بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* استشاري في طب المجتمع

* مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة

* أيها المدخنون.. احذروا السعال المزمن!

* من الأخطاء الشائعة عند معظم المدخنين اعتبار أن السعال المزمن واحد من الأعراض الطبيعية لدى المدخنين، في حين أنه عَرَضٌ مهم لأحد أكثر أمراض الرئتين انتشارا وأخطرها على الصحة، والرابع في قائمة أسباب الوفاة في العالم نتيجة للتدخين المزمن، ألا وهو «التهاب الشعب الهوائية السادّ المزمن».

وهذا ما أكده الدكتور أيمن بدر كريّم استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم رئيس قسم الأمراض الصدرية، مدير مركز اضطرابات النوم، في دعوته المدخنين لترك التدخين في أقرب فرصة، تجنبا للمضاعفات، ومنها السادّ المزمن القاتل الذي لا تظهر أعراضه بشخص غالبا إلا بعد عدة سنوات من إدمان عادة التدخين، وبعد تدهور حالة الرئتين بدرجة كبيرة. وتبدأ الأعراض بسعال مزمن مصحوب بكميات متفاوتة من البلغم، ثم انحسار المجهود العضلي للمريض، وازدياد معدل التنويم بالمستشفى بسبب التهابات الجهاز التنفسي. ويُمكن للمرض - في مراحله المتقدمة - أن يسبب فشلا في عمل الرئتين واعتماد المريض على أجهزة الأكسجين بصورة دائمة، لمحاولة دعم ما تبقى من وظائف الرئتين الضرورية لاستمرار الحياة.

إضافة إلى أن النوم من أكثر الوظائف الطبيعية تأثرا بمرض التهاب الشعب الهوائية السادّ المزمن، نظرا لأعراض السعال وضيق التنفس، إضافة إلى نوبات انخفاض نسبة الأكسجين في الدم أثناء النوم، مما يؤدي إلى الشكوى من كثرة التململ ورداءة النوم، فضلا عن تعكر المزاج، وزيادة الخمول والنعاس أثناء النهار.

ويضيف، أن الامتناع عن التدخين بصورة قطعية يُعد أنجع طريقة لتجنب الإصابة بهذا المرض والتخفيف من آثاره الخطيرة التي شهدت ارتفاعا ملحوظا لدى الرجال والنساء في المجتمعات العربية خلال السنوات الماضية، تبعا لارتفاع نسبة المدخنين من الجنسين، بالرغم من انحسار هذه النسبة في المجتمعات الغربية. أما بالنسبة للعلاج، فيعتمد على موسعات الشعب الهوائية المستنشقة، وغيرها من حبوب مضادات الالتهاب التي تعمل على التخفيف من الأعراض بشكل أساسي <

* غسل اليدين.. للوقاية من العدوى

* تشير كافة الدراسات إلى أن أمراض الجهاز التنفسي العلوي هي من أكثر الأمراض انتشارا في العالم وخاصة الفيروسية منها. ويُعزى السبب في ذلك إلى الخطأ الشائع في سلوكيات معظم الناس من عدم الاهتمام بتطبيق وسائل النظافة العامة وخاصة نظافة اليدين ووقايتهما من التلوث العفوي بمسببات الأمراض الموجودة في البيئة حولنا. إن انتشار الإصابة بما يسمى نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي العلوي وغيرها من الأمراض يتم من خلال لمس شخص مريض أو لمس أدوات خاصة به أو أغراض أخرى سبق أن لمسها شخص مريض، وهذه الاحتمالات يصعب تجنبها أو الامتناع عنها.

وعليه، يظل غسل وتعقيم اليدين دائما من أهم، بل على رأس قائمة وسائل الوقاية من الأمراض والبقاء على مستوى صحي جيد.

