بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

النقرس.. والعيد

* من الأخطاء الشائعة في كثير من المجتمعات العربية، الإفراط في أكل اللحوم (البروتينات الحيوانية)، خاصة في المناسبات التي تكثر فيها إقامة الولائم والأفراح كأيام عيد الفطر المقبل على المسلمين في كافة بقاع العالم، وتفاجأ فئة من هؤلاء الناس بالشعور بألم حاد مفاجئ مباغت وعادة ما يكون في قاعدة الإصبع الكبير (مفصل إبهام القدم)، أو أي مفصل آخر أو مؤخر العقب مع ظهور تورم واحمرار حوله، وقد يصاحب هذه الأعراض ارتفاع في درجة الحرارة.

ومما يطمئن المريض هنا ويجعله يصرف النظر عن أخذ المشورة الطبية فورا أن هذه الأعراض لا تلبث أن تزول نهائيا في ظرف أسبوع أو أكثر لتعاود الظهور مرة ثانية على فترات تمتد لعدة أسابيع أو أشهر او سنين. وهذه الأعراض تصيب بشكل خاص الذين يتصفون بالسمنة وزيادة الوزن مع قلة الحركة أو يعانون من ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم أو ارتفاع سكر الدم أو ارتفاع ضغط الدم أو لديهم قصور في الغدة الدرقية أو أنهم يتناولون عقاقير معينة كمدرات البول لعلاج بعض الأمراض مثل ضغط الدم المرتفع، ونسبة هذه الشريحة في المجتمع هي في ازدياد مستمر.

إنه مرض «النقرس» وهو أحد اضطرابات الهضم والاستقلاب، تتراكم فيه بلورات حمض البوليك داخل المفاصل مما يسبب ألما حادا في تلك المفاصل.

وفي حالة الشعور بالألم الحاد ينصح المريض بأن يلتزم بالراحة التامة في السرير، مع عمل كمادات باردة أو دافئة حسب استجابة الألم لأي منهما. وقد يحتاج المريض في بعض الحالات لأخذ أحد المسكنات اللاستيرويدية المضادة للالتهاب أو أحد الأدوية النوعية الفعالة ضد المرض التي يجب أن توصف من قِبل الطبيب بعد تأكده من التشخيص.

وللوقاية ينصح الأشخاص الذين لديهم الاستعداد للمرض بالآتي:

ـ شرب كميات وفيرة من الماء لتخفيف تركيز حمض البوليك في البول.

ـ عدم الافراط في تناول المأكولات الغنية بالبروتينات مثل الكبد، الكلى، والسردين، كذلك البازيلاء والحبوب المجففة لأنها تزيد مستويات حمض البوليك.

ـ المحافظة على الوزن المثالي وتخفيف الوزن.

ـ ممارسة الرياضة ومنها المشي.

مساعدة حديثي استخدام الوسائل السمعية من الملاحظات التي تسجل عادة في عيادات السمعيات بعد وصف إحدى الوسائل السمعية لمريض محتاج لها، أن المريض يقبل في بداية الأمر باندفاع للحصول على الوصفة الخاصة بمواصفات الوسيلة السمعية المساعدة لحالة فقد أو ضعف السمع التي يعاني منها. لكنه لا يلبث أن يعود منزعجا ومحبطا بعد بضعة أيام لأنها غير مريحة ولم تحقق أمله في استعادة السمع كما كان.

تشير الاستقصاءات الى أن 60% من مستخدمي الوسائل السمعية يمرون بهذه المرحلة ويكونون في حاجة الى من يساعدهم باستمرار في عملية الضبط والتحكم في هذه الأداة الى أن يصل أداؤها لأقرب حد من الطبيعي. ويشعر أكثر مستخدمي الوسائل السمعية المساعدة بصعوبة بالغة في بداية الأمر، حيث تتعرض الأذن، كذلك الدماغ، لأصوات عالية وحادّة لم يتعودوا عليها من قبل.

ولمساعدة هؤلاء المرضى قام قسم مينيسوتا للخدمات الإنسانية بوضع مجموعة من الاقتراحات لمساعدة مستخدمي الوسائل السمعية، خاصة المبتدئين منهم، على كيفية تعديل وضبط سماعة الأذن الجديدة، ومنها:

ـ ابدأ استعمال سماعة الأذن الجديدة في البيت فقط، وحاول أن تبذل جهدا وعناية كبيرين لتمييز كلّ الأصوات التي تستطيع سماعها الآن.

ـ أضف مصادر أصوات أخرى بشكل تدريجي، مثل الراديو، التلفزيون، ومحادثات طويلة مع العائلة أو الأصدقاء، وذلك قبل أن تنتقل الى مرحلة الخروج بهذه السماعة لخارج البيت.

ـ استخدم سماعة الأذن طالما كانت مريحة لك، وابدأ في تمديد زمن الاستعمال بشكل تدريجي.

ـ حاول ألا تصاب بالإحباط من كثرة قيامك بتغيير ضبط وتنظيم مستوى الصوت، في بادئ الأمر.

وفي خلال بضعة أسابيع يجب أن تبدو الأصوات أقرب الى الوضع الطبيعي وأن تتعود عليها بل وتألفها. قد تحتاج في بعض الحالات لأن تستعين مرارا بطبيبك أو باختصاصي السمعيات لعمل الضبط والتأكد من أنك تسمع بارتياح.

لارتجاج الدماغ.. علامات تحذيرية مهمة

* من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الذين يتعرضون للحوادث المرورية أو حالات السقوط عدم إدراكهم لبعض العلامات المهمة التي تشير الى إصابتهم بحالة ارتجاج في الدماغ. إن عدم إفصاحهم عن تلك العلامات للطبيب المعالج في قسم الطوارئ يضيع عليهم فرصة التشخيص والعلاج المبكر فور وقوع الحادثة. ويفاجأ مثل هذا المريض بتدهور سريع وشديد في حالته الصحية، وقد يشخص بأن لديه نزيفا داخل الدماغ وقد أثر في بعض المراكز العصبية الحيوية المهمة في التحكم العضلي والحسي بالجسم.

تشير إحصاءات أقسام الطوارئ في معظم المستشفيات المركزية التي تستقبل الحوادث أن 50% من المرضى الذين يتعرضون لإصابات في الرأس لا يدلون بأهم العلامات التي تساعد في تشخيص حالات «ارتجاج الدماغ» الخطيرة التي تنتج عن إصابة أو ضربة عنيفة ومباغتة تصيب الرأس ويمكن أن تكون مصاحبة بجرح ظاهري أو من دونه.

وعليه فقد أعدت الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة قائمة بالإشارات التحذيرية المهمة للارتجاج الدماغي، ومنها:

ـ الشعور بصداع.

ـ صعوبة الرؤية مع زغللة.

ـ وجود دوخة.

ـ صعوبة في التركيز، وقد يكون هناك فقدان للذاكرة أو تشويش بها.

ـ صعوبة في المحافظة على توازن الجسم.

ـ الغثيان وقد يكون هناك تقيؤ.

ـ الإحساس بطنين في الأذنين.

إن وجود هذه العلامات دليل على احتمال إصابة الدماغ بإحدى درجات الارتجاج، وهي من الحالات الطارئة التي تستوجب أن تقيّم بأسرع ما يمكن من قِبل الطبيب في الطوارئ لعمل الإسعافات الأولية الضرورية أو وضع المريض تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة.

* استشاري في طب المجتمع ـ مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة