5 حقائق.. عن طب الأسنان

زرع ضرس العقل محل سنّ أخرى وفيتامين مضاد لتقرحات الفم

TT

سنلقي الضوء اليوم على بعض الحقائق الهامة عن طب الأسنان التي يجهلها الكثير من الناس:

1 ـ هل تعلم أن بالإمكان الاستفادة من ضرس العقل بدلا من خلعه وذلك لمن لديه أسنان مخلوعة. فمن لديه سن مخلوعة ويريد استعاضتها عادة ما ينصح بزراعة سن صناعية أو عمل جسر ثابت. وفي نفس الوقت قد ينصحه الطبيب بخلع ضروس العقل.

فالمنطق يقول لماذا لا أستفيد من السن المراد خلعها في استعاضة السن المخلوعة؟ والجواب يقول بأن هذا ممكن في بعض الحالات وفي ظل شروط معينة، حيث يقوم الجراح بتحضير تجويف في العظم كاف لزرع ضرس العقل ومن ثم يقوم بخلعه بطريقة حساسة جدا ومن ثم زرعه في المكان المراد وتثبيته لفترة من الزمان، ومن ثم يتم تغيير شكله ليتناسب وموضعه في الفك. وفي حالات تم نشرها في مجلة تقويم الأسنان الأميركية قام البروفسور بلسن بزراعة ضواحك تم خلعها بغرض علاج التقويم ومن ثم زرعها في فراغ قاطع أمامي تم خلعه في سن مبكرة. وبعد تثبيتها في العظم تم تغيير شكل السن وتلبيسها لتصبح قاطعا بدلا من ضاحكا.

فيتامين مضاد لتقرحات الفم 2 ـ هل تعلم أن فيتامين «بي 12» أثبت جدارته كعلاج للتقرحات القلاعية الفموية المتكررة الظهور. إن البعض يعاني من تقرحات متعددة ومزعجة تظهر على الشفتين وأماكن أخرى في الفم باستمرار. وهذه التقرحات هي من أكثر التقرحات شيوعا وهي تعرف بالتقرحات القلاعية (Recurrent Apthous Ulcers) وهي عبارة عن تقرحات تصيب أغشية الفم المبطنة، حيث تظهر في عدة أماكن في الفم مثل اللثة، الغشاء المبطن للخد، اللسان، سقف الحلق وكذلك الشفتين. ويتراوح عدد التقرحات من واحدة وربما تصل إلى عشرة موزعة في أجزاء الفم. ويكون شكلها بيضاويا وسطحيا وقد يغطيها غشاء أبيض ويحيطها احمرار في الأنسجة المحيطة. تصيب التقرحات الفموية المتكررة ما يقارب 10 إلى 12% من الناس وذلك حسب الإحصائيات المتوفرة وقد تصيب أيا من الجنسين بالتساوي وقد تحصل في جميع الأعمار. أما بالنسبة إلى الأسباب المؤدية لها فأكثرها غير معروف ومحدد، ولكن يعتقد كثير من علماء طب الأسنان أن الاضطرابات النفسية لها تأثير كبير في حدوثها وكذلك الوراثة أو اختلال الجهاز المناعي لدى المريض أو تناول بعض الأطعمة التي تسبب تهيجا في الأغشية المخاطية للفم. وبالنسبة للعلاج المعروف فهو علاج وقائي بالدرجة الأولى، حيث إن هذه التقرحات تتميز بأنها تزول بسرعة مع الوقت وقد يستغرق الشفاء منها أسبوعا واحدا أو أكثر ويتركز الألم في أول يومين ومن ثم يختفي تدريجيا من غير أن يسبب ندوبا. وهدف العلاج الوقائي هو التخفيف من الآلام المصاحبة ومنع تهيج التقرحات أثناء الأكل والشرب. وينصح في تلك الفترة أيضا بتكثيف التنظيف بواسطة الفرشاة والمعجون غير المحتوي على الحبيبات التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تفاقم وضع التقرحات وكذلك ينصح باستخدام مضمضة للفم تحتوي على المضاد الحيوي (Chlorhexidiene Mouth Wash). وهنالك أيضا أنواع من المراهم الموضعية التي تحتوي على مادة السترويد (Kenelog in Orabase). ومن الممكن أيضا استخدام المسكنات الموضعية المخدرة (Topical Anesthesia). والجديد في الأمر أن هناك دراسة تم نشرها في مجلة البورد الأميركي لطب الأسرة (2009) التي دلت على أن استعمال جرعة واحدة من فيتامين «بي12» يوميا يعتبر طريقة آمنة وبسيطة لعلاج هذا النوع من التقرحات ومنع أو تقليل ظهورها. «النانو» ضد التسوس 3 ـ قام فريق طبي من جامعة كلاركسون باكتشاف طريقة جديدة لمكافحة التسوس من خلال بحث تم نشره في مجلة أبحاث الأسنان استخدمت فيه تقنية النانو (النانو هو جزء من المليار). حيث اكتشف فريق البحث المذكور أن تلميع طبقة المينا باستخدام جزيئات السليكا بحجم النانو يجعل التصاق البكتيريا بتلك الطبقة صعبا جدا، وفي نفس الوقت يقلل من تكون طبقة الجير على الأسنان مقللا من نسبة حصول تسوس الأسنان. إن هذه الطريقة مثيرة جدا كونها بسيطة في التطبيق ولكنها فعالة جدا وعند تطبيقها سيكون لها التأثير الفعال في التقليل من نسبة الإصابة بتسوس الأسنان.

