ثلث البدينين.. أصحاء

قلوبهم أفضل صحة من ربع الرشيقين

TT

ثلث الأشخاص البدينين تقريبا يعتبرون «أصحاء من ناحية التمثيل الغذائي»، وأقل عرضة لأمراض القلب، مقابل ربع الأشخاص من الذين يحافظون على وزنهم الطبيعي او رشاقتهم، لكنهم يعانون من مشاكل في التمثيل الغذائي (الأيض)، ولديهم مؤشرات إلى عوامل الخطر على القلب. جاء هذا في تقريرين علميين نشرا في مجلة «ارشيفات الطب الباطني» في شهر أغسطس (آب) الحالي.

في التقرير الأول، قال باحثون ألمان في جامعة توبنجن برئاسة الدكتور نوربرت ستيفن، إن تراكم الشحوم في الكبد يبدو وكأنه أقوى العوامل التي تحدد الفرق بين البدانة «الحميدة» والبدانة «الضارة»، إضافة الى لعب هذا التراكم لدور قوي في حدوث اضطرابات التمثيل الغذائي لدى الأشخاص من ذوي الوزن الطبيعي، او الزائد.

ووظف العلماء المرنان المغناطيسي بهدف التصوير المقطعي للجسم، للتعرف على كل ابعاده، وقياس طبقات الشحوم العميقة في الأمعاء، وطبقاته تحت السطح، كما وظفوا طرقا أخرى لتحديد مستويات الشحوم في الكبد وفي عضلات الهيكل العظمي.

وشملت الدراسة 314 من البالغين في أعمار وصلت الى 69 عاما، لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني الذي يصيب الكبار عادة، وكان مؤشر كتلة الجسم لديهم أعلى من 27، او كانت لديهم حالات من مرض السكري الحملي.

ومن بين الأشخاص المصابين بالسمنة، رصدت لدى 96 متطوعا منهم مقاومة للأنسولين، و31 متطوعا ليس لديهم مقاومة ضده. وأظهرت النتائج ان تراكم الشحوم في كبد هذه المجموعة الأخيرة من الأشخاص السمينين، كان اقل بنسبة 54 في المائة من المجوعة الأولى المقاومة للأنسولين.

وفي التقرير الثاني حلل باحثون أميركيون في جامعة ميتشيغن وكلية ألبرت أنشتاين للطب في نيويورك، بيانات من استطلاعات أجريت بين عامي 1999 و2004 للتدقيق في أخطار أمراض القلب على البدينين من أعمار تزيد على 20 عاما.

وقالت ماري فران ساورز، الباحثة في السمنة بالجامعة، التي أشرفت على الدراسة، إن التصورات النمطية عن البدانة والسمنة تبدو ملتبسة، إذ انه حتى الاشخاص من الوزن الطبيعي، قد تكون لديهم أخطار مثل تلك التي تكون لدى السمينين.

من جهتها أشارت راشيل وايلدمان، الباحثة في كلية ألبرت أنشتاين، إلى ان الفريق حدد «الأصحاء في التمثيل الغذائي»، بأنهم لا يمتلكون أكثر من عامل خطر واحد لأمراض القلب والأوعية الدموية. وهذه العوامل هي ارتفاع ضغط الدم، او المستويات العالية من الشحوم الثلاثية، او مستويات الغلوكوز في الدم اثناء فحصه عند الصيام، او بروتين سي ـ ريأكتيف، او مقاومة الجسم للانسولين، او مستويات متدنية من الكوليسترول الحميد HDL. أما «الحيود غير الطبيعي في التمثيل الغذائي»، فيشتمل على اثنين او أكثر من هذه العوامل.

وأظهرت النتائج ان 51 في المائة من البدينين (أي نحو 36 مليون شخص)، و32 في المائة من السمينين (نحو 20 مليون شخص)، إضافة الى 76 في المائة من الأشخاص البالغين من ذوي الوزن الطبيعي، اعتبروا من «الأصحاء في التمثيل الغذائي».

وفي ما عدا ذلك، فإن أكثر من 20 في المائة من الأشخاص السمينين الذين زادت أعمارهم على 79 عاما، قلّ لديهم عدد عوامل الخطر الى اقل من عاملين، فيما كان لدى 10 في المائة من الذين قلت أعمارهم عن 35 عاما، اثنان او اكثر من عوامل الخطر.

وقال الباحثون إن هذه النتائج تشير الى ضرورة دراسة حالة كل شخص كحالة منفردة، كما تشير أيضا الى ان النشاط البدني مهم لصحة البدينين والسمينين حتى في حالة انه لم يلعب دوره في خفض وزنهم .