10أقتراحات لمساعدة الأطفال المصابين بالربو

المرض أكثر شيوعا بين الأولاد قبل سن البلوغ والبنات بعد سن الرشد

TT

"عندما تنتابني نوبة الربو أشعر وكأن هناك جسما ثقيلا يضغط على صدري، مما يجعلني أشعر بعدم الارتياح، وصعوبة في التنفس أو إكمال جملة واحدة من دون تنفس أي هواء". فاطمة ، طفلة عمرها 9 سنوات تصف حالتها عندما تحدث لها نوبة الربو.

رؤية شخص ما مصاب بالربو يكافح من أجل التنفس أو يسعل بشدة منظر مؤلم جدا. تخيل إذا كان هذا الشخص هو طفلك الصغير، بكل برائته تراه يناضل من أجل الهواء، ويسعل بعنف وبصورة متواصلة. على الرغم من الصورة المفزعة التي صورت لكم، فهذا ما يواجهه العديد من الآباء في الواقع، عندما يرون طفلهم مصابا بـ "نوبة الربو". ويعرف الربو بأنه حالة من حالات التهاب الرئة المزمن تحدث في شكل نوبات متكررة، وحينها يحدث انسداد موقت في الشعيرات الهوائية الدقيقة بالرئة. ويعتقد أن الربو مسؤول عن ملايين الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدارس، بل يذهبون إلى المستشفيات وفي الحالات الحادة يلقون حتفهم. ووفقا للتقرير العالمي لعبء الربو الذي أعدته المبادرة العالمية للربو في عام 2003، فإن الربو يؤثر على 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع ان يضاف اليهم 100 مليون شخص بحلول عام 2025.

وتشير منظمة الرئة الأميركية إلى أن الربو هو المرض الرئيسي الذي يصيب الأطفال في أميركا ويؤثر على 6.8 مليون تحت سن 18 سنة. أما في بريطانيا التي بها أعلى معدل انتشار للربو بين الأطفال عالميا، فهناك معدل 15% من الأطفال مصابين بالمرض، أي أكثر من 1.1 مليون طفل. وتذكر معظم الدراسات أن الربو هو أكثر شيوعا في البلدان المتقدمة، بمعدل 8-10 أضعاف الإنتشار في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض. على الرغم من هذه الأرقام ففي دراسة أجريت بالمملكة العربية السعودية وجد أن اصابة الأطفال بالربو زادت من 8% في عام 1986 إلى 25% في عام 1995، وأجرى هذه الدراسة فريق من مستشفى الملك خالد. وعالميا يعتقد أن سبب زيادة الاصابات بالربو ترجع إلى التلوث البيئي من قبل دخان السيارات، والحياة المتحضرة في البلدان الغنية. والربو أكثر شيوعا بين الأولاد قبل سن البلوغ، والنساء بعد سن الرشد. ما هي آليات التنفس؟

* التنفس هو العملية التي توفر الأوكسجين للخلايا واخراج ثاني أوكسيد الكربون من الجسم. الرئتان، والأنف، والفم هي الأعضاء الأساسية التي تسهل عملية التنفس وحتى يصل الأوكسجين إلى خلاية الجسم يجب أن تتم الخطوات التالية:

*ادخال الهواء إلى الجسم عن طريق الاستنشاق أو "الشهيق".

* ترطيب الهواء عن طريق الأنف والفم، فالأنف به غشاء مخاطي وشعيرات تحمي الرئتين من دخول الأجسام الغريبة.

*يمر الهواء المصفى والمرطب عبر القصبة الهوائية إلى الرئتين فداخلها شعيرات هواء تتفرع إلى شعيرات أدق (بشكل فرع الشجرة) حتى تصل إلى شعيرات دقيقة جدا تحمل الأوكسجين في أكياس هوائية صغيرة تسمى alveoli”".

*عند الأكياس الهوائية تتم عملية التنفس حيث يأخذ الدم الأوكسجين ويدخل ثاني أوكسيد الكربون إلى الأكياس الهوائية ويرجع بنفس الطريق الذي دخل به الهواء حتى يخرج من الجسم عن طريق الزفير.

تبدو هذه العملية بسطية ولكنها أكثر تعقيدا في الواقع، إذ تعمل هذه الأعضاء معا حتى تتم عملية توفير الأوكسجين للخلايا وفي نفس الوقت تحمي نفسها من الأجسام الغريبة (مثل الغبار والميكروبات) والهواء الجاف عن طريق تبطين الأنف والشعيرات الهوائية بغشاء مخاطي رفيع. ما هي نوبة الربو؟

* عندما تحدث لطفلك المصاب بالربو حالة ضيق في التنفس أو أي من الأعراض الأخرى فتسمى هذه الحالة بنوبة الربو، والنوبة ممكن أن تتراوح شدتها بين المعتدل إلى الحاد. يقول الباحثون إن الشعيرات الهوائية للمصابين بالربو أكثر حساسية، ولذلك إذا تعرضت إلى أجسام غريبة فردة الفعل ستكون أكثر حدة من الشخص غير المصاب. وبعض هذه الأجسام الغريبة قد تكون: الغبار، حبوب اللقاح، العث والغبار، فراء الحيوانات، دخان التبغ، البكتيريا والفيروسات أو حتى الهواء البارد. وتثير هذه الأجسام الأغشية المبطنة للشعيرات وتحفز النوبة. فعند اثارتها يحدث الالتهاب كرد فعل لحماية الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الغشاء المخاطي فتضيق هذه الشعيرات عن طريق التشنج وانكماش عضلاتها، ما يسمى علميا بـ Bronchospasm. ونظرا لتضييق الممرت الهوائية، فيصبح تنفس الطفل أكثر صعوبة، ويبدأ بالسعال أو الاحساس بألألم في الصدر. وهكذا تحدث نوبة الربو. ما هي أعراض الربو؟

* تعتمد أعراض الربو على شدة النوبة، فالطفل ممكن أن يحس أو يعاني من الآتي:

* صعوبة في التنفس أو لهاث.

* صعوبة في إكمال جملة من دون أن يأخذ نفسا.

* صفير عند التنفس (صوت يحدث عند الزفير نسبة لضيق الشعيرات الهوائية). وتشير البحوث إلى أنه من الطبيعي لواحد من كل سبعة أطفال أن يكون عنده صفير في مرحلة ما خلال السنوات الخمس الأولى من عمره من دون أن يكون مصابا بالربو.

* سعال، وخاصة في الليل.

* ضيق في الصدر أو عدم الراحة.

* التنفس السريع.

* كثرة الالتهابات الصدرية.

قد لا يكون الأطفال الصغار قادرين علي التعبير عما يشعرون به، ولذلك فإن على الآباء مراقبة أطفالهم لمشاهدة الأعراض. فإذا كنت تشعر أن طفلك مصابا بالربو، يفضل عرضه علي الطبيب للتأكد والاطمئنان. ما هي أسباب الربو؟

* تشير الدراسات إلى أن التهاب الشعب الهوائية عامل مشترك في جميع المصابين بالربو. فالالتهاب يمكن أن يكون بسبب وجود العديد من العوامل كما ذكر أعلاه. وكمثال فالتلوث الناجم عن السيارات والدخان قد يؤدي أيضا إلى زيادة في الربو. وهناك أسباب أخرى لمرض الربو من بينها:

* وراثية، إذا كان أحد أعضاء الأسرة مصابا بالربو أو الحساسية فسيزيد هذا من الاصابة بالربو.

* الملوثات الكيميائية.

* تم ربط السمنة مع زيادة في حالات الربو.

* تدخين الأمهات الحوامل.

* أنواع معينة من الطعام مثل المكسرات والبيض يمكن أن تسبب الحساسية لطفلك. ما هو تأثير الربو على الطفل؟

* الربو هو مرض مزمن، ومثل غيره من الأمراض المزمنة، فآثاره على الأطفال كثيرة ومنها:

* الشعور بالاعياء والارهاق.

* الأثر النفسي على الطفل بسبب عدم تمكنه من اللعب مع أقرانه في كثير من الأحيان، مثل الاجهاد والقلق.

* الغياب المتكرر عن المدرسة أو ضعف في الأداء المدرسي.

* التهاب الرئتين.

