العلاج بالروائح العطرية.. فوائده تقتصر على تحسين المزاج

أحدث دراسة أميركية تقيّم تأثيراته الصحية

TT

زيت الليمون يرفع مزاجك، إلا أن العلاج بالروائح العطرية aromatherapy، ليس أفضل من توظيف الماء المقطر في تخفيف الآلام، والتئام الجروح، وتعزيز وظائف مناعة الجسم، أو تقليل الإجهاد.

هذه هي النتائج الرئيسية للتحقيقات الدقيقة حول الفوائد المرجوة من أسس استخدام الروائح للصحة والعافية. وقد دققت الدراسة التي أجراها باحثون في طب السلوك بجامعة اوهايو للدولة، في تأثيرات نوعين من الأنواع المدروسة بشكل أكثر ـ زيت الليمون lemon oil (الذي يتم الترويج له بوصفه محفزا stimulant)، وزيت الخزامى lavender oil (الذي يروج له بوصفه من عوامل الاسترخاء relaxant) ـ على شتى النظم الفسيولوجية المؤثرة في الصحة. ونشرت نتائج الدراسة في عدد ابريل (نيسان) عام 2008 من مجلة «سايكونيروإندوكرينولوجي».

زيوت النباتات العطرية ظلت تستخدم منذ العصور القديمة لتحسين المزاج والصحة. واليوم، فإن مثل هذه الزيوت، التي تسمى الزيوت الحيوية، تدمج مع عمليات التدليك (المساج)، كما تضاف الى مياه مغطس الحمام، او يتم استنشاقها مع البخار عبر جهاز للنفث. ولا توجد دراسات منهجية تجريبية حول العلاج بالروائح العطرية، كما ان الكثير من الدراسات المتوفرة غير ملائمة. ودراسة جامعة اوهايو مصممة بشكل جيد وهي تضع مقاييس ومواصفات الدراسات المقبلة حول التأثيرات الصحية للعلاج بالروائح العطرية.

العطور والمزاج

* راقب الباحثون ضغط الدم وعدد دقات القلب لدى 56 من المتطوعين الأصحاء الذين كانوا يضعون كرات من القطن مشبعة بالليمون، وعطر الخزامى، أو بالماء المقطر (الدواء الوهمي) تحت أنوفهم. وتم إخبار نصف المشاركين بنوع العطر الذي وضع لهم، كما تم إخبارهم بالتأثيرات المتوقعة له، مثل ان تؤدي الخزامى الى تأثير مهدئ وقد تقلل من عدد دقات القلب، او تنشط الذكريات الجميلة. أما أفراد النصف الآخر فقد تم إخبارهم بأنهم سيشمون مختلف عطور الزهور والفاكهة.

وجرى تقييم الاستجابات العاطفية والمزاج بعد ملء المشاركين لاستبيانات قبل التجارب وبعدها. أما التئام الجروح فقد تم اختباره بطريقة وضع او إزالة أشرطة على الجلد، فيما جرى تقييم ردود الفعل على الألم بطريقة رمي المشاركين لأقدامهم في مياه مثلجة. واستخلصت عينات من الدم واللعاب خلال الاختبارات بهدف قياس التغيرات في الغدد الصماء ووظيفة جهاز المناعة.

وضمن النتائج التي تم التوصل إليها، فإن زيت الليمون يعزز المزاج، إلا أن الخزامى ليست كذلك. بينما ظلت مستويات هورمون التوتر «نوربينفرين» norepinephrine مرتفعة بعد إجراء اختبار غطس الأقدام في الماء المثلج، عندما كان المشاركون يتنشقون الليمون، وليس الخزامى او الماء المقطر. وعمل الليمون والخزامى كلاهما، على تأخير الاستجابات المناعية لردود فعل الجلد أكثر مما عمله الماء المقطر.

وهذه النتيجة الأخيرة مهمة على وجه الخصوص لان العلاج بالروائح العطرية يتم الترويج له وكأنه طريقة لتعزيز وظيفة جهاز المناعة.

نتائج سلبية وايجابية

* والنتيجة النهائية: الليمون رفع المزاج بشكل واضح. إلا انه، لا زيت الليمون ولا زيت الخزامى قد عززا من الصحة البدنية. كما ان التوقعات لم تؤثر إلا قليلا في النتائج.

إلا ان النتائج السلبية لهذه الدراسة لن تقلل على الأغلب من الحماس للعلاج بالروائح العطرية، إذ ان الكثيرين من الناس يقولون إن هذه التجربة تجعلهم يشعرون بأنهم أفضل حالا. كما ان بعض الأبحاث المؤكدة تفترض ان هذا النوع من العلاج مهم. وعلى سبيل المثال، فإن المراجعة المنهجية للتجارب العشوائية التي نشرت عام 2000، وجدت ان التدليك بالروائح العطرية، بوصفه جزءا من العناية المدعمة داخل المستشفيات، كان مساعدا على وجه الخصوص في تخفيف القلق. وذكرت دراسة نشرت عام 2007 في مجلة «أوبيسيتي سيرجيري»، أن المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية وتمت معالجتهم بزيت الخزامى (الذي وضع عبر قناع الأوكسجين على الوجه)، لم يحتاجوا إلا إلى نصف الأدوية المخففة للألم بعد الجراحة مقارنة بالمرضى الذين حصلوا على أوكسجين مع زيت من دون عطر. وأخيرا ووفقا لـ«قواعد المعلومات الشاملة للمستحضرات الطبيعية» Natural Medicines Comprehensive Database المستقلة، فإن هناك بعض الدلائل على ان وضع بعض الزيوت الحيوية معا على الجلد، بمقدوره علاج سقوط الشعر.

* خدمة هارفارد الطبية ـ : بريزيدانت آند فيلوز ـ كلية هارفارد