ويؤكد اختصاصيو الصحة العامة والطب الوقائي على ضرورة ممارسة غسل اليدين باستمرار وجعله عادة تمارس تلقائيا بعد لمس أي جسم غريب. وأن من الواجب غسل اليدين بعد الذهاب إلى الحمام، وبعد لمس جرح أو دمل أو أي تقرح جلدي، ودائما قبل تناول الطعام. ويصف هؤلاء الاختصاصيون الطريقة المثلى لغسل اليدين بأن تكون من الأمام وبالعكس من الخلف، وما بين الأصابع، وأن يشمل الغسل كامل المعصمين والأظافر، مع استعمال الصابون وفرشاة الأظافر إن أمكن.

وتوصي تعليمات أقسام الجودة الشاملة في المستشفيات والمراكز الصحية على الالتزام بقواعد التعقيم عند زيارة المرضى باستعمال السائل المعقم قبل الدخول إلى المريض وبعد الانتهاء من زيارته.

فلقد ثبت بالدراسات العلمية مدى جدوى ذلك في تقليص نسبة انتشار العدوى بين المرضى المنومين وانتقالها إلى الزائرين لهم <

* «ترويض» ألم الظهر

* لقد أصبحت آلام الظهر من أكثر الأعراض المرضية شيوعا بين الناس، ويعزى سبب ذلك إلى ممارسات خاطئة شاعت عند الكثيرين، تمارس في المنزل والمكتب وأثناء التسوق وغيرها، تنتهي عادة بمجموعة من المضاعفات الصحية والآثار السلبية، ومن أهمها ألم الظهر. وتبدأ المشكلة بعدم القدرة على الجلوس طويلا على المكتب، وعدم تحمل المشي لمسافة طويلة، ثم عدم القدرة على النوم والبقاء في السرير لنوم هادئ ومريح.

المركز الطبي بجامعة ميريلاند (UMMC) الأميركية، درس هذه الظاهرة المرضية وخلص منها إلى أن معظم هؤلاء الأشخاص الذين يشكون من ألم الظهر ليست لديهم مشاكل صحية خطيرة أو محددة أو كامنة يرجع لها سبب الألم الذي يشعر به الكثيرون.

وعليه يقترح خبراء المركز إمكانية ترويض هذا النوع من الألم باتباع وسائل صحية بسيطة، هي في متناول الجميع، مثل:

* إذا كنت تشعر بهذا النوع من الألم للمرة الأولى، حاول أن تتجلد بالصبر وتأخذ الأمر بسهولة دون قلق أو توتر، وذلك بأن تخلد للراحة ليوم أو يومين فقط، بعيدا عن روتين حياتك وبرنامجك اليومي.

* بعد ذلك ستشعر تدريجيا باستعادة نشاطك إلى أن تعود مرة ثانية إلى ممارسة روتينك اليومي العادي.

* خلال تمتعك بالراحة في المنزل، استخدم الكمادات، إما الباردة أو الساخنة، على منطقة الألم من ظهرك، واستمر في تطبيق النوع الذي ترى أنه أكثر تأثيرا وفعالية.

* لقد وُجد، في بعض الحالات، أن استعمال كلا النوعين من الكمادات بالتبادل يعطي فائدة أكبر، بحيث يتم البدء باستعمال الكمادة الباردة لأول يومين أو ثلاثة أيام، ثم الكمادة الساخنة في اليوم التالي وهي تعمل على ارتخاء العضلات.

* إذا لم يكن لديك أي مانع صحي، خاصة بالجهاز الهضمي، يمكنك تناول أحد العقاقير المسكنة للألم مثل عقار اسيتامينوفين أو عقار ايبوبروفين، وأن يكون ذلك بعد تناول الطعام.

* عود نفسك أن تأخذ حماما دافئا قبل النوم لتهدئة عضلات الظهر والمساعدة على الارتخاء والهدوء والنوم المريح.

* تعود وضع وسادة أو مخدة بين ساقيك (إذا كان نومك على أحد الجانبين)، أو تحت الركبتين (إذا كان نومك على الظهر).

* وأخيرا، قم باستشارة طبيبك في حالة عدم استجابة الألم لهذه الوسائل <