التهاب المفاصل الصدفي.. أسبابه وعلاجه

مرض روماتيزمي يصيب المعانين من الصدفية

TT

الصدفية أحد الأمراض الجلدية المزمنة، والذي يسبب طفحا جلديا قشريا، يمكن أن يؤثر على الأظافر وفروة الرأس ويؤثر أيضا، في نسبة بسيطة من الناس، على المفاصل. يسبب المرض التهابا في مناطق من الجلد، فتصبح المنطقة الملتهبة محمرة اللون ومغطاة بقشور بيضاء أو فضية اللون، ويمكن أن يصيب المرض الأظافر في الأيدي والأقدام.

الالتهاب الصدفي : في حديثه إلى «صحتك»، يقول الدكتور البدر بن حمزة حسين، استشاري أمراض باطنة وروماتيزم ورئيس قسم أمراض الروماتيزم بمستشفى الملك فهد في المدينة المنورة والأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة طيبة، عن مرض التهاب المفاصل الصدفي Psoriatic Arthritis إنه سمي بهذا الاسم نظرا لوجود التهاب في المفاصل مصاحبا بوجود التهاب الجلد الصدفي. ويضيف أن مرض التهاب المفاصل الصدفي هو مرض روماتيزمي يصيب الذين يعانون من مرض الصدفية الجلدي، وتقدر هذه النسبة بأقل من 30% من المصابين بمرض الصدفية الجلدي. يؤثر المرض على مفاصل عديدة في الجسم مثل مفصل المعصم، الركبة، الكاحل، الأصابع ومفاصل أصابع القدم، العمود الفقري ومفاصل الأوراك، ومفاصل الحوض. ويمكن أن يؤثر المرض أيضا على أجهزة أخرى في الجسم. يؤثر المرض على كل من الرجال والنساء بشكل متساو، وعادة يصيب الأشخاص الذين أعمارهم بين العشرين والخمسين سنة، ولكن من الممكن أن يصيب هذا المرض أي إنسان وفي أي سن.

قد يظهر مرض التهاب المفاصل الصدفي قبل ظهور المرض الجلدي الصدفي، مما يجعل الطبيب يشخص المرض على أنه التهاب مفاصل من نوع الالتهابات المفصلية السالبة للعامل الروماتيزمي (RF-ve)، وهذه المجموعة من الأمراض الروماتيزمية تتشابه في أعراضها المرضية وتفتقد العامل المخبري الروماتيزمي RF.

وتختلف أعراض إصابة المفاصل والجلد بالتهاب المفاصل الصدفي، فتتراوح بين معتدلة وحادة، حيث يكون من الصعب تشخيص هذا المرض، لا سيما في أعراضه المعتدلة وفي المراحل المبكرة، حيث إن التشخيص المبكر يعد ضروريا لمنع إلحاق تعرض المفاصل والأنسجة لضرر طويل الأجل.

الأعراض : أوضح الدكتور البدر أن أعراض مرض التهاب المفاصل الصدفي عديدة، وتشمل ما يلي:

* ألم وورم في أصابع اليدين أو أصابع القدمين وقد يصبح المفصل المصاب أحمر اللون وقد يظهر شكل الأصبع الملتهب بشكل يشبه السجق لأن الأصبع يكون بكامله ملتهبا.

* وجود آلام وتورم في المناطق المتصلة بالعظام، الأوتار والأربطة.

* وجود آلام في أسفل الظهر ومفاصل الجسم عند القيام من النوم في الصباح أو بعد الجلوس لفترات طويلة وإحساس المريض بأن الألم يخف ويتحسن مع الحركة.

* يشعر المريض بالإرهاق والتعب من أقل مجهود يقوم به مع ألم واحمرار في العين.

* وجود التهابات وطفح جلدي وبثور قشرية رمادية أو فضية اللون على جلدة فروة الرأس، المرفقين، الركبتين أو الظهر أو أماكن أخرى من الجسم.

* قد تتأثر الأظافر من المرض الجلدي، فتصبح الأظافر مخرمة الشكل وخشنة الملمس وقد يفصل الظفر عن الأصبع.

