لماذا يعمر الرجال أقل من النساء؟

الذكورية تضر بصحة الرجال لأنها تقف عائقا أمام استفادتهم من النصائح الطبية

TT

الاعتقادات السائدة حول التصرفات التي يفترض بالرجال القيام بها، ربما تقف عائقا في طريق تصرفاتهم الصحية، وامام وسيلة حصول الرجال على الرعاية التي يحتاجونها.

الرجال يتخلفون عن النساء عندما يجري الحديث عن الصحة. انهم يموتون وهم اكثر شبابا - رغم ان الفجوة بين الجنسين في طول العمر قد أصبحت ضيقة في الولايات المتحدة. وبينما أخذت امراض القلب لدى النساء، تحظى بقدر اكبر من الاهتمام، الا ان الحقيقة تظل ان الرجال يتعرضون للنوبات القلبية والسكتات الدماغية بأعداد كبيرة، بنحو عشرة أعوام أبكر من النساء. وفي كل عام يموت في الولايات المتحدة، عدد من الذكور اكبر بنحو اربع مرات من الإناث بسبب الانتحار. كما يموت ضعف العدد من الرجال مقارنة بالنساء بسبب تناول الكحول.

الاختلافات البيولوجية ربما تفسر بعضا من هذا التمايز. وقد اصبح شائعا الاعتقاد بان الرجال يتعرضون لأمراض القلب في عمر أصغر مقارنة بالنساء، لأنهم لا يستفيدون من التأثيرات الحمائية للاستروجين، وهو الهرمون الأنثوي. والتأمين الصحي وامكانية الحصول على الرعاية الصحية، قد يكونان عاملين آخرين، اذ ان نسبة كبيرة من الرجال لا تملك تأمينا صحيا. الا ان من المستحيل تجاهل الفجوة الرئيسية بين الجنسين. فقد اظهرت دراسة بعد أخرى ان الرجال يقومون على الاغلب بالانغماس في ممارسات ضارة بالصحة، مقارنة بالنساء. فعدد اكثر من الرجال يمارسون بإفراط، التدخين ويتناولون الكحول. كما ان راكب السيارة الذي لا يربط حزام الأمان يكون ذكرا على الأغلب، وكذلك الشخص الذي لا يعير انتباها الى الفحوصات الصحية.

لماذا يتصرف الرجال بهذا الشكل؟ ان التطور والتكيّف ربما يمثلان جزءا من التفسيرات. فالتصرفات المعينة – والاندفاعات الكامنة وراءها- هي مفيدة في زمن ما وفي مكان ما (مثل تجاهل الألم عندما تقوم بالصيد للحصول على الطعام)، الا انها ضارة في حالات اخرى (مثل تجاهل الألم بحيث تمتنع عن رؤية الطبيب).

الا ان هناك مدرسة للرأي، تستند الى بعض من الأبحاث، تشير بالبنان الى أدوار محددة لكل من الجنسين، كما تشير الى المواقف السائدة حول ما يفترض ان تكون عليه تصرفات الرجال. والمسألة هنا هي ان الرجال يتصرفون بتهور، ولا يعيرون انتباها للنصيحة الصحية، وانهم لا يرغبون في الحصول على رعاية طبية لأنهم متكيفون مع افكارهم الذكورية.

* اتخاذ التدابير

* وبالطبع، فان هذه الأفكار ليست منقوشة على الحجر. وقد وجد الباحثون في الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأخرى ان المقاييس الذكورية تشمل الانضباط الذاتي، الاعتماد الذاتي، المخاطرة، التنافس، والاتجاه نحو الهيمنة. وقد وضع الباحثون استبيانات لقياس مدى تمسك الرجال بهذه الاعتقادات، ولتحديد مدى تأثير هذه المعتقدات على التوجهات والتصرفات الصحية لهم.

