رائحة الفم الزكية.. كيف تحافظ عليها؟

ضمانة نجاح العلاقات الأسرية والاجتماعية

TT

كثير من الناس يعانون من رائحة الفم الكريهة والتي تؤرقهم لدرجة كبيرة ولا يعرفون كيف يقضون عليها ولمن يلجأون للتخلص منها. والمصيبة الأخرى ان البعض الآخر منهم لا يعرفون انهم مصابون بها ولا يكتشفونها الا بالصدفة المصاحبة بالإحراج، خاصة عند لقاء الأحبة والأصدقاء.

ان المحافظة على رائحة الفم الزكية تعتبر مفتاحا مهما لضمان نجاح العلاقات الاجتماعية بين الناس، خاصة لمن يتقابل مع الجمهور من اعلاميين وموظفيين وأطباء وحتى الأصدقاء والصديقات في ما بينهم. وسنتناول هنا آخر ما توصل له العلم الحديث في تفسير ظاهرة رائحة الفم الكريهة وأسبابها وكيفية القضاء عليها.

* الأسباب والمعالجة

* أسباب البخر كثيرة ومتداخلة فمنها ما هو بسبب نوعية الأطعمة المتناولة ومنها أمراض الفم والأسنان ومنها ما هو بسبب اضطرابات الجهاز الهضمي.

> تناول الأطعمة والمشروبات: ان تناول بعض انواع الأطعمة والمشروبات يسبب رائحة مميزة تصعب ازالتها بتفريش الأسنان فقط وتحتاج الى بعض الوقت لزوالها. والأطعمة والمشروبات المسببة لتلك الرائحة كثيرة ونتناولها يوميا وهي جزء لا يتجزأ من طعامنا فمنها البصل والثوم والبهارات واللحوم الباردة والمأكولات البحرية، حتى القهوة والشاي. فهي تترك كثيرا من الترسبات في الجهاز الهضمي والتي لا تزول الا بعد وقت طويل. فاذا كانت الملائكة تتأذى من رائحة الثوم والبصل فما بالك ببني الانسان. > التدخين: يعتبر التدخين داء عضالا يصل في أذيته للجسم الى حد الموت وقد أفردت له موضوعا كاملا في السابق للتحذير منه، مبينا أضراره على الفم وعلاقته برائحة الفم وكيف انه سبب رئيسي لرائحة كريهة ومميزة لا يشعر بها صاحبها كونه اعتاد عليها ولكنها قوية لدرجة انها تنفر الناس من مصدرها.

* الفم والتهابات اللثة > مشاكل الفم والأسنان: ان من أكثر الأسباب شيوعا على الاطلاق تلك الناتجة عن اهمال نظافة الفم والأسنان. فتراكم بقايا الطعام وتكون الجير والكلس على الاسنان يعتبر السبب الشائع جدا ويهمله الكثير من الناس اما لعدم القيام بالواجبات اليومية تجاه أسنانهم أو لعدم اتقانهم لذلك. فكثير من الناس يهمل نظافة أسنانه والبعض ينظف أسنانه يوميا وبعد كل وجبة ولكن يهمل الضروس والأسطح البينية للأسنان اما لتسرعه أو لعدم اتقانه لطرق التنظيف. كذلك فان التهابات اللثة وتسوسات الأسنان، التي قد تحصل كنتيجة لتراكم الجير والكلس تعتبر أيضا من الأسباب الشائعة ويجب علاجها بالطرق الصحيحة. ويجب علينا ملاحظة ان تراكم فضلات الطعام واهمال تنظيفها مع مرور الأيام يتسبب في تكون الجير والتي تتكلس فيما بعد مما يصعب ازالتها من دون زيارة طبيب الأسنان، التي يهملها الكثيرون الا اذا شعروا بآلام الأسنان. ومن الأسباب أيضا الاصابة بتسوس الأسنان ووجود تجاويف سنيه وكذلك الاصابة بخراج ما في الفم والذي ينتج عنه صديد نتن مصاحب برائحة كريهة. اما الأسباب الفموية فمنها جفاف الفم وخاصة أثناء الصيام وعند الاستيقاظ من النوم وكذلك الاصابة ببعض الأمراض التي تقلل من افرازات الغدد اللعابية.