الأسباب والتشخيص : أكد الدكتور البدر أن الوراثة تلعب دورا مهما في هذا المرض، حيث وجد أن لدى كثير من المرضى المصابين بالمرض أفرادا آخرين من العائلة مصابون بنفس المرض.

وهناك أسباب قد يكون لها يد في المرض مثل التغيرات في البيئة المحيطة بالإنسان. والتوصل إلى التشخيص الصحيح لهذا المرض مهم في منع تطوره والتحكم في علاجه بشكل أفضل. ويعتمد الطبيب في الوصول إلى التشخيص على وصف المريض للأعراض التي يشكو منها (التاريخ المرضي)، وعلى الكشف السريري للمريض، وقد يحتاج الطبيب لعمل بعض التحاليل للدم وكذلك عمل أشعة لتساعده في التوصل إلى التشخيص السليم، ولكي يميز المرض عن الأنواع الأخرى من الأمراض الروماتيزمية المشابهة له.

العلاج : توصلت الأبحاث العلمية والتجارب الحديثة إلى علاجات تخفف من شدة المرض، وتعمل على التقليل من حدته، وتجنب المريض المضاعفات على المدى الطويل، وتجعله يمارس حياته بشكل طبيعي.

إن من المهم أن يدرك المريض أن العلاج قد يستغرق بعض الوقت ويتراوح من عدة أسابيع إلى عدة شهور، لكي يتوصل الطبيب إلى الجرعة المناسبة التي تتحكم في المرض ويشعر المريض بتأثير العلاج بشكل ملحوظ.

ويتم العلاج دوائيا على عدة مراحل، هي:

- الأدوية المضادة للالتهاب ولا تحتوي على ستيرويدات (NSAIDs): وهي مسكنات تستخدم بشكل أساسي في التحكم بأعراض الألم والتهاب المفاصل. والهدف من إعطاء هذه المجموعة من العلاجات المساعدة في تقليل الألم والتورم والتصلب بالمفاصل الملتهبة.

- الأدوية المعدلة لطبيعة المرض (ديمارد DMARDs): وهي عائلة من الأدوية التي تحاول إيقاف المرض ومنع حدوث المضاعفات. تستغرق هذه العلاجات من عدة أسابيع إلى عدة أشهر من تناول المريض لها قبل أن يشعر المريض بالاستجابة والتحسن. - الأدوية الحيوية (البيولوجية) Biological Therapy: وهي أدوية حديثة قد أصبحت متاحة للمرضى الذين يفشلون في الاستجابة للعلاج التقليدي.

توجد داخل جسم الإنسان مادة كيميائية تسمى (تي إن إف) (TNF)، تلعب دورا مهما في حدوث الالتهابات في الجسم. وقد وجد أن الأدوية الحيوية تعمل على إيقاف هذه المادة، مما يؤدي إلى السيطرة على الالتهاب في بعض الحالات. لقد أثبتت هذه العلاجات مقدرتها على التحكم في المرض الروماتيزمي بشكل ممتاز، بالإضافة إلى قدرتها على علاج المرض الجلدي (مرض الصدفية) عند وجوده بشكل منفرد بدون «التهاب مفاصل».

- الاهتمام بالجلد: فعلى المريض أن يحاول تجنب جفاف الجلد وأن يستخدم الكريمات التي تمنع الجفاف، وأن يتجنب استخدام أنواع الصّابون القوية التي تحتوي على العطور أو المواد الكيميائية التي قد تثير التهاب الجلد. - أيضا يمكن أن يستفيد المريض من الجلوس تحت أشعة الشمس لفترات أثناء ما تكون أشعة الشمس معتدلة، اذ أن ضوء الشمس يبطئ نمو الخلية، ويمكن أن يساعد في تحسين الصدفية الجلدية. ولا بد أن يعلم المريض أن تعرضه لضوء الشمس لمدة طويلة جدا يمكن أن يتلف الجلد، لذا عليه أخذ الخطوات اللازمة بجدية لحماية جلده. ونؤكد على ضرورة مراجعة طبيب الأمراض الجلدية مع اتباع نصائحه <