* نوبة الربو الحادة يمكن أن تؤدي إلى فشل الجهاز التنفسي، أو عدم الاستجابة للعلاج أو في أسوأ الظروف وفاة الطفل. كيف يعالج الربو

* لا يوجد علاج لمرض الربو، لكن معظم الأدوية المستخدمة تعتمد على تخفيف الأعراض ومنع حدوث نوبة حادة. الوقاية الناجحة من النوبات هي جزء من نهج أكثر شمولية تشمل العلاج بالأدوية، النظام الغذائي، ممارسة الرياضة وتجنب العوامل المهيجة للربو. وهناك مجموعتان من الأدوية:

* الأدوية المهدئة، وتعمل علي تهدئة النوبة بصورة فورية من خلال استرخاء عضلات الشعب الهوائية، والتخفيف من أعراض الصفير، والسعال وصعوبة التنفس.

* الأدوية الوقائية، وتعمل لمدة أطول عن طريق الحد من الالتهابات في الشعب الهوائية.

وعادة ما تعطى هذه الأدوية عن طريق الاستنشاق عبر البخاخة، وأحيانا يتطلب العلاج استخدام الأدوية عن طريق الفم أيضا < (تذكر دائما!

* عدم إعطاء العقاقير مثل الأسبرين أو الايبروفين ibubrofen لطفلك إذا كان مصابا بالربو، فقد يؤدي هذا إلى حدوث نوبة حادة. * علاج الربو لا يسبب الادمان، لا تتخوفوا من اعطائه للطفل. * إذا تم وصف علاج الكورتيزون لطفلك، تأكد من أن طفلك يأخذه بانتظام على النحو المنصوص عليه. الستيرويدات لفترات قصيرة لن تضر بطفلك وهي تساعد في العلاج. * عدم إعطاء الدواء لطفلك دون استشارة الطبيب.

ما يمكن أن يفعله الوالدان؟

* الربو هو حالة خطيرة، فإذا لم يعالج بشكل جيد يمكن أن يكون مهلكا للطفل ولأسرته. دور الوالدين أن يكونا مدركين لحالة الطفل ومرضه والتأكد من أن يكونا قادرين على الاستجابة بشكل صحيح وسريع عند حدوث نوبة. المشكلة مع الربو هي أن الطفل لا يستطيع التنفس جيدا، إذا كنت كأب أو كأم في حالة من الهلع عند رؤية طفلك بهذه الطريقة، لن يكون بامكانك مساعدته، بل سيزيد قلقه. انت مرآة طفلك، تأكد من التصرف بهدوء ومعرفة ما يجب فعله في حالة وقوع نوبة الربو. 10 اقتراحات 1. العمل مع طبيبك للتأكد من أن طفلك يتناول الدواء الصحيح في الوقت المناسب. 2. لا تنتظر حتى تتفاقم النوبة، إذا كنت تشعر بأن الدواء لا يعمل، خذ طفلك إلى أقرب مستشفى، فقد يكون بحاجة إلى الأوكسجين. 3. تأكد من أن طفلك يحمل أدويته معه في كل مكان، فمن الأفضل أن تكون آمنا بدلا من آسف. 4. تأكد من أن مدرسة طفلك تعرف بحالته، بحيث يمكن تقديم الاحتياطات اللازمة عند حدوث نوبة بالمدرسة. 5. حاول ازالة العوامل التي تثير الربو من المنزل، مثل الغبار، الحشرات، أو تنظيف السجاد بانتظام، وعدم التدخين أمام طفلك. 6. شجع طفلك علي ممارسة الرياضة، البعض يعتقد أن ممارسة الرياضة تضر الطفل أكثر، هذا غير صحيح، ممارسة رياضة معتدلة 60 دقيقة يوميا سوف يستفيد منها كثيرا. 7. انتبه للأعراض التحذيرية من النوبة لأخذ طفلك إلى المستشفى على الفور إن لزم الأمر. 8. أشرح لطفلك عن حالته، وعلمه كيفية استخدام الأدوية حتى يعرف ما يفعله في حالة عدم وجودك. 9. تأكد من أن طفلك يأكل جيدا، يوصى بنظام غذائي منخفض الدهون غني بالألياف مع كثير من الفواكه والخضراوات. 10. تأكد من أن طفلك يستعمل البخاخة الصحيحة، تذكر أن واحدة للحماية والحد من الالتهاب في حين أن الأخرى تعالج الأعراض.

* اخصائية في الصحة العامة [email protected]