استشارات

د. حسن محمد صندقجي

TT

* تغير المزاج وسكر الدم - عمري 40 سنة. ولدي مرض السكري، وأتناول حبوب وإبر الأنسولين. وألاحظ أنني حينما أكون غاضبه أو مكتئبه، ترتفع لدي نسبة السكر في الدم. ما علاقة تغيرات المزاج بتغيرات نسبة السكر في الدم؟

الدكتورة عايدة فتحي – القاهرة.

* أولاً، لا تغضبي ما أمكنك ذلك، فإن الغضب تفاعل نفسي غير صحي، وذا تأثيرات سلبية على الجسم، وخاصة أن لديك مرض السكري. وهو سلوك لم يُقدم قط لأي إنسان أي خير على صحته. والأدلة العلمية، مما تذكره رابطة القلب الأميركية ورابطة السكري الأميركية، تشير إلى أضرار صحية مُحققة على القلب والأوعية الدموية ومضاعفات السكري وغيرها من أعضاء الجسم.

وبشكل خاص، فإن العلاقة بين الغضب أو الاكتئاب أو غيرها من التغيرات المزاجية والنفسية، وبين نسبة سكر الدم، لدى مرضى السكري ولدى السليمين منه، هي علاقة متصلة الضرر من الجهتين. بمعنى أن تغيرات المزاج تُؤثر على نسبة سكر الدم. والتغيرات في سكر الدم، ارتفاعاً أو انخفاضاً، لها تأثيرات الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، سواءً كان المرء مُصاباً بالسكري أو سليماً منه.

الاكتئاب بحد ذاته عامل يرفع من احتمالات الإصابة بالسكري. وهذا ما دلت عليه دراسات أُجريت في الولايات المتحدة واليابان وكندا وهولندا وغيرهم من دول العالم. وبالمقابل، فإن الاكتئاب عامل يُسهم في تدهور حالة مرضى السكري وسرعة ظهور مضاعفاته لديهم. لذا حاولي تجنبه، وتجنب أسبابه، ومعالجته. وأحد آليات ضرر الاكتئاب هي تلك التغيرات في نسبة سكر الدم وفي عوامل أخرى بالجسم.

والتوتر والقلق والغضب وغيرها من تغيرات المزاج والنفسية، قد تُؤدي إلى ارتفاع نسبة سكر الدم. والسبب أن أثناء تلك الحالات تحصل عدة اضطرابات في الجسم، سواءً على مستوى الأعضاء، كالقلب والأوعية الدموية، أو على مستوى إفراز الهرمونات والمواد الكيميائية، مثل الكورتسول وغيره. وهو ما يُثير البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين، وبالتالي إنهاكه، أو يتطلب ضبط نسبة السكر في الدم عبر تلقي المزيد من الأنسولين أو حبوب معالجة السكري.

هذا من جانب، ومن جانب أخر فإن انخفاض نسبة سكر الدم، بدرجات مختلفة، ولدى مرضى السكري أو الإنسان الطبيعي، يُؤدي إلى تغيرات في المزاج والنفسية والمشاعر والسلوكيات مع النفس ومع الغير. وكذلك الحال عند ارتفاع نسبته.

وتحديداً، فإن انخفاض نسبة سكر الدم إلى ما دون 70 ملغم، يُؤدي إلى الشعور بالتوتر والـ “نرفزة”. وما دون 50 ملغم، يُؤدي إلى تغيرات مزاجية، كالقلق والغضب والضجر والإجهاد. وما دون 35 ملغم، يُؤدي إلى نوبات التشنج والإغماء.

هذه جوانب من المستحسن الالتفات إليها واستيعاب فهمها. والمهم في حالتك هو مراجعة الطبيب لأمرين مهمين. الأول، لمعرفة هل تغيرات نسبة السكر في الدم سبب هذه الأعراض النفسية لديك، أم أن الأعراض النفسية هي سبب اضطرابات نسبة سكر الدم. والثاني، معالجة أيهما كان السبب.

* مرارة زيت الزيتون والطبخ به - هل يُمكن استخدام زيت الزيتون في الطبخ والقلي؟ وهل من الطبيعي أن يكون طعمه مرا؟

نسرين قاسم – فرنسا.

* يختلف نوع زيت الزيتون من ناحية أنواع الثمار التي يُستخلص الزيت منها، أي حسب درجة النضج ولون الثمرة ومكان الزراعة والظروف البيئية الأخرى. وكذلك من ناحية مرحلة العصر لثمار الزيتون نفسه، أي العصرة البكر الممتازة أو البكر أو العادية أو التي استخدمت الحرارة أو المواد الكيميائية في استخلاصها. ويتفق الكل على أن زيت الزيتون أحد أفضل مصادر الدهون للجسم.

