تعويض الأسنان.. طرق وحلول

وسائل لإستبدال الأسنان المفقودة وعلاج الأسنان المتهالكة والمكسورة

TT

الاستعاضة السنية Prosthodontics، علم من علوم طب الأسنان والذي يعنى بتعويض الأسنان المفقودة أو علاج الأسنان المتهالكة والمكسورة وذلك باستخدام تعويضات لها تساعد على استعادة الشكل الجمالي والوظيفي للأسنان. نجاح التركيبات السنية يتطلب مهارة فائقة من طبيب الأسنان المختص في تشخيص المشكلة واختيار الاستعاضة المناسبة والتحضير الصحيح للأسنان المجاورة للأسنان المفقودة التي يراد تعويضها. كما انه يتطلب مهارة فائقة من فني الأسنان أيضا والذي يقوم بعملها في المختبر. وتنقسم التعويضات السنية إلى ثابتة ومتحركة.

التعويضات الثابتة

* وهي تلك التركيبات السنية التي تثبت في الفم بشكل دائم ولا يمكن إزالتها إلا عن طريق طبيب الأسنان. ومن أنواعها زرع الأسنان، التيجان والجسور، حيث يستخدم زرع الأسنان والجسور لتعويض الأسنان المفقودة. أما التيجان فهي تستخدم في تغطية الأسنان المتهالكة والتي لا يمكن علاجها بواسطة الحشوات المعتادة. وهناك العديد من الأسئلة التي تردنا من المرضى حول العلاج بواسطة التركيبات وسنشير هنا إلى بعض منها.

أيهما الأفضل زراعة الأسنان أم الجسر لتعويض سني المفقودة؟ في زمننا الحاضر يكون الجواب زراعة الأسنان، وذلك نظرا لما وصلت اليه تقنيتها من نجاح باهر قد يصل الى أكثر من 90%. أضف الى ذلك ان الزراعة أفضل من الناحية التحفظية لأنه يتم تعويض السن المفقودة بأخرى من غير التأثير في الأسنان المجاورة كما في حالة التعويض بالجسر، حيث يتم نحت الأسنان المجاورة للفراغ ويتم تغطيتها بعد ذلك بالتركيبة، أي يتم استخدامها كدعامة لتعويض السن المفقودة. ولكن في بعض الأحيان يفضل الأطباء والمرضى تقنية الجسور وذلك في حالات معينة يحبذ فيها تعويض السن المفقودة بجسر أو في حالات لا تنفع فيها زراعة الأسنان. أفضلية زراعة الأسنان

* ولضمان نجاح زراعة الأسنان يجب توافر شروط معينة وهي:

ـ ان يكون المريض صحيحا معافى من بعض الأمراض التي قد تؤثر في العظم مثل الحالات المتقدمة من مرض السكري، وهشاشة العظام.

ـ وجود عظم كاف في العظم السنخي المراد الزرع فيه، حيث ان هذا العظم هو من النوع الوظيفي والذي غالبا ما يتآكل عند فقدان السن المغروسة فيه. ولضمان نجاح الزراعة يجب أولا استعاضة العظم المفقود ومن ثم اتمام الزراعة وهذا يتطلب الكثير من الجهد والمال والوقت. وفي البداية يجب فحص حالة الأسنان فحصا دقيقا والأهم معرفة حالة صحة المريض قبل الشروع في أي علاج.

ـ بعد العظم المراد الزرع فيه عن التجاويف الأنفية وأعصاب الفك.

ـ وأخيرا لا يفوتني ان أشير الى ان نظافة الفم والأسنان ومحافظة المريض عليها بشكل دائم شرط مهم لنجاح الزراعة مثلها في ذلك مثل الأسنان الطبيعية والتي تتطلب نظافتها الدائمة. أفضلية الجسور

* وأحيانا يفضل أطباء الأسنان الجسور على الزراعات وذلك في الحالات التالية:

ـ عندما يرفض المريض فكرة الزراعة أصلا كونها نوعا من أنواع الجراحة والتي تخيف البعض مع العلم ان هذا خطأ فادح لأن زراعة الأسنان أفضل بكثير من الجسور وهنا يتطلب من الطبيب المعالج أن يبذل جهده في اقناع المريض بأهمية الرجوع عن هذا الخطأ.

ـ عنما تكون الأسنان المجاورة للسن المراد تعويضها متهالكة وتحتاج في المقام الأول الى تغطيتها بتيجان لضمان بقائها وفي هذه الحالة يفضل الأطباء الجسور على الزراعة. ـ عند عدم توافر الشروط التي ذكرتها أعلاه لضمان نجاح زراعة الأسنان.

ـ عدم قدرة المريض على دفع تكاليف الزراعة، وبحثه عن طرق علاج أقل تكلفة. حيث ان زراعة سن واحدة تكلف ما بين ستة الى ثمانية آلاف ريال سعودي بينما يكلف الجسر الواحد دون أي علاجات أخرى ما بين الثلاثة آلاف والخمسة آلاف ريال سعودي. سلبيات الجسور

* يشكو احد السائلين من رائحة الفم الكريهة ومن طعم غير مستحب، بعد تعويض سنه المفقودة بواسطة تركيبة ثابتة، فماذا يفعل؟ والجواب ان هذه من إحدى سلبيات الجسور حيث ان أجزاءها متلاصقة مع بعضها البعض وقد يتسبب الإهمال في التنظيف إلى تراكم بقايا الطعام تحت الجسر وبالتالي يسبب الرائحة الكريهة وكذلك تجمع الطبقة الجرثومية (plaque) مما قد يؤدي في النهاية إلى أمراض في اللثة. ولذلك ينبغي الالتفات الى ان:

- العناية اليومية بالأسنان مهمة جدا وبالأخص للمرضى الذين لديهم تركيبات في الفم، فيتم تشخيص سبب الرائحة الكريهة من قبل طبيب الأسنان واذا كان السبب هو الإهمال في تنظيف الأسنان والتركيبة.

- ينصح المريض باستخدام الخيط السني لتنظيف ما بين الأسنان وهناك خيط سني خاص (super floss) لتنظيف ما تحت الجزء الذي يعوض السن المفقودة (pontic) وكذلك فان استخدام المضمضة باستمرار يساعد على الحد من المشكلة.

- أما إذا استمرت المشكلة فقد يكون السبب تحلل المادة التي استخدمت للصق التركيبة أو ربما وجود فراغ في التركيبة نفسها وفي هذه الحالة قد يلجأ إلى إزالة الجسر وإعادة لصقه بمادة جديدة أو في أسوأ الأحوال عمل آخر جديد إذا كان الخلل في نفس صنع الجسر أو ربما في العملية السابقة لتحضير السن. مواد التيجان

* ما هي المواد المستخدمة في صنع التيجان والجسور؟ هنالك العديد من المواد المستخدمة لصناعة التركيبات الثابتة، كما ان هناك طرقا متعددة لعملها خاصة مع التقدم الواضح في طب الأسنان والمواد المستخدمة فيه. وسأقسم أنواع التيجان المستخدمة إلى:

1 ـ التيجان الذهبية والمعدنية: وهي مصنوعة من معدن أو من ذهب وهذا النوع يستخدم منذ القدم في صناعة التركيبات، حيث وجدوا فيه قلة المشاكل المصاحبة له. ولكن لا يمكن استخدامه إلا في الأسنان الخلفية بسبب لون المعدن. ويعتبر الأقل تكلفة من غيره وقد انتهى عصر هذه التيجان والجسور كون البديل الموجود أصبح أكثر كفاءة وقوة. 2 ـ التيجان الخزفية الملتحمة بالمعدن: وهي مصنوعة من مادة الخزف ويدمج المعدن معها لتقويتها. وبهذه الطريقة يستفاد من الخزف للناحية الجمالية ومن المعدن للمتانة. ولكن في بعض الأحيان قد نلاحظ تأثير لون المعدن وقد ينعكس من خلال التركيبة وبالأخص عند عدم مراعاة الدقة في عملها لذا يتطلب ذلك عملها في معامل متمكنة وبالأخص في الأسنان الأمامية. 3 ـ التيجان الخزفية الكاملة: وهي التي تتكون من مادة الخزف فقط وبالتالي تعطي شكلا طبيعيا للسن. ونظرا الى أن مادة الخزف رقيقة وسهلة الكسر تحتاج السن لنحت أكثر حتى تتيح استخدام طبقة كثيفة من الخزف. وقد تقدمت تقنية الخزف الى حد أصبحت معه الجسور والتيجان تصنع من خزف فقط دون الحاجة الى معادن لتقويتها. كما ان ألوانها ونقاءها أصبحا أفضل بكثير الى حد انك لن تستطيع التمييز بين السن الخزفية والسن الطبيعية المجاورة. كما ان هناك مادة جديدة وهي مادة الزركونيوم، التي بدأ استخدامها كبديل أفضل للبورسلين العادي ويأمل الجميع في ان تضيف كثيرا من الجمال والقوة للجسور والتيجان.

فوائد التيجان

* التيجان (crowns) هي عبارة عن تركيبة ثابتة تستخدم لإصلاح السن المتهالكة وإعادة تقوية السن الضعيفة، وهي بالتالي تحسن من مظهر وشكل السن. والتاج هو الجزء الفوقي من زرعة السن الذي يعطي شكلا مشابها للسن الأصلية. وقد ينصحك طبيبك بعمل تاج لسنك بدلا من عمل حشو للسن في الأحوال التالية:

- إصلاح لسن ذات حشوة كبيرة في ظل عدم وجود أجزاء كثيرة متبقية من السن الأصلية.

- إصلاح لسن مكسورة.

- تغطية لسن متلونة بشدة أو بها تشوه أو في بعض الأحيان لتعديل وضع السن.

- قد يستخدم بعد علاج العصب لبعض الأسنان،وخصوصا الأسنان الخلفية.

التعويضات المتحركة

* وهي من اسمها عبارة عن تركيبات يستطيع المريض إزالتها من الفم وإعادة تركيبها بنفسه. ويمكن استخدامها لتعويض عدد من الأسنان المفقودة وتسمى التركيبات الجزئية أو تعويض طقم الأسنان كاملا لأحد الفكين أو كلاهما معا وتسمى التركيبات الكاملة المتحركة.

وهذا النوع من التعويضات قل استخدامه في الوقت الحاضر مع التقدم في زراعة الأسنان وقد يتم اللجوء إليه بشكل مؤقت ليساعد المريض على مضغ الطعام وعلى النطق قبل عمل التركيبة النهائية أو الزراعة، وكذلك تستخدم في حالة فقدان الأسنان الأمامية كحل جمالي مؤقت قبل عمل الزراعة أو الجسر، أو قد تكون حالة المريض الصحية لا تقبل عمل الزراعة كما في حالة هشاشة العظام الشديدة التي تؤثر في سمك وعرض عظام الفكين للمريض وقد يصل في بعض الأحيان إلى التآكل المتقدم، حيث ان وجود عظم فك قوي وصحي مهم جدا لعمل أي تركيبة وبالأخص زرعة السن. وكذلك أيضا مرضى السكري وبالأخص غير المنتظمين على العلاج، حيث تتأثر عظام الفك مع هذا الداء ولذا يجب تشخيص الحالة بشكل جيد قبل الشروع في عمل التركيبات.

وقد يلجأ المريض الى اختيار التعويضات المتحركة عوضا عن الثابتة بسبب التكلفة حيث تعتبر اقل تكلفة نوعا ما.

وفي النهاية يجب أن نشير الى ان هناك العديد من العوامل التي تحدد اختيار نوع العلاج بالتعويضات السنية وتشمل حالة المريض الصحية والعناية اليومية بالفم وسلامة الأنسجة الداعمة للأسنان والفم وكذلك شدة المشكلة حيث يقوم الاختصاصي بدراسة العوامل ووضع خطة العلاج ومن ثم مناقشتها مع المريض وتحديد الأنسب. كما ان التكلفة تلعب دورا مهما في تحديد نوعية العلاج.

* أستاذ مشارك واستشاري تقويم الأسنان [email protected]