بين الخطأ والصواب

TT

* النشاط والحركة مطلوبان في العشر الأواخر من رمضان من الأخطاء الشائعة في الثلث الأخير من شهر رمضان أن البعض يبدأ بالشعور بالخمول والكسل في نهار رمضان فيلجأ الى النوم طوال النهار ويظل مستيقظا طوال الليل زيادة عما كان يفعله في بداية الشهر. وهذا مما يرفع من احتمالية اصابته ببعض الأمراض المتعلقة بإفرازات الهورمونات.

إن النشاط والحركة أثناء الصيام يوفران للجسم الجلوكوز المصنع أو المخزون في الكبد، وهو الوقود المثالي لإمداد المخ بكرات الدم الحمراء ونقي العظام والجهاز العصبي بالطاقة اللازمة، لتجعلها أكثر كفاءة لأداء وظائفها، كما إن الحركة توفر طاقة للجسم البشري تستخدم في عملياته الحيوية، فهي تثبط تكون البروتين من الأحماض الأمينية، وتزيد من تنشيط آليات الهدم أثناء النهار، فتستهلك الطاقات المختزنة وتنظف المخازن من السموم التي يمكن أن تكون متماسكة في المركبات الدهنية أو الأمينية.

إن الكسل والخمول والنوم أثناء نهار الصيام ليعطل الحصول على كل هذه الفوائد، بل قد يصيب صاحبه بكثير من العلل ويجعله أكثر خمولاً وتبلداً، كما أن النوم أثناء النهار والسهر طوال ليل رمضان، يؤدي إلى حدوث اضطراب عمل الساعة البيولوجية في الجسم، مما يكون له أثر سيئ على الاستقلاب الغذائي داخل الخلايا. ولقد أجريت دراسة أثبتت هذا الاضطراب على هورمون الكورتيزول، فلقد قام البروفيسور السعودي د. محمد الحضرامي بكلية الطب – جامعة الملك عبد العزيز، بدراسة على مجموعة من الأشخاص، أظهرت أن 40% منهم حدث عندهم اضطراب في دورة الكوتيزول اليومية، وذلك خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان، مع انقلاب النسب المعهودة في الصباح وفي منتصف الليل. ولوحظ أن المستوى الصباحي قد انخفض وأن المستوى المسائي قد ارتفع، وهذا على عكس الوضع الطبيعي اليومي، وقد عزا الباحث هذا الاضطراب إلى التغيير في العادات السلوكية عند هؤلاء الصائمين، الذين يقضون النهار في النوم والليل في السهر، وقد عاد الوضع الطبيعي للكورتيزول بعد 4 أسابيع من نهاية شهر الصيام بعد أن استقر نظام النوم ليلاً والنشاط نهاراً عند هؤلاء الأشخاص<

* هل كلّ المكملات الغذائية آمنة وفعّالة؟

* من الأخطاء الشائعة أن يتوجه البعض من الناس وخاصة من الشباب والرياضيين الى تناول أنواع معينة من الأغذية المكملة، معتقدين أنها تزيد في لياقتهم البدنية وصحتهم العامة، وقد يتناولون جرعات تفوق المتطلبات اليومية التي تحتاجها أجسامهم منها. وتأتي النتيجة بعكس ما كانوا يأملون.

تشير نتائج دراسة أجريت في عيادة كليفيلند أن أكثر من نصف الأميركيين يتناولون أغذية إضافية من نوع ما. إن البدائل أو المكملات الغذائية خيار جيد لبعض الناس الذين لا يستطيعون الحصول على ما يكفيهم من بعض أنواع المواد المغذّية المطلوبة لأجسامهم عبر الوجبة الغذائية الصحية المعتادة. والنساء الحوامل والرياضيون والنباتيون هم أمثلة حية على الفئات التي تستفيد من تناول مثل هذه المكملات الغذائية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل كلّ المكملات الغذائية آمنة وفعّالة؟

تجيب عن ذلك عيادة كليفيلند بأن ليس هناك بديل أفضل من وجبة غذائية صحّية متوازنة، يمكنها أن تزوّد الشخص السليم بكلّ المواد المغذّية التي يحتاجها. وأن الكثير من المواد والعناصر الجيدة يمكن أن تتسبّب في إحداث مشاكل صحية خطيرة إن تجاوزت المقدار المحدد لها. عليه فيجب على الأشخاص الذين يخضعون لتناول أغذية اضافية مكملة، لأي سبب كان، أن يكونوا متأكّدين أنهم لم يتجاوزوا الكمية اليومية الموصّى بها طبيا من أي ملحق غذائي.