وفي عام 2007 مثلا، افاد باحثون في جامعة نيفادا نتائج دراسة صنفت 172 رجلا وفقا للنقاط التي حصلوا عليها في جردة تسمى Bem Sex Role Inventory وهي احدى طرق الاستبيان القياسية حول تصرفات احد الجنسين. وكان الرجال الذين حصلوا على اعلى نقاط الذكورية، اكثر استجابة لرسالة موجهة حول سرطان الجلد، كانت مخصصة لهدف التحكم بالمخاوف (مثل: إن وضع مراهم ال”صن سكرين” – لحماية البشرة- بشكل منتظم، سيقلل من المخاوف من حدوث سرطان الجلد)، اكثر من استجابتهم لرسالة اخرى حول تقليل الخطر (مثل: ان وضع مراهم ال"صن سكرين" بشكل منتظم، سيقلل من التعرض لضوء الأشعة فوق البنفسجية).

وقد وضع جون مهاليك، وهو باحث في كلية بوسطن لعلم النفس، استبيانا مطولا يسأل فيه الرجال حول آرائهم حول النساء وحول الاشخاص مثليي الجنس، وكذلك حول الاستقلالية، والإعتداد، والمعتقدات الذكورية الأخرى. وقدم مهاليك وزملاؤه نتائج دراستهم في عام 2007، اعتمدت على نسخة مختصرة من استبيانه ووجهت خلاله اسئلة حول التصرفات المتعلقة بالصحة لدى الرجال والنساء الآخرين. وقد رصد الباحثون ترابطا بين النقاط العالية للذكورية مع النقاط القليلة الخاصة بالتصرفات الصحية: ولم يكن ذلك مدهشا. اما التصور حول ما يقوم به الرجال الآخرون، فقد كان له تأثير على تصرفات الرجال المشاركين في الدراسة. وقد دهش مهاليك من ان التصورات حول تصرفات النساء لم تحدث أي تاثير. كما وجدت ابحاث أخرى وجود مخاوف لدى الرجل من ان ينظر اليه وكأنه أنثى، وهذه المخاوف تدفع الرجال الى تجنب التصرفات المشجعة على السلوك الصحي، إن كانوا يعتقدون ان هذه التصرفات هي ضمن قواعد تصرفات المرأة.

* الرعاية الصحية للذكور

* الأبحاث المستندة الى نتائج الاستبيانات، تثير دوما التساؤلات: هل ان الاشخاص المشاركين فيها يجيبون بصدق عن الاسئلة؟ كما ان هناك عاملا آخر هو ان الرجال الذين يعتقدون انه ان كانت المخاطرة هي واحدة من خصائص الذكورية، فانهم سيخوضون تجربة الاخطار الصحية مثل تناول الكحول، التدخين، وعدم وضع حزام الأمان.

ومع ذلك، فان من الواضح كما يشير مهاليك وغيره، انه يمكن تحقيق نجاحات لصحة الرجال ان أنصت الأطباء والمسؤولون الصحيون بانتباه الى المواقف الذكورية. ويمكن للرجال المساعدة هنا بعد تعرفهم على عاداتهم الذكورية.

وإن كان الرجل يعتقد ان تناول الخضروات والفواكه هو "الأكل مثلما تأكل المرأة"، فربما لن يقوم بذلك. ولكن، ان تم عرض الامر عليه بطريقة تشيير الى ان هذا الأكل يساعده على النجاح في عمله والحصول على طاقة اكثر، فربما سيقوم بذلك. وبعض الرجال يتمنعون عن طلب الرعاية الطبية بسبب افكار الذكورية لديهم حول الاستقلالية وتحمل الالم ولكن، إن جرى تقديم عملية الذهاب الى الطبيب على انها وسيلة للحفاظ او استعادة الجوانب الأخرى للذكورية- مثل المساعدة على التنافس في ميدان العمل- فربما سيقوم الرجال بالبحث عن المساعدة الطبية بسرعة <

* خدمة هارفارد الطبية – الحقوق:

– كلية هارفارد.

* دهون البطن.. تزيد خطر الخرف مع الشيخوخة

* البطن الكبيرة قد تهدد العقل كما تهدد الجسم

* كمبردج (ولاية ماساشوستس الاميركية): «الشرق الأوسط»*

* اظهرت الابحاث ان الاشخاص الذين تراكمت لديهم الدهون في البطن، اثناء تقدمهم في العمر - الأمر الذي حول اجسامهم الى “شكل التفاحة” بدلا من شكل الكمثرى - يزداد لديهم خطر ظهور امراض القلب والاوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني، مقارنة بالأشخاص الذين لهم وزن اضافي يتوزع على اجساهم بشكل متساو. والآن تفترض دراسة نشرت في الطبعة الالكترونية لمجلة “نيرولوجي” لشهر مارس 2008، ان دهون البطن ربما تزيد ايضا من مخاطر ظهور مرض ألزهايمر او نوع آخر من امراض الخرف.

