.. وحبوب فيتاميني «إي» و«سي».. لا تقي الرجال من أمراض القلب

النظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية هي الأفضل

TT

>إن كنت من الذين يعتمدون على تناول فيتاميني «إي» E و«سي» C لكي تبعد عن نفسك أمراض القلب، فإن الوقت قد حان للتوجه نحو وسائل أخرى، تؤدي مفعولها حقاً! وقد أظهرت نتائج اختبارات مراقبة، عشوائية، موسعة أن تناول 500 ميلليغرام من فيتامين «سي» زائد تناول 400 وحدة دولية من فيتامين «إي»، أو تناول أي من الفيتامينين لوحده، لم يقدم أي حماية للقلب أكثر من تقديم الحبوب الوهمية لمثل هذه الحماية (كما أن الفيتامينين لم يقيا كذلك من حدوث سرطان البروستاتا والسرطانات الأخرى).

وتأتي نتائج هذه الاختبارات التي استمرت ثمانية أعوام وأجريت على أكثر من 14 ألف من الأطباء الذكور الأصحاء عند بدايتها، متجاوبة مع النتائج السلبية التي توصلت إليها اختبارات أجريت على النساء السليمات، وكذلك على الرجال والنساء من الذين كانوا مصابين بأمراض في القلب، أو مهددين بالإصابة به (مجلة الجمعية الطبية الأميركية، 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008).

والفكرة القائلة بأن المواد المضادة للأكسدة بمقدورها الوقاية من أمراض القلب، معقولة. إذ إن الأكسدة التي يتعرض لها الكولسترول المنخفض الكثافة LDL، تعتبر خطوة مبكرة لظهور مرض تصلب الشرايين الناجم عن انسداد الشرايين. ولذا فإن منع وقوع هذه العملية بالاستفادة من المواد المضادة للأكسدة مثل فيتامين «سي» وفيتامين «إي»، قد يقود إلى إبطاء، بل وحتى إلى درء، تصلب الشرايين، أي درء أمراض القلب.

إلا أن هذه الاختبارات التي أطلق عليها «دراسة الأطباء الصحية 2» Physicians" Health Study IIجاءت بنتائج مماثلة لأكثر من دزينة من الدراسات الأخرى، التي أظهرت أن تناول مكملات المواد المضادة للأكسدة تؤثر قليلا، أو لا تؤثر البتة على أمراض القلب.

ومن المحتمل أن الباحثين لم يتوصلوا حتى الآن إلى معرفة «خلطة ما» من الفيتامينات والمعادن المطلوبة لتأدية مثل هذه المهمة. كما أن من المحتمل أيضاً أن تقوم الفيتامينات بتأدية مهمتها لو تم تناولها منذ فترات الحياة المبكرة، أو تم تناولها لأكثر من ثمانية أعوام، أو بجرعات أعلى. كما أن من المحتمل أيضاً أن تقوم حبوب فيتاميني «سي» و«إي» بمهمتها في حماية بعض الأشخاص من أمراض القلب، بينما تشجع على حدوثها لدى أشخاص آخرين- ونحن لا نعلم من هم هؤلاء، أو أولئك! ولكن، لماذا نتوجه نحو هذه الاحتمالات الضئيلة، عندما نعرف جيداً بشكل مؤكد أن النظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية بمقدورها أن تتقدم على كل ما سواها في مكافحتها لأمراض القلب؟<

* «رسالة هارفارد للقلب فبراير(شباط) 2009» خدمات «تريبيون ميديا».