* بكتيريا على سطح اللسان ولقد اكتشف العلماء اخيرا ان من أهم أسباب الرائحة الكريهة المنبعثة من الفم هو نوع من البكتيريا اللاهوائية تعيش على سطح اللسان الخلفي الخشن. فهذه البكتيريا كما يدل اسمها انها لا تستطيع العيش في الهواء وتتغلغل في الزوائد الصغيرة الموجودة على سطح اللسان وهي صعبة الوصول كونها تعيش على الجزء الخلفي للسان. وهذا الاكتشاف الخطير أدى الى تغيير في كثير من المفاهيم المتعلقة بطرق العلاج. والأمر المثير أيضا هو ان معاجين الأسنان والمحتوية على مادة «الصوديوم لورايل سلفيت» تزيد من تراكم مثل هذه البكتيريا وتكاثرها. فتصور إذن ان كثرة استخدام هذه المعاجين قد يكون سببا لتلك الروائح الكريهة.

* اضطرابات جسدية > اضطرابات الجهاز الهضمي والتنفسي: أما بالنسبة للأسباب الناتجة عن اضطرابات الجهازين الهضمي والتنفسي، فتشمل التهابات الحلق واللوزتين وخاصة عندما تكون مصاحبة لالتهابات الأنف والجيوب الأنفية ومشاكل المعدة بصفة عامة. فمثلا فالتهاب الجيوب الأنفية عادة مايسبب افرازات مخاطية تتراكم في الحلق وبالتالي تصدر رائحة كريهة تدوم بدوام الالتهاب. وكذلك فان التهابات الحلق واللوزتين المزمنة تتسبب في روائح مماثلة. وقد يكون استمرار انبعاث الروائح الكريهة أحيانا مؤشرا للاصابة ببعض الأمراض الخطيرة التي تتطلب زيارة الطبيب المختص والعلاج السريع.

* العلاج والوقاية أهم سبل الوقاية عادة ما تكون، برصد السبب والتخلص منه.

وهنا مجموعة من الارشادات، التي باتباعها يمكن التخلص من أي رائحة قد تكون منبعثة من فمك:

1- الاهتمام بنظافة الفم والأسنان وتعلم الطرق الصحيحة لتفريش الأسنان واستخدام الخيط السني.

2- زيارة طبيب الأسنان لفحص الأسنان واللثة وازالة أي نوع من الجير أو الكلس من الأسنان وعلاج أي تسوس أو التهاب لثوي. وأهم ما في الأمر هو تعلم طرق التفريش الصحيحة من المختص.

3- استخدام أداة التنظيف الخاصة باللسان وذلك لتنظيف الجزء الخلفي منه للتخلص من البكتيريا اللاهوائية الموجودة على الجزء الخلفي من اللسان. وكذلك فان التقليل من تلك المعاجين المحتوية على مادة «الصوديوم لورايل سلفيت» قد يفيد كثيرا في القضاء على تلك البكتيريا اللاهوائية.

4- التقليل من تناول الأطعمة المحتوية على الثوم والبصل والبهارات ومنتجات الألبان واللحوم الباردة، خاصة في المناسبات الاجتماعية المهمة. وعلى العكس تماما فان تناول بعض انواع الأطعمة ذات النكهات الزكية مثل البقدونس والقرنفل والهيل والنعناع والفواكه بصفة عامة يساعد على التقليل من آثارها الكريهة. كذلك فان استخدام غسول للفم يكون ذا النكهات الزكية وبعض العلكات الخالية من السكر مفيد جدا للتخلص من تلك الروائح.

5- زيارة طبيب الأٍنان بانتظام لازالة أي جسر أو كلس من اسطح الأسنان. كذلك للتأكد من خلو الفم من أي تسوس أو التهابات لثوية قد تكون موجودة في فمك ولا تشعر بها. 6- تناول الطعام بانتظام وعدم ابقاء المعدة خالية لفترات طويلة، اذ ان المعدة الخالية عادة ما تصاحب بروائح كريهة.

7- زيارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لعلاج أي التهابات أنفية أو حلقية موجودة.

8- زيارة طبيب باطني للفحص العام والتأكد من خلو الجهاز الهضمي من أي التهابات أو تراكم فطريات معينة.

9- ولا ننسى المسواك فتأثيره عجيب جدا في القضاء على رائحة الفم.

الأخذ بهذه الاحتياطات قد يساعد كثيرا على التخلص من أي رائحة كريهة. ولكن كما نرى فان عاداتنا لها الأثر الكبير في اصابتنا بالرائحة الفموية الكريهة. فلماذا لا نعمل على تغيير عاداتنا الغذائية، فنقلل من البهارات والثوم والبصل ونكثر من الفواكه والخضراوات ونمتنع عن التدخين ونستخدم السواك بانتظام بالاضافة الى اتباع الارشادات العامة <