الشوكولاته الداكنة.. فرحة بالعيد وفوائد صحية للقلب

تزيل الحزن والاكتئاب وترفع مستوى السعادة في المزاج

TT

فرحة العيد وواجب الضيافة لا يكتملان إلا بتقديم قطع من حلوى الشوكولاته للمُهنئين. والشوكولاته، وإن كانت قد دخلت إلى العالم مع اكتشاف القارة الأميركية، إلا أنها انتشرت في أوروبا ببطء شديد، ثم انتشرت في بقية العالم، ببطء مماثل. ولكن انتشارها اللافت للنظر هو في كونها النوع الأول بين جميع الحلويات المُقدمة في المناسبات. وهي المناسبات الخاصة بالتعبير عن الحب والمودة والألفة والفرحة والسعادة. وأصبح من الشائع في المناطق العربية، أن تكون حلوى الشوكولاته هي الأساس في طبق حلويات العيد الذي يُقدم للضيوف، كي ينتقوا منه ما شاءوا.

والعيد موسم الفرحة. وفرحة العيد، منبعها روحانية الرجاء في ثبوت الأجر وقبول العمل من لدن الباري عزّ وجل بعد الفراغ من أداء فريضة الصوم خلال شهر رمضان المبارك. كما أن منبعها لقاء الأحبة والأصدقاء والأقارب بعد الفراق المؤقت، الذي فرضته ظروف الصوم والتزاماته.

ولأن الفرحة واللقاء حالة من اللهفة النفسية التي يتفاعل القلب معها، كان لا بد من تناول شيء يُخفف من تلك التفاعلات القلبية. وهذا الشيء ربما يكون قطعة من حلوى الشوكولاته التي تعمل على خفض ضغط الدم وتخفيف تأثيرات الانفعال النفسي على الصفائح الدموية. والأهم في العمل على تخفيف التوتر النفسي وإزالة الحزن والاكتئاب ورفع مستوى السعادة في المزاج. والشوكولاته بالأصل منتج نباتي غني بالمواد المضادة للأكسدة من نوع «فلافونويد». ويقول الباحثون من كليفلاند كلينيك بالولايات المتحدة، إن مواد فلافونويد هي مركبات كيميائية طبيعية، تُوجد في الأطعمة المصنوعة من المنتجات النباتية، ولها تأثيرات صحية مفيدة في الجسم. وثمة اليوم أكثر من 4000 نوع من مركبات فلافونويد الكيميائية، متوفرة في أنواع شتى من المنتجات النباتية.

ولأن بحث العقلاء هو عن الأمور التي فيها صلاح حال أجسامهم وعقولهم، فإن إحدى أبسط طرق البحث هي عن تلك المواد الطبيعية التي وظيفتها بالأصل إصلاح ما يفسد في الأماكن التي تُوجد فيها بالطبيعة. ومهمة مواد فلافونويد في النباتات هي العمل كعنصر حماية، حيث تُسهم في عمليات ترميم التلف الحادث في بنية النبتة، أو مقاومة التأثيرات السلبية للسموم الموجودة في الطبيعة على نمو النبتة وقدراتها على العطاء. والإنسان حينما يستهلك المنتجات النباتية الغنية بالمواد المضادة للأكسدة، فإنه يستفيد من مواد قادرة على مقاومة التأثيرات الضارة للجذور الحرة. ومعلوم أن الجذور الحرة مواد ذات قدرات سامة، وتظهر في الجسم بفعل عوامل كالتدخين ودخول السموم إلى الجسم والتعرض لأشعة الشمس أو اضطرابات الكوليسترول وغيرها.

لذا فإن مواد فلافونويد تُقلل من عملية أكسدة الكوليسترول، وبالتالي تُقلل من احتمالات ترسب الكوليسترول داخل جدران الشرايين. كما أنها، وفق ما يطرحه أطباء كليفلاند كلينيك، تُقلل من احتمالات ترسب الصفائح الدموية. وتُسهم في ارتخاء الانقباضات المؤذية في عضلات الشرايين، وبالتالي تُسهم في إعطاء فرصة لتدفق المزيد من الدم عبر الأوعية الدموية تلك، وإعطاء فرصة لخفض ضغط الدم فيها.

وقبل الاندفاع إلى أي لوح أو قطعة من الشوكولاته لتناولها، ابتغاء فائدة صحية منها، علينا تذكر أن ثمار أشجار الكوكا هي مصدر الحصول على الشوكولاته. وهذه الثمار عبارة عن بذور بحجم مكسرات اللوز. وتُجرى لها عدة عمليات، كالتحميص وغيره، لتخفيف الطعم المر واللاذع لها. والواقع أن مواد فلافونويد هي التي تُعطي لثمار الشوكولاته الطبيعية ذلك الطعم غير المُحبب. لذا، كلما زاد تلطيف طعم الشوكولاته للناس، قل محتواها من المواد المضادة للأكسدة. ومن بين ما هو متوفر في الأسواق من أنواع الشوكولاته، تبقى الداكنة اللون هي الأعلى في الاحتواء على مواد فلافونويد. أي الشوكولاته البنية الغامقة جداً في اللون والأكثر مرارة في الطعم بالمقارنة مع الشوكولاته العادية.

* استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]