> تُترجم كلمة "أسايتس" Ascites اللاتينية إلى اللغة العربية بكلمة "استسقاء". وهي حالة مرضية تصف ظهور تجمع للسوائل في الفراغ الذي يوجد بين الأعضاء في البطن. ومعلوم أن أعضاء البطن تكون في حيز محدد ومحفوظ. ولا تُوجد فيما بين أعضاء البطن كميات من السوائل.
وفي حالات مرضية معينة، تبدأ السوائل، التي ترشح من الأوعية الدموية، بالتجمع في داخل الفراغ الذي بين الأعضاء، ما يُؤدي إلى انتفاخ حجم البطن في الظاهر.
وغالباً ما تتسبب أمراض الكبد بهذه الحالة، مثل تليف أو تشمع الكبد، والتهابات الكبد الفيروسية أو غيرها، وانسداد الأوردة البابية للكبد بفعل تكون التجلطات الدموية، وسرطان الكبد. وهناك أسباب أخرى شائعة لحصول حالة الاستسقاء، مثل فشل القلب، وأمراض فشل الكلى، والتهابات البنكرياس، وحالات تسريب البروتينات من خلال الأمعاء، وسرطان المبايض، وغيرها.
ولذا يتطلب تشخيص وجود حالة الاستسقاء، البحث عن السبب وراء ظهورها. ويتم تشخيص الإصابة عبر الفحص الإكلينيكي، في حال وجود كمية كبيرة من السوائل بالبطن. وقد يصعب تشخيص وجود كميات قليلة من السوائل دون الاستعانة بالفحص بالأشعة ما فوق الصوتية.
وفي سبيل البحث عن سبب ظهور الحالة، يكون إجراء الفحص السريري الكامل للجسم وسيلة لتبين مدى وجود علامات لتشمع الكبد أو فشل القلب أو فشل الكلى أو غيرها من الأسباب. كما أن إجراء تحاليل وفحوصات، للدم وبالأشعة، لأعضاء الكبد والقلب والكلى والأمعاء والمبايض وغيرهم، قد يكون الوسيلة للتأكد من المصدر المرضي لنشوء الحالة.
وفي حالات معينة، قد يتطلب التشخيص أخذ عينة من ذلك السائل المتجمع بالبطن. وهو ما به يُمكن معرفة تركيب السائل ومعرفة ما إذا كانت ثمة ميكروبات فيه. وتعتمد المعالجة على معرفة السبب، وعلى أيضاً تأثير كمية تلك السوائل المتجمعة في البطن على التنفس وغيرها من مؤشرات راحة الإنسان في حياته اليومية. وقد تقتصر المعالجة على تقليل تناول السوائل والأملاح، أو تُضيف تناول أدوية تُسهل إخراج السوائل مع البول، أو تصل إلى سحب كمية من تلك السوائل المتجمعة في البطن. كما تتطلب المعالجة المتخصصة لتحسين صحة العضو المتسبب بالمشكلة، كالكبد أو القلب أو الكلى أو غيرهم <
* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]