علماء أميركيون ينجحون في إنتاج «كولسترول حميد» صناعي

لاصطياد الكولسترول الضار وتقليل آثاره

TT

نجح علماء أميركيون في إنتاج الكولسترول العالي الكثافة (HDL) high-density lipoprotein، الذي يعرف بأنه الكولسترول «الحميد»، صناعيا، وذلك بتوظيف تقنيات النانو المتناهية في الصغر (النانومتر هو واحد من المليار من المتر)، بعد أن وضعوه على نواة مصنوعة من الذهب.

ويهدف مشروع العلماء هذا إلى إدخال الكولسترول الحميد الصناعي نحو الجسم لمواجهة ازدياد الكولسترول قليل الكثافة LDL low-density lipoprotein (الضار) في الجسم، الذي يتسبب تراكمه في الشرايين في حدوث النوبة القلبية والسكتة الدماغية.

وقال تشاد ميركين، الباحث في جامعة «نورثويسترن» في شيكاغو، في الدراسة التي نشرت في عدد مجلة الجمعية الكيمائية الأميركية في 12 من يناير الماضي، إن «الفكرة تتمثل في تناول هذا (الكولسترول الحميد الصناعي)، ثم لفظه مع البول».

وقال ميركين، وهو مدير «المعهد الدولي للنانوتكنولوجيا» في الجامعة، إن «الجزيئة الصناعية التي تم تطويرها، تعكس تماما حجم وبنية جزيئة الكولسترول HDL. وهي تتألف من جسيم دقيق من الذهب يغرق في جزيئات اللبيدات lipids (مركبات عضوية تحتوي على ضروب من الدهن والشمع)، ثم يغطى بغطاء من البروتين». وأضاف أن «الكولسترول الحميد الصناعي يصمم لجذب الكولسترول الضار واصطياده».

والمعروف أن أدوية الستاتين شائعة الاستعمال تستخدم لتقليل مستويات الكولسترول الضار، إلا أنها لا ترفع من مستويات الكولسترول الحميد. وأضاف الباحث الأميركي أن «الأمل يتمثل في ألا يقود هذا الكولسترول الحميد الصناعي إلى أي أعراض جانبية، وأن يرفع من مستويات الكولسترول الحميد، الأمر الذي قد يقود إلى معاكسة التأثيرات الضارة لترسبات الكولسترول منخفض الكثافة، المتراكمة على جدران الشرايين».

وتقود بعض أنواع الأدوية التي ترفع مستوى الكولسترول الحميد إلى أعراض جانبية مزعجة. ولم تكلل بالنجاح جهود الكثير من الشركات لإنتاج أدوية جديدة أفضل.

وقال ميركين إن «الكولسترول الحميد HDL هو جزيئة نانوية طبيعية نجحنا من محاكاتها، وقد استخدمنا الذهب كهيكل يسهل تشكيله، وهو مادة غير سامة يتقبلها الجسم». وأضاف أنه يجري اختبارات على الكولسترول الصناعي على الحيوانات <