التغذية والمحافظة على صحة الفم والأسنان

الغذاء الصحي المتوازن يوفر للجسم إحتياجاته الغذائية اللازمة

TT

للتغذية السليمة دور مهم في نمو وتطور وسلامة الأسنان، والأنسجة المحيطة بها، ولاسيما خلال مراحل النمو الأولى للجنين، حيث يبدأ تكوين الأسنان في الأسبوع السادس من الحـمل، وتبدأ في الصلابة من بداية الشهر الثالث إلى الرابع من الحمل. ويعتبر فيتامين أيه (A) ضروريا لتكوين طبقة المينا Enamel Layer ، وفيتامين سي (C) لتكوين طبقة العاج Dentin Layer ، وعنصرا الكالسيوم والفوسفور مهمين في عملية التكلس Calcification، بالإضافة إلى ضرورة توفر المغنيسيوم والفلوريد أثناء عملية تكلس الأسنان. أما فيتامين دي (D) فيساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء، كما يعتبر البروتين أحد مكونات الأسنان.

* تحدث الى "صحتك" الدكتور خالد علي المدني استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية مؤكدا على أن تسوس الأسنان يعد أكثر المشكلات المرتبطة بالتغذية انتشاراً لدى الأطفال في المملكة العربية السعودية والتي تؤثر على صحة الطفل، حيث تؤدي إلى سوء التغذية. وهناك دراسات عديدة توضح ارتباط تسوس الأسنان بفقدان الوزن نتيجة قلة المتناول من الأطعمة بسبب ألم الأسنان أو نتيجة فقدان الأسنان أو نتيجة وجود الصديد الناتج من التهابات السن والفك والذي يمثل بؤرة صديديةSeptic Focus تنقل سموماً الى المعدة فتحدث الغثيان وآلام المعدة فيقل تناول الأطعمة ويكون معظمها بشكل أطعمة شبه سائلة مما يقلل من إفراز اللعاب مما يفاقم من سوء التغذية. كما يؤثر هذا الصديد على أعضاء جسم الإنسان الأخرى مثل القلب والذي قد يؤدي إلى أمراض القلب. كما يعتبر تسوس الأسنان السبب الرئيسي لغياب الأطفال من المدارس.

* أسباب تسوس الاسنان

* يوضح د. المدني أن تسوس الأسنان عادة ما يبدأ في السطح الخارجي من السن وهي منطقة المينا ويستفحل التلف في المنطقة الصلبة من السن، وعندما يصل التسوس إلى منطقة العاج يزيد الإحساس والشعور بالمشروبات أو الأطعمة الباردة وعندما يصل التسوس إلى منطقة اللب تظهر التهابات بمنطقة اللب وتؤدي إلى الشعور بآلام شديدة. وقد يؤدي ذلك إلى فقدان السن وظهور التهابات بمنطقة الفك وتلف بالأنسجة المحيطة مما يؤثر على نوعية وكمية الطعام المتناول مما يؤدي إلى سوء التغذية والتي تمثل خطورة على صحة الفرد.

ويحدث تسوس الأسنان نتيجة أربعة عوامل أساسية هي:

* الاستعداد أو القابلية الشخصية لتسوس الأسنان.

* وجود كربوهيدرات قابلة للتخمر في الفم.

* وجود الميكروبات التي تخمر الكربوهيدرات.

* نقص في تركيز الفلوريد في مياه الشرب أو معاجين الأسنان. يؤدي تناول العصائر السكرية والحلويات والمشروبات الغازية والحليب الذي يضاف اليه السكر والذي يباع في شكل عبوات خليط من الحليب مع الشوكولاته أو مع أنواع مختلفة من عصائر الفاكهة حيث تضاف اليه كميات كبيرة من السكر، يؤدي ذلك إلى تخمر هذه السكريات في الفم بواسطة البكتيريا فتنتج الأحماض العضوية التي تؤدي إلى تسوس الأسنان.

