيب الأدوية بدولاب أو كابينة الصيدلية المنزلية بشكل دوري.

كما يجب أن تحتوي الصيدلية على:

* أدوية الوصفات الطبية والأدوية الأخرى شائعة الاستعمال، بشرط أن تكون محدثة وسارية المفعول من خلال تاريخ الانتهاء.

* ضمادات لاصقة من مختلف الأحجام تناسب الجروح والخدوش البسيطة.

* قطع من الشاش تناسب الجروح الكبيرة.

* شرائط لاصقة لإبقاء الشاش في مكان الإصابة.

* مسحات كحول للتعقيم ومحلول بيروكسيد الهيدروجين hydrogen peroxide لتطهير الجروح.

* مرهم مضاد حيوي لتطهير الجروح وحمايتها من الإصابة بالالتهابات.

* مقياس حرارة (ثيرموميتر).

* أقراص مضادة للحساسية.

* كريم هيدروكورتيزون لتخفيف التهيج الشائع من الطفح الجلدي.

* بعض المسكنات مثل اسيتامينوفين، ايبوبروفين واسبرين، مع ملاحظة أنه لا ينبغي أن يعطى الأسبرين للأطفال أو المراهقين تحت سن 19.

مع التأكيد على أن الأدوية الموجودة في الصيدلية المنزلية لا تغني عن زيارة الطبيب إذا لم تتحسن الحالة بعد 24 - 48 ساعة <

* مص الإبهام.. هل من حل له؟

* من الأخطاء الشائعة توبيخ الطفل ومعاقبته إذا ما استمر على ممارسة مص الإبهام، بل اللجوء أحيانا إلى أسلوب القسوة معه كالضرب. يولد كثير من الأطفال على حب مص الإبهام، وهي ظاهرة شائعة بين الأطفال، وتكون مقبولة من الناحية الطبية لمن هم دون سن الرابعة، أما بعد ذلك فقد يحتاج الأمر إلى استشارة الطبيب للبحث عن السبب والذي غالبا ما يكون اضطرابا نفسيا عند الطفل.

وعادة ما ينصح الوالدان بعدم التركيز ولفت انتباه الطفل إليها، حتى لا يزيد من ردود فعله السلبية ويرفع من حدة توتره. وغالبا ما يقلع عنها الطفل عندما يحس بالطمأنينة التي تعوضه عن اللجوء لهذه العادة لتهدئة توتره.

إن لعادة مص الإبهام بعد سن الرابعة مضاعفات نفسية وسلوكية وجمالية، ومنها أنها تسبب مشاكل للأسنان تحتاج إلى الإصلاح والتقويم فيما بعد.

تقدم المكتبة الوطنية الأميركية للطب بعض الحلول والمقترحات لمساعدة الطفل ترك هذه العادة، ومنها:

- إخبار طبيب الأطفال المتابع صحة الطفل بالمشكلة التي يعاني منها الطفل، كي يشارك الأهل في تحديد سبب توتر الطفل وذلك بمراقبة سلوكه، ومن ثم اقتراح أنسب الحلول.

- عدم اللجوء إلى أساليب العنف والتوبيخ، بل اتباع أسلوب المدح والثناء عندما لا يقوم بذلك. ويمكن الاتفاق مع الطفل بعقد صفقة معه وعرض مكافأة إذا وافق على وقف مص الإبهام.

- استخدام واقٍ للإبهام، مثل لفّ الإبهام بضمادة أو كيس لليد أو وضع طبقة من طعم مر على الإبهام حتى يشمئز الطفل منه ويبتعد عنه.

بعض الحالات الشديدة قد تخفق معها جميع الوسائل، وعندها يستحسن أخذ رأي الطبيب النفسي، والبعض الآخر من الحالات قد يجدي معه استخدام أجهزة طبية خاصة توضع في الفم للحيلولة دون وضع الطفل يده داخل فمه.

إذا لوحظ أن أسنان الطفل قد تأثرت من هذه الممارسة، فيجب التحدث مع طبيب الأسنان حول ما يمكن القيام به لتصحيح ذلك مبكرا <

* الكبار.. ومتاعب المضغ

* من الأخطاء الشائعة أن تستمر الأسرة في تقديم الأكل العادي لكبار السن لديهم بما فيه الخضروات والفاكهة الطازجة الخام، والتي تسبب لهؤلاء المسنين متاعب في المضغ تنتهي بأعراض سوء التغذية، لأنهم لا يتناولون الكمية من الطعام التي تلبي احتياجاتهم الغذائية في اليوم الواحد.

إن لهؤلاء وسائل تعويضية من ناحية الأسنان تلائم حالة كل واحد منهم، والتي تساعد كثيرا في عملية المضغ والكلام. إلا أن الأمر لا يتوقف عند توفير هذه الوسائل، بل من المهم التأكد من أن الشخص الذي يعاني من متاعب في عملية المضغ، يحصل كل يوم، على الأقل، على القيمة الغذائية المطلوبة للحفاظ على العمليات الحيوية لأجهزته.

وتقدم إدارة الغذاء والدواء الأميركية مجموعة من الاقتراحات للأشخاص الذين لديهم مشاكل في المضغ لمساعدتهم في المحافظة على اتباع نظام غذائي صحي، بينما يمضون قدما في العمر:

* لا داعي لبذل مجهود مضاعف في محاولة قضم الفواكه والخضروات الخام، بل عليهم أن يختاروا عصير الفواكه والفواكه المعلبة كبدائل. وتشمل بدائل الفواكه الخام والمعلبة الكمثرى والخوخ، أو عصير التفاح.

* عليهم استعمال الخضروات الطازجة والخام في عمل عصير الخضار وتحضير خضروات مطبوخة لينة، أو مهروسة أو نصف سائلة.

* التعود على أكل اللحوم المطحونة، أو الحصول على عنصر البروتين من مصادر لا تحتاج في تناولها لبذل مجهود كبير في عملية المضغ والطحن بالأسنان مثل البيض ومنتجات الألبان، بما فيها الحليب والجبن واللبن.

* وكبديل للخبز، يمكن تناول الحبوب المطبوخة، «البودنغ» من الخبز، والأرز <