أستشارات طبية

د. حسن محمد صندقجي

TT

* مضاعفات حبوب منع الحمل

* أتناول حبوب منع الحمل منذ حوالي سبع سنوات، وبشكل متقطع. هل من أضرار لذلك على الوزن والكوليسترول وضغط الدم، مع العلم أني لا أشكو من شيء؟

* غادة ق. – لبنان

* المهم دائماً عند تناول أي أدوية علاجية، كحبوب منع الحمل المحتوية على الهورمونات، أن يتم تناولها تحت إشراف الطبيب. ولان حبوب منع الحمل المحتوية على الهورمونات الأنثوية لها أضرار على الجسم، كأي علاج دوائي وهورموني بالذات، فإن هناك ضوابط منطقية لتناولها، خاصة إذا كانت النية باستعمالها لمدة طويلة. وهذا ما يفرض المتابعة مع الطبيب لأنه سيكون على معرفة بحالتك الصحية العامة وما هو المناسب لك كوسيلة لمنع الحمل.

أما فيما يخص سؤالك بالذات، فإننا دوماً بحاجة إلى توضيح حقيقة التأثيرات الضارة والتأثيرات غير الضارة لما نتناوله من أدوية. وبعيداً عن الحديث حول احتمال تسبب تناول حبوب منع الحمل للسرطان أو تجلطات الدم في الأوردة، فإن الأمرين المُهمين في جانب الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل، واللذين يحتاجان إلى توضيح، هما تأثيرها على الكوليسترول وعلى وزن الجسم، بالذات لدى المرأة غير البدينة بالأصل، والمرأة التي ليس لديها ارتفاع في الكوليسترول في الأصل أيضاً. أولاً، العلاقة بين وزن الجسم وبين تناول حبوب منع الحمل، ليس كما تعتقد الكثيرات، ممن يلقين باللوم على الحبوب في تسببها بزيادة وزن الجسم، والحقيقة انه من النادر أن تتسبب حبوب منع الحمل بذاتها في زيادة وزن الجسم، أي زيادة كمية الشحم في الجسم أو زيادة كتلة أنسجة الجسم. والثابت أن هورمونات حبوب منع الحمل قد تُؤثر على كمية المياه المتجمعة في الأرداف والثدي والفخذ، مما يؤدي إلى اعتقاد المرأة أن وزنها قد زاد. ومعلوم أن ثمة فرقاً بين التأثيرات الضارة لزيادة الوزن الحقيقي للجسم وبين تأثيرات الزيادة الناجمة عن تراكم كميات من المياه فقط في الجسم.

وهذا التفصيل مهم، لأن إلقاء اللوم في هذه الحالة على الحبوب خطأً يجعل المرأة تعتقد أن ذلك حتمي ولا مفر منه، وبالتالي لا تنتبه للأسباب الحقيقية في زيادة وزنها وتتمادى فيها. ومهما كانت النتيجة ومسبباتها، فإن على المرأة، التي تعتقد أن زيادة الوزن حصلت بسبب تناولها لحبوب منع الحمل، أن تُخبر الطبيب بالأمر، فقد يصف لها نوعاً من الحبوب التي تحتوي على كميات أقل من هورمون الاستروجين، أو يُخيرها باستخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل. ثانياً، تأثير حبوب منع الحمل على الكوليسترول يختلف بين الاستروجين والبروجيسترون، أي على حسب نوعية المكونات الهورمونية في حبوب منع الحمل المستخدمة. فالاستروجين يرفع من نسبة الكوليسترول الثقيل والحميد، ويُقلل من نسبة الكوليسترول الخفيف والضار، ويرفع من نسبة الدهون الثلاثية. وبالتالي فإنه يرفع من نسبة الكوليسترول الكلي. أما هورمون البروجيسترون فيُؤدي إلى العكس. ولكن بالعموم، فإن تأثيرات حبوب منع الحمل على الكوليسترول ليست ذات أهمية متوقعة أو تأثيرات صحية واضحة الضرر إذا لم تكن ثمة عوامل أخرى قد تسبب أمراض القلب، مثل التدخين أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.

وللأسباب المتقدمة، وللاختلافات في التأثيرات على الجسم، ولعدم وضوح كثير من الجوانب وتأثيراتها السلبية في أذهان البعض، فإن على المرأة أن تتابع حالتها مع الطبيب، خصوصا إذا كانت تتناول حبوب منع الحمل لفترات طويلة < * علاج دوائي لحصاة المرارة

* سمعت عن علاج دوائي لإزالة حصاة المرارة، هل هذا صحيح؟.