وقد حلل الباحثون بيانات جمعت من 6 آلاف و 583 من الذكور والإناث المسجلين في عضوية “كايزر بيرمنانته اوف نورثرن كاليفورنيا” وهي منظمة لحماية الصحة، وجرى قياس اطوال محيط خصر المشاركين عندما كانوا في اواسط اعمارهم (التي تراوحت بين 40 و 45 سنة)، وذلك كجزء من عملية دورية اثناء زيارات الباحثين للدوائر بين عامي 1964 و 1973. ثم شرع الباحثون بعد ذلك بفحص السجلات الطبية لنفس الاشخاص بعد مرور ثلاثة عقود من السنين على قياساتهم الاولى، عندما كانت اعمار المشاركين تقع بين 73 و87 سنة، وذلك لتحديد عدد الافراد الذين اصيبوا منهم بالخرف.

وبين عامي 1994 و 2006، تم تشخيص اصابة 1049 من المشاركين الأصليين بالخرف. وكلما كان مقياس البطن في اواسط العمر كبيرا، كلما كان خطر حدوث الخرف أكبر، في العمر المتقدم. وعندما قورن الاشخاص الذين حدد مقياس البطن لديهم موقعهم ضمن مجموعة الخُمْسِ الأدنى ( بالأشخاص الآخرين في المجموعات الاربع الاخرى)، فقد ظهر ان الاشخاص الذين وضعوا في مجموعة الخُمس الثانية كانوا اكثر تعرضا للاصابة بالخرف بنسبة 20 في المائة، بينما كان الاشخاص الموضوعين ضمن مجموعة الخُمس الثالثة معرضون اكثر بنسبة 49 في المائة، والذين وضعوا في مجموعة الخُمس الرابعة بنسبة 67 في المائة، اما الذين وضعوا في مجموعة الخُمس العليا فقد كانوا اكثر تعرضا للاصابة بالخرف بنسبة 272 في المائة. وقد رصدت هذه المخاطر حتى وبعد ان تم تعديل النتائج بأخذ مؤشر كتلة الجسم BMI، وهو مقياس لتقييم الوزن مع الطول، بنظر الاعتبار. فقد ظهر ومع ذلك، ان الاشخاص الذين كانوا معرضين للاصابة بالخرف، كانوا من الذين كانت لديهم قياسات كبيرة في البطن، والذين اشار مؤشر كتلة الجسم الى كونهم سمينين في اواسط اعمارهم: فقد كانوا سيصابون على الاغلب بالخرف بنسبة 360 في المائة اعلى من الذين لديهم قياس اصغر للبطن ولهم مؤشر BMI طبيعيا.

ورغم ان الابحاث السابقة قد اظهرت ان السمنة تزيد من فرص ظهور مرض ألزهايمر وامراض الخرف الاخرى، فان هذه هي اول دراسة تظهر ان توزيع الوزن الزائد على البطن، خطر بشكل خاص. ولا يزال من غير الواضح السبب في زيادة دهون البطن لخطر الخرف، الا انها ربما تقود الى ذلك بطريقة غير مباشرة بزيادتها لخطر الاصابة بالسكري وامراض القلب والاوعية الدموية.

وبغض النظر عن آلية حدوث ذلك، فان الدراسة تشير فعلا الى ان البطن الكبيرة قد تهدد العقل كما تهدد الجسم.. وهذا سبب اضافي لتناول الطعام الأفضل وممارسة التمارين الرياضية.

المراجع:

Whitmer RA, et al. "Central Obesity and Increased Risk of Dementia More Than Three Decades Later," Neurology (March 26, 2008): Electronic publication <

* رسالة هارفارد للصحة النفسية، “خدمات تريبيون ميديا”