الأطفال.. والسلامة من الحرائق

أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الوفاة في المنزل

TT

«ابني الصغير أحمد مر بتجربة مروعة عندما كان عمره 4 سنوات، كنت في المطبخ أطهو وكان يلعب بجانبي داخل المطبخ. رن جرس الهاتف، وذهبت للرد عليه وإذا بي أسمع صراخا، ذهبت بسرعة إلى المطبخ وانفطر قلبي عندما رأيت النار شبت في فلذة كبدي، وكانت ملابسه تحترق وهو يصرخ من الألم والرعب. لقد حاول تسلق الموقد للوصول إلى بعض الحلوى التي كنت أخزنها على طاولة المطبخ، بالقرب من الموقد. لا يمكنني أن أنسى ذلك اليوم أبدا، لأن الحريق ترك آثارا فظيعة على جسده».

* رواية أم أحمد الذي أصيب بحروق خطيرة.

* لا شك أن تهيئة جو آمن لأطفالنا واحدة من أهم الأمور التي تؤرق الآباء. والنار تبعث فينا الخوف لأنها تهدد الحياة. وتشير الإحصاءات الأميركية، إلى أن معدلات الإصابة فيها بسبب الحريق من أعلى معدلات الوفاة والإصابة في العالم، والنار في شكل اللهب أو الدخان هي ثاني الاسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الوفاة في المنزل، وهنالك أكثر من 4000 شخص يموتون سنويا بسبب الحرائق المنزلية. وخلافا للبالغين فإن الأطفال لديهم حب استطلاع فطري للنار، فلون اللهب، وتراقصه وفحيح النار تجذب الأطفال وتغريهم إلى لمسها. وتشير الرابطة الوطنية الأميركية لسلامة الطفل إلى أن الأطفال تحت سن 5 سنوات يمثلون ما يقرب من نصف ضحايا الحرائق المنزلية، والأطفال هم الأكثر عرضة للتأثر، والأرجح أن يصابوا إذا شب حريق.

* ما أهمية الجلد؟ * يتكون الجلد، وهو أكبر أعضاء جسم الإنسان، من طبقات تكمن مهمتها الأساسية في حماية الجسم. وتتألف البشرة من طبقة خارجية مكونة من خلايا ميتة وبالكيراتين وتقف هذه البشرة حاجزا أمام الجراثيم والأجسام الغريبة. أما الأدمة الداخلية فهي تعمل على توفير خلايا بشرة جديدة. وينظم الجسم درجة حرارته عن طريق الجلد، بالإضافة إلى ذلك يحمي الجلد جسم الإنسان من المواد الكيميائية، والمخاطر الأخرى. كما يحتوي الجلد أيضا على شعيرات دموية دقيقة والعديد من النهايات العصبية، التي تساعد في الإحساس. ومن خلال الشعر والجلد يتم حماية الجسم بتكييف حرارته. عندما تحدث يصاب الجلد بالحريق فمن المحتمل أن يفقد وظيفته الطبيعية كحاجز ويسبب هذا مضاعفات عامة وتشمل: • الإصابة بالعدوى • فقدان حرارة الجسم • فقدان المياه وزيادة التبخر • التغيير في حاسة اللمس، والمظهر • فقدان مرونة الجلد ووظيفة بعض الأجهزة

* ما هي أخطار الحرائق؟

* تحدث حروق الجلد عند تعرضه لحرارة أكثر من اللازم فيصاب بالتلف. وإصابات الحروق شائعة جدا بين الأطفال، وهي مؤلمة جدا. وتتناسب شدة إصابة الحرق مع المساحة المحروقة في الجسم، وعمق الأنسجة المتضررة (يعرف عمق الحرق بعدد طبقات الجلد التي دمرت بالحرارة العالية)، موقع الحرق، وعمر الشخص. حجم الحروق تحدده النسبة المئوية من مجموع المساحة التي حرقت. والحروق الكبيرة والعميقة أشد أنواع الحروق خطورة. الرضع والمسنون لديهم أعلى معدل وفيات من الأطفال الأكبر سنا والشباب والبالغين في منتصف العمر، وذلك لأن جلد الأطفال والمسنين يكون أرق من غيرهم، ما يجعلهم أكثر عرضة للحروق.

