حبوب منع الحمل تؤثر في انجذاب المرأة للرجل

اختيارها شريك الحياة قد يكون خاطئا بسبب الرائحة الذكورية

TT

عندما ظهرت حبوب منع الحمل منذ عدة عقود، مثلت للملايين من النساء ثورة اجتماعية ومنحتهن الحرية، وفي الوقت ذاته ساعدت الحكومات على تحديد عملية النسل. وتبين مع مرور السنوات وتطور الأبحاث ان هذه الحبوب لها آثار عديدة في التغيرات الهورمونية التي تمر بها المرأة، لكن أطرفها دراسة اخيرة أفادت بأنها قد تكون سببا في انجذابها إلى الشريك الخطأ، ومن ثم قد تؤدي إلى نتائج وخيمة على المدى البعيد.

وتوصلت الدراسة إلى أن حبوب منع الحمل يمكن أن تغير في الرائحة الذكورية التي تراها النساء أكثر جاذبية، مما قد يؤثر بالتبعية في الرجل الذي تختاره ليكون شريكا لها، وليس ببعيد ان تزول جاذبيته بمجرد توقفها عن تناول هذه الحبوب. وتأتي تلك النتائج، التي توصل إليها فريق من جامعة ليفربول، أن الهورمونات الموجودة في حبوب منع الحمل تؤثر في الطريقة التي تقيم بها المرأة جاذبية الرجل الجنسية. ويُعتقد أن هذه الحبوب تشوه من الطبيعة الفطرية التي تربط بين الناس والمتعلقة بالجينات التكاملية ونظم المناعة لدى كلا الطرفين. وتزداد احتمالية أن يكون الطفل المولود ذا صحة جيدة وغير معرض للإصابة بالعدوى بالنسبة للأزواج الذين لديهم جينات مناعية متنوعة ومختلفة. كما تكون الزوجات اللاتي يتمتعن بجينات مختلفة أقل عرضة للمعاناة من مشاكل الخصوبة أو الإجهاض التلقائي. ويعتقد الخبراء أن النساء ينجذبن تلقائيا إلى الرجال الذين لديهم جينات نظم مناعية مختلفة عن تلك التي لديهن وذلك عن طريق رائحة هؤلاء الرجال. وتعليقا على الدراسة التي نشرت أخيرا، قال الباحثون إنها يمكن أن توضح أن حبوب منع الحمل قد تغير من قدرة النساء على الحكم على مدى الانسجام مع شركاء الحياة من رائحتهم. ويضيفون أن الأثر قد لا يقف عند معدلات الخصوبة والإجهاض التلقائي، ولكن قد يمتد إلى العلاقة بين الطرفين، كما قد يتسبب في إنهائها. فالمرأة التي تبدأ بتناول حبوب منع الحمل ثم تقلع عنها لسبب من الأسباب، مثلا عندما تبدأ بالتفكير في الإنجاب، تجد أن شريكها لم يعد جذابا في نظرها كما كان في السابق. وكان العديد من الدراسات السابقة قد أشارت إلى أن النساء يملن لتفضيل رائحة الرجال المختلفين عنهن في مجموعة من الجينات يطلق عليها (Major Histocompatibility Complex)، وتتحكم تلك الجينات في النظام المناعي. وأشارت بعض الدراسات أيضا إلى أن ذلك لا يظهر بين من يتناولن حبوب منع الحمل. وقامت الدراسة الحديثة، التي نشرت في جريدة «بروسيدنغ أوف ذي رويال سوسايتي»، بتقييم أثر استخدام حبوب منع الحمل في نفس العينة، باختبارهن قبل وبعد تناول الحبوب. وأجريت الاختبارات على 97 امرأة، البعض بدأ بتناول الحبوب خلال الدراسة، وأجريت اختبارات على جينات (Major Histocompatibility Complex) وطلب منهن شم قمصان يرتديها رجال لديهم أنماط متنوعة من الجينات.

وعلى عكس الدراسات السابقة، لم تشر الدراسة الحديثة إلى ميل النساء للقمصان التي بها رائحة جينات مختلفة، ولكن عندما بدأت النساء بتناول الحبوب تغير ميلهن إلى رائحة الرجال الذين لديهم جينات مشابهة لتلك التي لديهن. ويدل ذلك على أن حبوب منع الحمل لديها تأثير في انجذاب النساء للرائحة. ويقول كريغ روبرتس، الذي ترأس الفريق المسؤول عن المجموعة: «تظهر النتائج أن النساء اللاتي تناولن حبوب منع الحمل ملن تجاه الرجال الذين لديهم رائحة جينية مشابهة. وبالإضافة إلى أن التشابه في جينات (Major Histocompatibility Complex) بين الزوجين يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الخصوبة، فإنه أيضا قد يؤدي إلى انتهاء العلاقة بين الطرفين عندما تقلع المرأة عن تناول حبوب منع الحمل، حيث تلعب الرائحة دورا مهما في الحفاظ على الجاذبية بين الزوجين».

كما أشارت الدراسة إلى اختلافات بين النساء المتزوجات، اللواتي يملن لروائح الرجال ذوي جينات (Major Histocompatibility Complex) مختلفة وغير المتزوجات اللواتي يفضلن رجالا بجينات متشابهة.

ومن المحتمل أن يدل ذلك على أنه إذا أرادت النساء أن ينشئن علاقة زوجية، فإنه من المحتمل أن يخترن رجالا بجينات مختلفة. ويقول العلماء إن هناك حاجة إلى المزيد من البحث لتوضيح الطريقة التي تحصلت بها الدراسات الأخرى على نتائج مختلفة في ما يتعلق بميل النساء تلقائيا للرجال ذوي جينات (Major Histocompatibility Complex) متشابهة أو مختلفة، وينبه العلماء الى أن أهمية الرائحة في ميل الرجل أو المرأة للشريك ما زال أمرا غير مؤكد. وتدعم الدراسة، بحوث أخرى سابقة حول ما إذا كانت نظرة المرأة لشريكها من الممكن أن تتغير عند تناول حبوب منع الحمل. وكان علماء نفس من جامعتي القديس أندروز وسترلينغ قد أشاروا الى أن النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل يملن لتفضيل الرجال الذين تظهر عليهم معالم الذكورة وتكون عظام الوجنة لديهم بارزة، بينما من المحتمل أن تميل النساء اللاتي لا يتناولن حبوب منع الحمل إلى من لا تظهر عليهم خصائص الذكورة التقليدية <