بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

كن مريضا ذكيا

* من الملاحظات التي يسجلها الأطباء ومقدمو الخدمات الطبية، عادة، أن بعض المرضى لا يقومون بالإعداد والتحضير الجيدين أثناء مرحلة العلاج وقبل الاجراء الجراحي، ما ينجم عنه حدوث بعض المشاكل والمضاعفات.

لا شك أن الطبيب والمتخصصين في تقديم الرعاية الصحية يعملون ما بوسعهم لمساعدة جميع المرضى لأن يبقوا سالمين وفي صحة جيدة. إلا أن هناك أمورا من الممكن لكل واحد منا أن يقوم بها، ويكون لها مردود إيجابي في منع الكثير من المشاكل الصحية والمضاعفات التي قد تحدث.

عيادة كليفلاند تطلق مسمى «المريض الذكي» Smart Patient على المريض الذي يقوم ببعض التحضيرات المهمة قبل وأثناء العلاج بهدف تقليل المشاكل التي قد تحدث، ومنها:

• أن يقوم بكتابة جميع الأدوية التي يتناولها، سواء بوصفة من الطبيب أو من تلقاء نفسه، في قائمة ثم يقدمها الى كلٍ من الطبيب والصيدلي. إن هذا العمل يتيح لهما امكانية تنظيم مواعيد تناول المريض لتلك الادوية، خاصة التي قد ينجم عن تناولها في الوقت نفسه مضاعفات خطيرة. كما يمكنهما اشعار المريض بأيّ آثار جانبية محتملة حتى يكون مهيأ لاستقبالها من دون خوف أو قلق.

• إذا خطر على بال المريض أي سؤال يتعلق بصحته أو احتمالات معالجته، إذا كان يعاني من أحد الامراض، فما عليه إلا أن يتوجه بذلك السؤال أو الاسئلة الى طبيب العائلة المسؤول عنه او الى طبيبه المعالج من المرض الذي يعاني منه. وفي بعض الحالات قد يحتاج الى أحد الاصدقاء أو فرد من العائلة لكي يرافقه ويفهم من طبيبه الأمور التي يجب عليه أداؤها.

• أن يقوم بسؤال طبيبه عن موعد ظهور النتائج للفحوص المختبرية أو التصوير الشعاعي أو بالموجات فوق الصوتية التي يطلب الطبيب عملها، وذلك للاطلاع والمناقشة والمشاركة في وضع خطة العلاج.

• وإذا استلزم العلاج التنويم بالمستشفى، فيفضل أن يختار المريض المستشفى ودرجة التنويم التي يرغبها حتى لا يتنقل بين المستشفيات.

• وإذا استلزم العلاج اجراء عملية جراحية، فيناقش الطبيب حول كل الاحتمالات والتوقعات والامور التي يجب عليه عملها قبل العملية وفي فترة النقاهة وما هي مدة الإجازة المطلوبة بعد العملية.

إن هذه الأمور وإن بدت للبعض بديهية فهي على درجة كبيرة من الأهمية من الناحية الوقائية وفي تقليص الخسائر والمضاعفات.

وقاية الأطفال من طفح الحرارة

* من الأخطاء الشائعة التي تحدث في موسم الصيف، الذي يتصف عادة بشدة الحرارة وغزارة التعرق، أن تقوم معظم الأمهات والمربيات المسؤولات عن رعاية الأطفال بدعك جلد الطفل بكميات كبيرة من المنتجات التي تأخذ أشكالا مختلفة من المساحيق، الى المراهم والكريمات، التي تكثر الدعاية حولها، كملطف للبشرة.

وتكون النتيجة في الغالب أن يلتهب جلد الطفل وتنتشر على سطحه حبيبات بما يعرف بطفح الحرارة.

طفح الحرارة مشكلة شائعة بين الأطفال، خاصة حديثي الولادة والرضع، ويظهر الطفح على شكل حبوب أو بثور حمراء صغيرة، تنتشر على الجلد ويكون سببها التعرّق.

المكتبة الوطنية للطبّ، بالولايات المتحدة، وضعت مجموعة من الاقتراحات لتقوم بها الأم لحماية طفلها الرضيع من طفح الحرارة، نذكر منها:

• يجب على الأم، وكل من تقوم برعاية الطفل الرضيع، أن تضع نصب عينيها ضرورة المحافظة على الطفل هادئا وجافّا طوال الوقت.