ومن الممكن أن يكون زيت الزيتون الصافي، ومن الأنواع عالية الجودة، ذا طعم مُر. والسبب هو أن استخلاص الزيت من أنواع الثمار الخضراء، وخاصة غير الناضجة منها، قد يُعطي زيتاً نقياً وذا جودة عالية لكنه ذا طعم مُر. والطعم المُر قد لا يكون مُحبباً لكن من الممكن وجوده.

وهذا نوع من المرارة في الطعم، والخاص بالأنواع الخضراء غير الناضجة جيداً من الثمار. وهناك نوع أخر من الحُرقة، الشبيهة بالمرارة أو بحُرقة الفلفل الأسود، والتي تنشأ في الحلق بُعيد تناول زيت الزيتون، وتزول سريعاً. وهذا الطعم ناجم عن وجود مركبات كيميائية، مفيدة جداً، في الأنواع عالية الجودة من زيت الزيتون. وهي مركبات كيميائية ذات مفعول أشبه بالأدوية المسكنة للألم، وخاصة عقار بروفين.

أما في جانب استخدام زيت الزيتون في الطبخ والقلي، فإن ذلك من الممكن جداً. ولهذا توضيح، لأن كثير من الناس يعتقدون أن زيت الزيتون لا يصلح للقلي أو الطبخ.

أولا، زيت الزيتون لا يفقد فوائده الصحية بمجرد تسخينه، بل ربما يفقد تلك النكهة المميزة له، وخاصة للأنواع عالية الجودة وعالية الثمن منه. ولذا فمن الممكن استخدام الأنواع الطبيعية والأدنى جودة وثمناً في الطبخ أو القلي. وترك تناول الأنواع العالية

* تشقق الشفاه - هل من أسباب يُمكن معالجتها لتشقق الشفاه؟

راشد ع. – الرياض.

* هذا ملخص لسؤالك. ان تشقق الشفاه يُصيب غالبية الناس، ومن الجنسين، وفي أي مرحلة عمرية كانوا، من آن لأخر. وتزداد الشكوى منه في الشتاء. والأمر اضافة الى أنه مزعج أثناء الكلام أو الابتسام أو الأكل، فقد يكون مؤلماً أو متسبباً بنزيف.

وهناك عدة أسباب للإصابة بتشقق الشفاه. وغالبها تشمل التعرض للهواء البارد أو الجاف أو لأشعة الشمس أو للرياح. أو لدى بعض منْ تعودوا ترطيب شفاههم بلعابهم عبر إما باللسان أو سحب الشفاه لداخل الفم. وهنا يُؤدي تبخر اللعاب إلى حصول التشقق في الشفاه. وكذلك عند حصول حالات من الجفاف في الجسم، نتيجة للإسهال أو زيادة إفراز العرق أو الحمى أو غيرها. ويُعتبر استخدام الفم للتنفس، سبب آخر ومهم لحصول تشقق في الشفاه. وذلك مثل حينما تحصل حالات من الحساسية أو الالتهابات المؤدية إلى احتقان وسدد الأنف. وخاصة للتنفس أثناء النوم. كما وتسبب حالات حساسية الجلد الناجمة عن تفاعل جلد الجسم مع ملامسة مواد معينة، مثل التي في الملابس أو الأطعمة أو مستحضرات التجميل أو غيرها. ومن النادر أن تتسبب بعض أنواع الأدوية في الأمر، خاصة منها ما يعمل بالأصل على جفاف الجلد.

وبعد مراجعة الطبيب لمعرفة السبب، فإن المعالجة تتم بوضع طبقة من بلسم، كريم، أو مرهم مُرطب يحتوي على مواد دهنية أو الفازلين. وللوقاية، استخدام كريم مرطب في حالات التعرض لأجواء باردة أو حارة. وتكرار فعل ذلك عدة مرات خلال اليوم. وتجنب لعق الشفاه. وكذلك عدم استخدام مرطب شفاه يحتوي على مواد ذات طعم جيد، لأنه يُثير لعقها. هذا مع المحافظة على تزويد الجسم بالسوائل ومعالجة الجفاف فيه. وترطيب الهواء المنزلي في الأجواء الجافة. وأيضاً معالجة أسباب الاضطرار إلى التنفس من خلال الفم.

* استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]