4 ـ مرض هشاشة العظام يعتبر من الأمراض الشائعة في عصرنا الحاضر الذي عادة ما يصيب كبار السن خاصة النساء. تعتبر مادة البزفوسفينيت (Bisphosphonate) من أهم طرق العلاج. والغريب في الأمر هو أن هذه المادة تسبب أحيانا مرضا مستعصيا يصيب عظام الفك ويؤدي إلى التهابه التهابا لا يستجيب لكثير من العلاجات ومن ضمنها العلاج بالمضادات الحيوية. والتهاب عظام الفك (Osteonecrotic Jaw) بسبب تلك المادة خطير جدا كونه يحتاج إلى استئصال جزء من العظم شاملا العظم المصاب. اللثة والإصابة بالأمراض 5 ـ دلت الأبحاث الجديدة التي درست تأثير أمراض اللثة على الجسم وعلاقتها بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. وطرحت التساؤلات: هل هي من مسببات تلك الأمراض أم لا وهل يمكن استخدامها للتنبؤ بالإصابة بداء السكري أم لا؟ فكانت الإجابة بنعم.. ففي دراسة حديثة تم نشرها في مجلة العناية بداء السكري (Diabetes Care, 2008) قام مجموعة باحثين أميركيين يرأسهم الدكتور راين دمر بمسح طبي شمل أكثر من 9000 شخص تمت دراساتهم خلال عقدين من الزمان. وتوصل العلماء في هذا البحث إلى نتيجة مثيرة وهي أن المصابين بأمراض اللثة معرضون للإصابة بداء السكري من النوع الثاني في المستقبل بنسبة الضعف وذلك عند مقارنتهم بغير المصابين بأمراض اللثة. وتوصل علماء آخرون لتفسير كيفية الإصابة بداء السكري، وهي أن بكتيريا الفم المسببة لأمراض اللثة والأنسجة المحيطة قد تنفذ إلى الدورة الدموية. وتسبب حالة من الالتهاب وتتفاعل مع الجهاز المناعي الذي يطلق بروتينات مضادة للالتهاب التي تعرف بسايتوكين، والتي بدورها قد تؤثر في مقاومة الخلايا للأنسولين وتلك الخلايا المنتجة للأنسولين <

* أستاذ مشارك واستشاري تقويم الأسنان [email protected]