* عادل عبد العزيز ـ الرياض

* نعم هناك دواء يُفيد في إزالة بعض أنواع حصاة المرارة، إلا أن فاعليته محدودة جداً، وعادة لا يُلجأ إليه كوسيلة علاجية. وهذا الدواء الذي تحدثت عنه في رسالتك هو مادة طبيعية مكونة من أحماض المرارة، إذ إنه من الطبيعي أن يُفرز الكبد هذه المادة لتوجد ضمن مكونات عصارة المرارة، كي تمنع تكوين حصاة المرارة المُتشكلة من ترسبات الكوليسترول. ومعلوم أن أهم نوعين من حصاة المرارة هما حصاة مكونة من ترسبات الكوليسترول، وحصاة مكونة من مواد صبغات ملونة.

وهذا العلاج الدوائي يُسهل ذوبان الكوليسترول في عصارة المرارة، ولا يُعطي الفرصة للكوليسترول كي يترسب فوق بعضه بعضا ويُكون الحصاة. ولذا قد يكون مفيداً في تلك النوعية من الحصاة دون غيرها، إلا أنه لا يُفيد حينما يكون حجم الحصاة كبيراً، أي ذات قطر أكبر من نصف سنتيمتر. هذا بالإضافة إلى أن هذا العلاج يتطلب وقتاً طويلاً كي تتم عملية إزالة ما تكون من حصاة صغيرة، أي حوالي سنتين من العلاج اليومي.

ولهذه الأسباب وغيرها، فإن العلاج الدوائي لا يزال محدود الفاعلية في علاج حالات حصاة المرارة، وإن كانت هناك حالات معينة قد يُستخدم فيها هذا العلاج، خصوصا لدى كبار السن أو بعد إجراء حمية شديدة لإنقاص الوزن <

* تكلس الصمام الأورطي

* والدتي أُصيبت بتكلس في الصمام الأورطي، هل من علاج لإزالة التكلسات تلك؟.

* مها الرياض ـ السعودية

* من المحتمل، مع التقدم في العمر أن تترسب كميات من الكالسيوم على شرفات الصمام الأورطي. ومعلوم أن الصمام الأورطي مُكون من ثلاث شرفات، وهو الصمام الذي يفصل بين القلب والشرايين الكبيرة الخارجة منه. أي الصمام الذي تمر عبره أهم كميات ذاهبة إلى أعضاء الجسم المختلفة.

والكالسيوم أحد المعادن الموجودة في الدم، وما يُسهل ترسبه في ذلك الصمام أن الدم يمر فيه بقوة أثناء ضخ القلب له. ومع التقدم في العمر، ترتفع احتمالات ترسب الكالسيوم فيه. إلا أن هناك عوامل أخرى ترفع من احتمالات حصول هذه الترسبات الكلسية على الصمام، من أهمها ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ووجود عيوب في بنية الصمام نفسه، وهو ما يظهر في الغالب خلال إجراء الأشعة الصوتية للقلب.

المهم في حال وجود الكلس على الصمام الأورطي أمران يجب متابعتهما مع الطبيب. الأول، أن وجود الترسبات الكلسية يتطلب الاهتمام بمعرفة مدى سلامة شرايين القلب. والسبب أن ثمة مؤشرات علمية حديثة تقول إن وجود تلك التكلسات في الصمام الأورطي، قد يكون مصحوباً بضيق في الشرايين التاجية المُغذية للقلب. ولذا، وحتى لو لم يشك الشخص من أي أعراض تدل على وجود أمراض في الشرايين التاجية، فإن على الطبيب الاستفادة من وجود هذا المؤشر على الصمام لإجراء فحوصات تُقيم مدى سلامة الشرايين التاجية نفسها.

الثاني، التأكد من مدى اتساع فتحة الصمام، وبشكل طبيعي، لإتاحة الفرصة الكافية للقلب كي يضخ الكميات اللازمة من الدم للجسم، أي معرفة ما إذا كان ثمة ضيق في الصمام أو أنه طبيعي. وهذا الاحتمال المتوقع يتطلب إجراء فحص للصمام بالأشعة الصوتية بشكل دوري ووفق ما يراه الطبيب المُعالج، كما يتطلب متابعة ظهور الشكوى من أي أعراض مُحتملة لضيق الصمام، وهي تحديداً ضيق التنفس مع بذل الجهد وألم الصدر أو الوصول إلى حالة من فشل القلب وحصول نوبات من الإغماء أو الدوخة.

ولا تتوفر حتى اليوم علاجات يمكن تناولها للتخلص من التكلسات في الصمام الأورطي. ولكن من المهم ضبط أي ارتفاع في الكوليسترول، ومعالجته إن وجد، كما أن من المهم استمرار المتابعة مع الطبيب، وإجراء الفحوصات التي قد يطلبها، وعدم إهمال إبلاغه بأي أعراض قد تشكو منها الوالدة <