تشنجات الرجل الليلية.. هل تحدث بسبب الأدوية؟

س: في كثير من الليالي استيقظ مرة، او مرات عديدة، بسبب تشنجات في الرجل. والأدوية الوحيدة التي اتناولها هي «ستاتين»، «نياسين»، «بلافكس»، والاسبرين ذو الجرعة الصغيرة. هل يتسبب أي منها في حدوث هذه التشنجات المؤذية؟

* ج: هذا أمر محتمل. الا ان هناك اسبابا اخرى قد يتوجب النظر اليها.

* ولنبدأ بالادوية التي تتناولها. فالألم العضلي هو اكثر الاعراض الجانبية حدوثا مع ادوية الستاتين statin المخفضة للكولسترول. ورغم ان ذلك الألم او الوجع من النوع الدائم عادة، الا انه قد يظهر في شكل تشنجات في الليل. كما وصف تقريران نشرا خلال الـ 20 سنة الماضية، حالات لعدة اشخاص ظهرت لديهم تشنجات في الارجل بعد بدئهم تناول «نياسين» niacin، مفترضة بذلك بان هذا هو عرض جانبي غير شائع للدواء، ولكنه محتمل الحدوث في كل الاحوال. ولا اعلم عن أي أدلة على وجود صلة بين الاسبرين او «كلوبيدوغريل» (بلافكس) clopidogrel (Plavix) ، بتشنجات الرجل.

وتحدث لدى نحو نصف البالغين تشنجات ليلية في الارجل. وتحصل لدى بعضهم مرة بين كل حين وآخر، بينما تحصل لدى الآخرين كل ليلة تقريبا. ولا يعرف احد بالضبط لماذا تحدث. فالضغط الزائد عن الحدّ، القدم المسطحة، طول فترة الجلوس، الجفاف، مرض السكري، فقر الدم، وقلة تركيز البوتاسيوم والمغنيسيوم في مجرى الدم، لها صلة بالتشنجات في الارجل، وكذلك تناول الكحول، واستخدام الأدوية المدرّة للبول وعقار «ألبوتيرول» albuterol وبعض الادوية الخاصة بالصحة العقلية.

ولعلك قد اكتشفت بنفسك، ان «مطّ» (أي تحريك) الرجل بعد بدء هذه التشنجات، بمقدوره تخفيفها. وتشمل عملية مطّ ربلة (بطّة) الساق، تعديل الرجل نحو استقامتها، وتحريك القدم نحو الركبة، ثم الامساك برؤوس اصابع القدم وشدها نحو الركبة.

ويخفف بعض الناس الألم بوضع وسادة صغيرة ساخنة، او بالدخول الى مرشاش ساخن في الحمام، فيما يفضل الآخرون اللجوء الى الثلج. كما ان تدليك المنطقة المصابة بلطف، يساعد ايضا.

* تمارين على بطة الركبة

* قف امام حائط، مدّ يديك بحيث تكون راحتا يديك موضوعتين على سطحه، ويكون مرفقا ذراعيك مستقيمين تقريبا. وبعدها، حافظ على ركبتك اليسرى منحنية بشكل طفيف، ثم حرك قدم رجلك اليمنى الى الوراء بمسافة قدم تقريبا (القدم نحو 30 سم).

ثم ضع كعب القدم، وراحتها، بشكل مسطح تماما على الارض، وحافظ على هذا الوضع لمدة 30 ثانية. والآن أحنِ ركبتك اليمنى مع الحفاظ على وضع كعب القدم وراحتها على الارض. وبهذا فانك سوف تشعر بتأثير هذا المطّ على بطة الساق وعلى وتر أخيل. وان كنت لا تشعر بهذا المطّ، حاول ان تدفع بقدمك الى الوراء لمسافة اكبر. ثم حافظ على الوضع لفترة 30 ثانية. واخيرا استبدل موقعي الرجلين، ومارس العملية على الرجل الاخرى.

ان درء حدوث التشنجات مسألة تخضع للتجربة والخطأ. واليك بعض الاقتراحات الشائعة الانتشار:

- أغطية الفراش الضيقة قد تؤدي الى توتر بطة الساق وعضلات القدم. حاول توسيع الاغطية، او النوم مستلقيا على ظهرك، بحيث يكون قدماك عند حافة الفراش.

- مطّ بطة الساق وعضلات القدم قبل ان تخلد الى النوم.

- تأكد من ان حذاءك مناسب، وانه يدعم تقوسات القدم.

- تناول كميات كافية من الماء خلال اليوم لدرء الجفاف، لكن حذار من الانغماس بذلك.

- تناول غذاء غنيا بالبوتاسيوم والمغنيسيوم (عصير الطماطم، حبوب اليقطين، الموز، الزبيب، الفاصولياء) لكن تحاش المكملات الا اذا اوصى الطبيب بها.

- اقترحت دراستان سريريتان محدودتان ان تناول خلاصة فيتامينات «بي« (بي1، بي2، بي6، وبي12) قد تساعد في ذلك.

- لا تستعمل الكينين، وهو الدواء المضاد للملاريا الذي كان يوصف لعلاج تشنجات الرجل. فقد حذرت وكالة الغذاء والدواء من استخدام الكينين لتشنجات الرجل، بسبب اعراضه الجانبية المميتة، ومنها اضطراب ايقاع القلب، ومشاكل في الصفائح الدموية، وحدوث ردود فعل حادة للحساسية الشديدة.

وان لم تقدم الاقتراحات المذكورة أي فائدة، حاول ان تتحادث مع طبيبك لوصف نوع آخر من الستاتين لك. وان لم يساعدك ذلك ايضا، فحاول التوقف عن تناول «نياسين» لفترة ما. وكمحاولة اخيرة يمكنك التخلي تماما عن الستاتين والتحول الى «زيتيا» Zetia من «ويلكول» لعلاج الكولسترول. والجانب السيئ في هذا الخيار هو ان هذا العقار لم يقدم دليلا حتى الآن على امكاناته في درء النوبات القلبية وانقاذ الارواح، مثلما يفعل الستاتين. <

* طبيب، محرر مشارك في «هارفارد هيلث ليتر»، خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد.