استشارات

د. حسن محمد صندقجي

TT

* غذاء مرضى الربو - لدي طفلان مُصابان بالربو. ويأخذان نوعين من البخاخات لتوسيع الشعب الهوائية. سؤالي هل من شيء عليهم عدم تناوله؟

أماني إدريس- القاهرة.

* هذا ملخص السؤال. ومن غير الواضح لي فيه هل لدى أطفالك حساسية من تناول أنواع معينة من الأطعمة، كبياض البيض أو الفول السوداني أو الفراولة أو غيرها. وبديهي أن تتجنبي تقديم الأطعمة المتسببة لهم بالحساسية، في الجلد أو غيره، كوسيلة لمنع إثارة نوبات الربو.

وبخلاف هذا الأمر، والاهتمام بمراجعة الطبيب وتناول الأدوية وتلقي اللقاحات اللازمة، فإن لنوعية الأطعمة الأخرى دوراً مهماً في الوقاية من نوبات الربو وفي معالجتها. وذلك من جانبين، الأول رفع مستوى مناعة الجسم، وتقليل تأثر جسم الأطفال بالأدوية.

والأصل هو الحرص على تناولهم الكميات اللازمة من الماء لمنع الجفاف وصعوبة إخراج البلغم آنذاك، وخاصة عند حصول نوبة من الربو. وللإكثار من تناول الملح، والأطعمة عالية المحتوى من الملح، دور في إثارة نوبات الربو وفي صعوبة معالجتها. والملاحظات الطبية تشير إلى أن تخفيف تناول الملح عامل وقائي ثابت الفائدة في تقليل إثارة وتهييج نوبات الربو. والسبب أن تقليل الملح يُسهّل خروج الهواء من الرئة ويُخفف من حدة نشاط عمليات الالتهابات فيها.

وعليك بالحرص على تغذيتهام بطريقة تُسهم في حفاظهم على وزن طبيعي للجسم. لأن السمنة بحد ذاتها عامل يرفع من احتمالات الإصابة بالربو ويرفع احتمالات إثارة نوباته، وصعوبة معالجتها.

وهناك عنصران غذائيان من المفيد الاهتمام بهما، وهما تناول الأسماك وتناول المنتجات العالية المحتوى من الكالسيوم. والسبب أن ثمة ملاحظات علمية أن متناولي الأسماك، المحتوية على زيت السمك، أقل إصابة بنوبات الربو. وعنصر الكالسيوم مهم في بناء العظام وفي سهولة عمل العضلات، وخاصة ارتخائها. ومعلوم لديك أن بعض أدوية الربو قد تحتوي على مواد الكورتيزون، وهذه قد تُؤثر على بنية العظم، فيكون تناول الكالسيوم مفيداً في الحفاظ على عظم أقوى.

ولا يخفى عليك أن تناول الأطفال للخضار والفواكه الطازجة فاعل جداً في تزويدهم بالفيتامينات والمعادن، وفاعل جداً في تخفيف حساسيتهم وتنشيط جهاز مناعتهم.

والحقيقة أن عنايتك بتغذيتهم بطريقة صحية، أمر يستحق العناء لأنهم سيجدون له أثراً طيباً على صحتهم وعلى معالجة مرض الربو لديهم.

* الطائرات وضغط الدم - هل صحيح أن السكن بقرب المطار والتعرض للضجيج يرفع من ضغط الدم؟

رولا بيضون- لبنان.

* ما تشير إليه عدة دراسات تمت في أوروبا والولايات المتحدة هو أن تعرض الإنسان للضجيج، والسكن بقرب المطارات تحديداً، سبب في حصول ارتفاع في ضغط الدم. وما تشير إليه الدراسات الأحدث في هذا الأمر هو أن الارتفاع في ضغط الدم يحصل بالفعل أيضاً حال نوم الشخص وتأثره بذلك بالرغم من عدم وعيه أثناء سماع ضجيج الطائرات أو غيره من الضجيج في محيط المطارات.

وبالرغم من الفوائد الصحية للهدوء والبعد عن الضجيج عموماً، إلا أنه من غير الواضح، من تلك الدراسات، تأثير ذلك على مرضى ارتفاع ضغط الدم وفاعلية معالجتهم. كما أن من غير الواضح مدى تأثير الضجيج على العاملين في المطارات نفسها. وهل ان السبب هو ضجيج الطائرات أم ضجيج الطرقات.

ولذا لا توجد نصيحة طبية جازمة ومدعومة بأدلة علمية حول تجنب السكن بقرب المطارات.

* تشحم الكبد - أجريت أشعة صوتية للبطن لفحص المرارة، وأخبرني الطبيب أن لدي شحوم في الكبد. وأنا لا أشكو من شيء، كيف أُصبت بهذا، وما أعمل؟ خاصة وأن الطبيب لم يُطمئنني حول هذا.

محمد المدني- السعودية

* من الطبيعي أن يحتوي الكبد كعضو على كمية من الشحم، لأسباب عدة أهمها يتعلق بدور الكبد في إنتاج الكولسترول والدهون الثلاثية واستقباله للمواد التي يتم امتصاصها من الأمعاء، والدهون منها. لكن حينما تزداد كمية الشحوم في الكبد بما يتجاوز نسبة 10% من كتلته، ويبدو ذلك واضحاً في بعض أنواع الأشعة للكبد أو في عينة أنسجة الكبد، فإن حالة تشحم الكبد يتم تشخيص وجودها. والأمر باختصار شديد يحتاج إلى اهتمام لتفادي عواقب محتملة، وإن كانت بنسبة متفاوتة بين المُصابين، على حسب سبب نشوء ذلك.

وجود شحوم في أنسجة الكبد، بحد ذاته لا يتسبب بشكل مباشر في تلف خلايا الكبد أو في تلف التركيب الفريد لأنسجته، وأيضاً لا يتسبب بظهور أعراض مرضية قد يشكو المريض منها، كالألم أو غيره. ولكنه قد يُثير نشوء عمليات التهابية، تحصل بوتيرة بطيئة وعبر سنوات، بكل تداعيات ذلك على الكبد وتركيب أنسجته. بمعنى أن وجود الشحوم في داخل خلايا الكبد قد يُثير عمليات التهابية تُؤدي إلى تلف الخلايا وتلف تراكيب أنسجة الكبد، ما يُؤدي إلى تليف أو تشمع الكبد.

ومن المهم أن يكون سليماً تشخيص الإصابة بتشحم فقط في الكبد، بمعنى أن لا يكون تشحم الكبد مصاحباً لأمراض أخرى في الكبد أو غيره.

وهناك نوعان من تشحم الكبد، أحدهما مرتبط بتناول الكحول، بأي كميات. والآخر لا علاقة له بالكحول بل قد يكون إما مصاحباً لزيادة كمية الطاقة في الطعام اليومي، أو للسمنة أو لمرض السكري. أو بدون وجود أي من هذه الحالات.

وبالرغم من عدم وجود دواء يُمكن للمرء تناوله لإزالة الشحوم المتراكمة في الكبد، إلا أن الكثير يُمكن فعله للتغلب على المشكلة وإزالة الشحوم عن الكبد، مثل إنقاص الوزن، وخفض تناول الشحوم، وخفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم، والامتناع عن الكحول، وضبط سكر الدم والحرص على تناول وجبات تحتوي الخضار والفواكه، وممارسة الرياضة، والمتابعة لدى الطبيب بانتظام.

وما أنصحك به أن تستفهم من طبيبك عن السبب، ومدى تأثر أنسجة ووظائف الكبد، إضافة إلى ما ينصحك به، بما يناسب وضعك، من وسائل علاجية.