* وتصنف عمق الجروح حسب سمك الجلد التشريحي: • الحروق السطحية (حروق الدرجة الأولى) وتؤثر هذه على طبقة البشرة الخارجية فقط. • الحروق الجزئية (حروق الدرجة الثانية) وتؤثر على طبقة البشرة وجزء من الأدمة الداخلية. • الحرق الكامل (حروق الدرجة الثالثة) وتشمل حرق وتلف طبقتي الجلد. • الحروق تحت الأدمة (حروق الدرجة الرابعة) وتتلف كل طبقات الجلد وتمتد إلى الأنسجة، بما فيها خلايا الدهون، الأوتار والعضلات، والعظام.

* مضاعفات الحروق

* الطفل المصاب بحروق شديدة قد يحتاج للبقاء في المستشفى لمدة طويلة، وقد يحتاج إلى عدة أشهر أو أكثر لإعادة التأهيل، ويمكن أن تكون هذه الفترة مؤلمة جدا. وهناك حروق طويلة الأمد يمكن أن يكون لها تأثير بالغ على الطفل منها عدم قدرته على اللعب مثل أقرانه من الأطفال، كما قد تترك الحروق ندوبا واضحة تذكر الطفل دوما بإصابته، وقد يتأثر الطفل نفسيا بسبب الإصابة البالغة أو أن يصبح معاقا، كل هذه العوامل يمكن أن تغير من أفكار ومشاعر الطفل، والطريقة التي يتعامل بها مع الآخرين. لذلك يجب على الآباء أن يعيدوا لطفلهم الإحساس بالأمان والطمأنينة، فالطفل الذي تعرض إلى الحريق أكثر حساسية من غيره. ومن أكثر الإصابات إيلاما هي الحريق.

* ماذا يمكن أن يفعل الوالدان؟

* لدى الوالدين دور أساسي في تأمين سكنهما من أي مخاطر. فالنار خطر حقيقي ويمكن أن تنتشر بسهولة إذا اندلعت، خاصة أن الأثاث، والأوراق تعتبر وسطا جيدا لانتشار النار. ومن المهم أن يكون لدينا فهم واضح للأطفال والنار، واحتياطات السلامة وإجراءات الوقاية من أجل الحفاظ على أبنائنا وأمنهم وصحتهم والخطوة الأولى لسلامة أطفالنا تبدأ في البيت <

* 10 نصائح لكيفية الحفاظ على منازلنا في مأمن من النار 1. لا تترك طفلك وحيدا في غرفة من المحتمل أن تكون فيها مخاطر حريق مثل المطبخ.

2. يجب إبقاء أعواد الكبريت والقداحات بعيدا بحيث لا يتمكن الأطفال من الوصول إليها، والتنبه إلى أن الطفل من عمر سنتين يكون قادرا على إشعال عود الكبريت. 3. إبقاء الشموع المضاءة بعيدا عن الأطفال وتيار الهواء. فالشموع جذابة بشكل خاص للأطفال نظرا لصغر الشعلة. 4. لا تسمح لطفلك باللعب بالأدوات الكهربائية، فيمكن أن يدخل الطفل أي شيء في قابس الكهرباء. 5. أمّن أي درج أو خزانة تحتوي على أشياء يمكن أن تضرم النار، حتى لا يستطيع الطفل أن يحصل عليها. 6. إبقاء جميع السوائل سريعة الاشتعال في أماكن بعيدة عن المنزل قدر الإمكان. 7. علم طفلك مخاطر الحريق وماذا يفعل في حالة حدوث حريق، وأحيانا يمكن أن تقع حوادث، وبالتالي ابق أنت وعائلتك على أتم الاستعداد. 8. لا تحتفظ بالحلوى ولعب الأطفال أو الأشياء التي قد تجذب طفلك بالقرب من الموقد. 9. إبقاء جميع السخانات بعيدا عن طفلك، لا سيما في البلدان التي تحتاج إلى تدفئة. 10. ركب كاشف دخان واحدا على الأقل في منزلك. فقد ثبت أنه منقذ للأرواح.