* متلازمة الإرضاع من القنينة

* هناك متلازمة تؤدي إلى تسوس الأسنان تسمى متلازمة الإرضاع من القنينة Nursing Bottle Syndrome حيث تضع الأم القنينة المحتوية على مواد سكرية أو عصائر أو حليب أو بدائل حليب الأم في فم الرضيع طول النهار أو تترك القنينة في فمه لإطعامه وهو نائم وبالتالي تتراكم المواد السكرية في الفم محدثة تسوس الأسنان، وتكون غالباً في أسنان الفك العلوي حيث يحمي اللسان أسنان الفك السفلي من التسوس.

* الوقاية والمكافحة

* لنظافة الفم واللثة، يجب إرشاد الأطفال لغسل فمهم وتنظيف أسنانهم بالفرشاة والمعجون الذي يحتوي على عنصر الفلوريد بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على مواد سكرية مباشرة وخاصة بعد تناول المشروبات الغازية والحلويات وذلك من أجل منع التخمر في الفم الذي يؤدي إلى إنتاج الأحماض العضوية التي تحدث تسوس الأسنان. فلقد أظهرت معظم الدراسات أن انتشار تسوس الأسنان بين الأطفال يعود الى قلة اهتمامهم بنظافة الفم واللثة.

* اطارالحليب والخضروات والفواكه.. عناصر أساسية

* يؤكد د. المدني على ضرورة تناول أطعمة صحية متوازنة للوقاية من سوء التغذية. ويضيف أن الحليب يعتبر أهم مصادر الكالسيوم والفوسفور وهما سهلا الامتصاص. ويمثل الحليب ومنتجات الألبان أكثر من 75 % من المتناول اليومي من الكالسيوم في الدول المتطورة، حيث يصعب الحصول على الاحتياجات اليومية من الكالسيوم دون تناول الحليب أو منتجات الألبان. ويعد الكالسيوم والفوسفور أهم العناصر المعدنية لتكوين العظام. ويحتوي كل كوب (240 مليلتراً) من الحليب على 290 ميليغراماً من الكالسيوم، في حين يحتاج الفرد في المرحلة العمرية من 9 إلى 18 عاماً إلى 1300 ميليغرام يومياً ويقل إحتياج الكالسيوم في الفترة من 19 إلى 50 عاماً إلى 1000 ميليغرام، ثم تزيد الكمية بعد هذا العمر لتصل إلى 1200 ميليغرام يومياً. ويعتبر الكالسيوم أكثر العناصر المعدنية وجوداً في الجسم، حيث يشكل حوالي 2 % من وزن الجسم، ويوجد حوالي 99 % من الكالسيوم في الهيكل العظمي والأسنان بينما 1 % منه يكون في الدم والأنسجة الرخوة، وتصل كمية الكالسيوم في الجسم من 25 إلى 30 غراماً عند الولادة وتزيد إلى أن تصل إلى حوالي 1000 إلى 1200 غرامٍ عند اكتمال مرحلة النمو.

بالإضافة إلى عنصري الكالسيوم والفوسفور فالحليب يحتوي أيضاً على فيتامين أيه (A) الضروري للنمو وسلامة الجلد ومقاومة العدوى والمهم للنظر، وفيتامين دي (D) الذي يساعد في إمتصاص الكالسيوم، وكذلك على مجموعة فيتامين بي (B) المركب اللازمة لإطلاق الطاقة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون بالإضافة إلى الوظائف الحيوية الأخرى.

ويحتوي الحليب أيضاً على بروتينات ذات قيمة بيولوجية عالية حيث تعتبر من أفضل أنواع البروتينات من حيث الهضم والامتصاص واحتوائها على الأحماض الأمينية الأساسية لتكوين البروتينات المختلفة اللازمة لبناء وظائف الجسم.

وتمد الخضروات والفواكه جسم الإنسان بالفيتامينات والمعادن، كما تعمل على زيادة إفراز اللعاب الذي يعمل على نظافة الفم والأسنان ويقوم بمعادلة الحموضة، وتثبيط نمو البكتيريا ويعتبر وسطاً لنقل وحمل الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والفلوريد حيث يتم تبادل هذه العناصر مع سطح السن، كما تعمل على تليين الأطعمة لسهولة البلع <