إن المكملات الغذائية الاضافية لا تخضع للرقابة والتنظّيم من إدارة الأغذية والأدوية الأميركية FDA، لذا فإن الأمر يعود للمستهلك نفسه للتدقيق بعناية في دليل المنتج لكي يكون متأكّدا من كمية الجرعة التي يأخذها<

* ممارسات صحية للوقاية من الانزلاق الغضروفي

* من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون نتيجة ممارسات يومية خاطئة في طريقة رفع وحمل الاجسام الثقيلة من الأرض وكذلك عدم ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية، مما يجعل عضلات الظهر ضعيفة وأليافها سهلة التمزق ومن ثم تكون فرصة حدوث الانزلاقات الغضروفية لفقرات العمود الفقري عالية، وخاصة في منطقة الرقبة ومنطقة الظهر. وتكون البداية عادة الشكوى من ألم الظهر عند إطالة الوقوف أو الجلوس أو حتى المشي، ثم يتطور ويشتد الألم ويصبح مصحوبا بتنميل.

والغضروف هو عبارة عن قرص أو وسادة مطّاطية ناعمة تقع بين فقرات العمود الفقري. وعندما تتعرض للشد والتوتر والارهاق المفرط من سوء تحريكها الذي يتسبب عادة في اصابتها بالتمزق فيندفع مركز القرص من أحد الحواف الخارجية، ويضغط على الأعصاب الحسّاسة القريبة منه.

وهناك مجموعة من الممارسات الخاطئة التي يرتكبها الكثيرون في حياتهم اليومية وتكون سببا في حدوث الانزلاق الغضروفي.

وعليه فقد قدمت الأكاديمية الأميركية لجرّاحي العظام قائمة بأهم العوامل وأكثرها شيوعا بين الناس والتي يمكن بتجنبها وتفاديها الوقاية من هذه الاصابة الخطيرة في العمود الفقري، ومنها:

> رفع الأجسام الثقيلة من على الأرض بطريقة خاطئة.

> التدخين.

> أن يكون الشخص زائد الوزن، مما يسبّب مزيدا من الإجهاد على العمود الفقري.

> تعريض العمود الفقري لضغط مفاجئ، حتى وإن كان طفيفا.

> المشاركة في نشاطات مجهدة لعضلات الظهر والأوتار والأغشية المغلفة للعمود الفقري وتكون بطريقة متكررة.

إن الالمام بهذه الممارسات ووضعها نصب العينين خلال القيام بالنشاطات اليومية، كفيل بمنع حدوث نسبة عالية من اصابات الانزلاق الغضروفي<

* تنفس من أنفك وحتى أسفل رئتيك من الأخطاء الشائعة أن أغلب الناس تعودوا التنفس نفسا سطحيا وضحلا لا يساعد على طرد السموم والفضلات من الجسم، كما يجعل الأجزاء السفلى من الرئتين خاملتين ولا يصل إليهما الهواء والأكسجين. وهذا ما يجعل الانسان دائما يشعر بسرعة التعب والخمول والميل الى النعاس.

إننا نتنفس حوالي 28 ألف نفس في اليوم الواحد، وكلّ نفس يعطينا الفرصة لفتح الفص السفلي من الرئتين وملئه بالهواء النقي مما يعني أن الهواء قد وصل الى جميع الأكياس الهوائية من كل رئة، وأن كل رئة قد تنفست بصورة كاملة «تنفّس كامل الرئة». إن الذين تعودوا أن يأخذوا نفسا سطحيا وضحلا فقط، يحرمون رئتيهم من أن يصلهما الهواء بشكل كامل ما عدا الجزء العلوي منهما والذي يعمل على تنبيه مستقبلات الإجهاد.

أما الذين يمارسون التنفس بطريقة صحيحة ويأخذون نفسا كاملا يملأ الرئتين حتى الأجزاء السفلى منهما، فإنهم بذلك ينشّطون مستقبلات التهدئة التي تستقرّ في الفص الأسفل من كل رئة. وهذه بدورها تحفّز الجهاز اللمفاوي لتخليص الجسم من الفضلات بشكل جيد وكفاءة عالية. أخيرا، إن التنفّس إلى الفص السفلي من الرئتين سوف يسمح للقفص الصدري أن يكون مفتوحا وأكثر مرونة ولياقة.

ولكي تتنفّس برئتين كاملتين، يجب أن تتدرب على التعود أن تتنفس بعمق ومن خلال الأنف فقط وتستنشق أكبر قدر من الهواء (وهي أفضل طريق لتنشيط مستقبلات الرئة السفلى)، حيث يتم ملء الفصين السفليين من الرئتين، يلى ذلك الفصان المتوسّطان، وبعد ذلك الفصان العلويان. ثمّ، يتم استخراج كلّ الهواء في عملية الزفير، وأيضا من خلال الأنف.

هذا الأسلوب من التنفّس الأنفي هو ما يوصي به أطباء الصدر لأنه سيضمن قدرة تنفسية كاملة مع كلّ نفس والاستفادة من المزايا التي ذكرناها. ويجب أن يعلم الجميع بأن الطريقة التي نتنفّس بها تؤثّر على صحتنا بشكل كبير <