اهتمام متزايد باضطرابات الكولسترول لدى الأطفال

يتطلب الصيام عن الطعام مدة 12 ساعة

TT

تقول رابطة القلب الأميركية، ان ثمة أدلة علمية مفحمة ومقنعة على أن الترسبات الشحمية للكولسترول في الشرايين، أي ضمن مرض تصلب الشرايين العصيدي atherosclerosis ، تبدأ في الحصول خلال مرحلة الطفولة. ثم تستمر تلك الترسبات في التطور والزيادة ببطء، إلى أن تظهر على البالغين الإصابات بأمراض شرايين القلب، والتي أعراضها تبدو في هيئة ألم الذبحة الصدرية أو جلطات النوبات القلبية. ولا تزال أمراض شرايين القلب السبب الأعلى في الوفيات بالولايات المتحدة، وكثير من دول العالم.

كما أن ثمة أدلة قوية على أن ارتفاع نسبة الكولسترول في مراحل مبكرة من العمر، سبب في نشوء مشكلة الشرايين. وأن كلا من التغذية والعوامل الجينية يُؤثران على نسبة كولسترول الدم، وعلى رفع نسبة الإصابات بأمراض الشرايين القلبية. وأن مما من المحتمل فائدته، العمل على خفض نسبة الكولسترول لدى الأطفال والمراهقين.

وفي معرض بيانها للنسب الطبيعية وغير الطبيعية للكولسترول الكلي وللكولسترول الخفيف الضار لدى الأطفال ما بين سن سنتين إلى 19 سنة، تقول الرابطة إن نسبة الكولسترول الكلي أقل من 170 مليغراما، والكولسترول الخفيف أقل من 110 مليغراما، هو المقبول. وأن ما فوق 200 مليغرام للكولسترول الكلي، وما فوق 130 ملغم للكولسترول الخفيف، يُعتبر مرتفعاً. وأن ما بين تلك الأرقام، بالنسبة للكولسترول الكلي وللكولسترول الخفيف، هي أرقام “على الحافة”. وأن الكولسترول الثقيل يجب أن يكون أعلى من 35 مليغراما، وأن الدهون الثلاثية يجب أن تكون أقل من 150 مليغراما.

وتُضيف الرابطة، أن الأسباب الرئيسية لإجراء تحليل الكولسترول للأطفال، هي حينما يكون لدى الطفل:

السبب الرئيسي الأول: وجود تاريخ عائلي للإصابات بمرض الشرايين القلبية. أي وجود إصابة إما أحد الوالدين، أو أحد الأجداد، أو أحد الأعمام أو العمات أو الأخوال أو الخالات من الدرجة الأولى، قبل سن الخامسة والخمسين، إمّا بجلطة قلبية أو ألم الذبحة الصدرية أو السكتة الدماغية أو موت الفجاءة القلبي أو إثبات الفحوصات وجود تضيقات في شرايين القلب.

السبب الرئيسي الثاني: إصابة أحد الوالدين بارتفاع نسبة الكولسترول الكلي إلى ما فوق 240 مللي غرام.

السبب الرئيسي الثالث: وجود الإصابة بأحد الأمراض التي ترفع من احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين القلبية، مثل مرض السكري أو السمنة أو ارتفاع ضغط الدم.

وتؤكد رابطة القلب الأميركية على أن إرشاداتها بالنسبة للأطفال الذين لديهم السبب الرئيسي الأول، هو الذهاب إلى إجراء تحليل الدم للكولسترول بعد صيام الطفل لمدة 12 ساعة، أي من منتصف الليل إلى الساعة العاشرة صباحاً. والصوم هو عن تناول أي أطعمة أو مشروبات، ما عدا الماء. أي يُسمح للطفل، طوال تلك المدة، شرب الماء فقط.

أما للأطفال الذين لديهم السبب الرئيسي الثاني أو السبب الرئيسي الثلث، فإن بإمكانهم إجراء تحليل عشوائي للكولسترول. أي دون الصيام. وإن وُجدت نسبة الكولسترول الكلي أقل من 170، فإن النسبة مقبولة. وإن كانت أعلى من 170 مليغراما، فيلزم إجراء التحليل للكولسترول بعد الصيام لمدة 12 ساعة، كما تقدم.

ومع تأكيد الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، في إرشاداتها الصادرة في يوليو الماضي، على أن الأطفال الأكبر من سن سنتين يجب إجراء تحليل الكولسترول لهم بالطريقة الصحيحة، أي بعد الصوم، إذا ما كانت ثمة الأسباب التي تحدثت رابطة القلب الأميركية عنها. وتأكيدها الصريح على عدم تأخير البدء بذلك إلى سن ما فوق العاشرة، فإن أعداد الأطفال الذين عليهم الصوم لمد 12 ساعة عن الطعام، سيزداد بشكل واضح، وبصفة لم يسبق لها مثيل في الجانب الطبي. وسيزداد تكرار إجراء هذا التحليل والصوم اللازم معه، مع البدء بتطبيق برامج معالجة ارتفاع كولسترول الأطفال ما فوق سن 8 سنوات بأدوية ستاتين، مثل ليبيتور أو زوكوزر، لضبط الجرعات المناسبة من تلك الأدوية ومتابعة تأثيراتها العلاجية <