• يجب أن تكون ملابس الطفل، أثناء الطقس الحار أو الرطب، خفيفة ومن النوع القطني البارد، الذي يمتص العرق.

• بجب أن يكون المكان الذي ينام فيه الطفل، يلهو ويلعب جيد التكييف والتهوية، مع ملاحظة أن يكون اتجاه الهواء بعيدا عنه، فتكفيه نسمة هواء باردة وخفيفة.

• أن تتجنّب الأم استعمال البودرة والكريمات أو المراهم على جلد الطفل الرضيع، لأن هذه المستحضرات لن تمنع طفح الحرارة أبدا ولكنها في الحقيقة قد تسد المسامات وتمنع تهويتها .

صداع الشقيقة عند الأطفال

* من الأخطاء الشائعة أن يعتقد البعض أن الأطفال لا يعانون من بعض أمراض الكبار، وبذلك يتوجهون في شرح الحالة التي يعاني منها الطفل بأعراض تخص الأطفال وهذا بالتالي يجعل التشخيص أكثر صعوبة من قبل الطبيب، وقد يبدأ العلاج بتشخيص مخالف للواقع.

ومن الحالات الشائعة في هذا الخصوص «صداع الشقيقة» وهو شعور الطفل بصداع متكرر يجعله يخلد الى الراحة على غير عادته، في غرفة قليلة الاضاءة وقد يشكو أيضا من نوبات من الغثيان والاجهاد العام مع البكاء.

صداع الشقيقة يصيب الأطفال الصغار، ابتداء من السنة الثانية من العمر ويكون في 70% من الحالات وراثي المنشأ، ويتركز في جانبي الرأس بلا استثناء ويكون مصحوباً بآلام في المعدة وتقيؤ وأيضا يشكو من التحسس المفرط من الضوء والأصوات العالية ويستمر لفترة قصيرة ثم يختفي. وتزداد نسبة حدوث الشقيقة عند الأطفال مع بعض العوامل مثل التهابات الأذن والجيوب الأنفية، بعض العوامل البيئية كتغير المناخ ووجود روائح منتنة، الأصوات الصاخبة والأضواء العالية، زيادة التوتر والقلق وبالذات مع مشاكل الدراسة والامتحانات، بعض الأطعمة والعصائر التي تحتوي على مادة (جلوتامات الصوديوم الأحادية). الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة تقدم بعض الاقتراحات لأسرة الطفل الذي يعاني من صداع الشقيقة للمساعدة على تخفيف الحالة ومكافحتها:

• يجب التأكّد من أن الطفل يتناول وجبات طعامه الرئيسية في مواعيد محددة وبشكل منتظم، وأنه لا يلغي إحدى هذه الوجبات.

• يجب التأكد من أنه ينام ساعات كافية ووفق جدول نوم منتظم.

• وأنه يقوم بأداء تمارين بدنية بشكل يومي منتظم، ولكن دون مبالغة أو اجهاد.

• على الوالدين التعرف إلى المواد أو العوامل والمحفزات التي تثير لدى الطفل نوبة صداع الشقيقة، وبالتالي محاولة تفادي تلك العوامل. وتتضمّن المحفزات الشائعة: الإجهاد، عمل تمارين حادّة بشكل مكثف، حدوث تغيّر في الطقس أو تعرض الطفل للصعود الى أماكن مرتفعة غير متعود عليها.

• تجنب الأطعمة التي سبق أن تسبّبت في حدوث صداع الشقيقة للطفل. ومن المأكولات التي ثبت أنها تسبب لبعض الناس نوبة صداع الشقيقة: الجبن، اللحوم المصنّعة، الشوكولاته، الكافيين، البندق، المخللات، والاطعمة التي تحتوي على مستوى عال من المادة الحافظة التي يرمز لها بـ (MSG) أي «جلوتامات الصوديوم الأحادية» Monosodium Glutamate مثل السجق ـ الكافيين ـ الصودا ـ وأنواع الشوكولاته ـ الشاي ـ والقهوة. • وأثناء حدوث النوبة ينصح بمساعدة الطفل على الاسترخاء والاضطجاع على سريره مع قفل الاضاءة ووضع كمادات باردة على جبهته .

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة