علاج السكري في بداياته.. يبعد شبح تأثيراته المميتة

تطوير حقنة أسبوعية للمرضى به

TT

* في دراستين حول مرض السكري، قال علماء بريطانيون إن ضبط سكر الدم بعلاج دوائي منذ البدايات الأولى للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني الذي يصيب البالغين، يقدم نتائج جيدة في الحفاظ على صحة الجسم لاحقا وفي تفادي أضرار المرض المدمرة، فيما أعلن عالم كندي أن علاجا يعطى بحقن اسبوعية لمرضى السكري يوفر بديلا جيدا يغني عن الحقن اليومية.

ومن المعلوم لأي شخص ان ضبط سكر الدم هو الهدف الرئيسي لمرضى السكري، إلا ان باحثين في جامعة اكسفورد قالوا إن هذا الضبط الفوري والصارم منذ البداية بالاعتماد على الأدوية سوف يقدم فوائد كبرى للجسم البشري لتقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.

وفي الدراسة التي نشرت في مجلة «نيو انغلاند جورنال اوف ميديسن»، أطلق روري هولمان، الباحث في مستشفى تشرتشل في اكسفورد، على عملية ضبط سكر الدم الفورية منذ البداية، تعبير «تأثيرات الإرث»، أي أن المريض سيتوارث تأثيرات جيدة مقبلة لهذه العملية الصحيحة النشطة.

وقارن الباحثون بين نمطين لضبط سكر الدم: الأول غذائي، والثاني علاجي، بتناول أدوية «سولفانيلاريس» او «انسولين» او «ميتفورمين». ودرسوا 5100 من البالغين البريطانيين المصابين بالسكري من النوع الثاني كانوا يخضعون لنمط محدد واحد من هذين النمطين. وظل المشاركون في التجربة لفترة تراوحت بين 6 و20 سنة.

وبنهاية الدراسة اتضح للباحثين ان المضاعفات الناجمة عن المرض التي تؤدي الى حدوث أضرار في الأوعية الدموية الشعرية، كانت نادرة بشكل كبير لدى المرضى الذين خضعوا لنمط علاجي بالأدوية مقارنة بالأشخاص الذين اتبعوا النمط الغذائي فقط.

وبعد عقد من السنين، ظلت هذه المزايا موجودة.

وعندما انتهت الدراسة عام 1997، أصبح المرضى أحرارا، لكن بإرشادات الطبيب، في اتباع النمط الذي رغبوا به في العلاج. وقد اخذ أكثرهم بتناول الأدوية، إلا ان ذلك لم يكن يعني البتة تخليهم عن نمط الغذاء المطلوب بشكل عام.

وخلال 10 سنوات من ذلك ظهر ان خطر التعرض للنوبات القلبية كان اقل لدى المرضى المعالجين بالأدوية، مقارنة بالذين كانوا يتعالجون بنظام تغذيتهم فقط. كما قارن الباحثون في نفس الدراسة بين العلاجات المركزة والعلاجات المعتدلة لضغط الدم المرتفع لدى مرضى السكري، وظهر ان الأشخاص الذين اتبعوا العلاج المركز كانوا اقل عرضة للوفاة بسبب السكري من ذوي العلاج المعتدل.

وفي الدراسة الثانية المنشورة في مجلة «لانسيت» الطبية، درس الدكتور دانيال دراكر، الباحث في معهد صموئيل لوننفيلد في مستشفى ماونت سيناي، تأثيرات حقنة Exinatide الأسبوعية في ضبط سكر الدم. وتحتوي هذه الحقنة على مركب GLP-1 (أي العصيرة الهضمية المشابهة للغلوكاجون)، الذي يحاكي تأثيرات هورمون يفرزه الجسم في الأمعاء بعد تناول الإنسان للطعام.

وقارنت الدراسة بين الحقنة الأسبوعية والحقن بـ14 حقنة في الأسبوع، وأظهرت ان الأولى نجحت في ضبط سكر الدم لدى 75 في المائة من المشاركين.