البلهارسيا

TT

> البلهارسيا Schistosomiasis أحد أمراض الكبد. وتحصل حين حصول العدوى بواحد من خمسة أنواع من الطفيليات المتسببة بمرض البلهارسيا.

وتدخل طفيليات البلهارسيا إلى جسم الإنسان عبر الجلد عند السباحة في المياه الراكدة الملوثة بتلك الطفيليات. وتخترق تلك الطفيليات الجلد وهي في مرحلة المذّنب، وتنضج في نموها إلى مرحلة اليرقة، ثم تتجه نحو الرئة أو الكبد، لتكمل نموها إلى مرحلة البلوغ.

وبعد بلوغ الدودة مرحلة النضج الكامل، تتجه إلى المنطقة التي تُفضلها في الجسم. ولأن لدينا خمسة أنواع من البلهارسيا، فإن بعضها يُفضل إما الكبد، أو المثانة، أو المستقيم، أو الأوردة البابية للكبد، أو الطحال، أو الرئة.

وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن أكثر من 200 مليون إنسان مُصابون بأمراض البلهارسيا.

وتختلف أعراض الإصابة بالبلهارسيا على حسب المرحلة التي تمر بها الدودة في الجسم، وعلى حسب مكان استقرارها. وحينما تخترق الجلد، تتسبب بحكة وطفح جلدي في مكان اختراقها للجلد. وحينما يدخل عدد كبير من الطفيليات إلى الجسم، وبسرعة، فإن أعراضاً عدة، مثل الحمى والرعشة وتورم الغدد الليمفاوية وتضخم الكبد والطحال، قد تظهر على المريض. وحينما تستقر البلهارسيا في الجهاز البولي، فإن الأعراض قد تكون تكرار التبول أو ألماً أثناء التبول أو خروج دم مع البول. وحينما تستقر الدودة في الأمعاء، فإنها تتسبب بألم في البطن أو إسهال قد يكون مصحوباً بالدم.

وهناك عدة تحاليل للدم والبراز والبول أو عينات من أنسجة المثانة أو الأمعاء أو غيرها من الفحوصات التي تدل على وجود الإصابة بالبلهارسيا.

والمضاعفات المحتملة للإصابة بالبلهارسيا قد تشمل الفشل الكلوي والسد لمجرى إخراج البول والالتهابات المزمنة في الكبد وتليف الكبد وتضخم الطحال وحصول الدوالي في أوردة أسفل المريء وارتفاع الضغط الرئوي وغيرها.

وهناك أدوية تُستخدم للقضاء على الطفيليات تلك، لكن المعالجة تتطلب متابعة للأعضاء التي استقرت فيها الطفيليات <

* اليرقان

* حالة اليرقان Jaundice، أو الصفار، إحدى علامات مجموعة من الأمراض. وهي تحصل نتيجة لارتفاع نسبة مركب «بيلوروبين» bilirubin في الجسم. وهو ما يُؤدي إلى تراكم هذه المادة الصفراء اللون في الجلد والأغشية المخاطية وفي بياض العين. ولذا يبدو لون جلد المُصاب باليرقان أصفر، كما يبدو بياض عينيه أصفر اللون.

ومركب «بيلوروبين» هو مادة تنتج عادة من عملية تكسير وتفتيت مركب الهيموغلوبين. ومعلوم أن مركب الهيموغلوبين موجود في خلايا الدم الحمراء، ويقوم بعملية نقل الأوكسجين. ومتوسط عمر خلية الدم الحمراء هو حوالي 3 أشهر.

وفي كل يوم، يقوم الجسم بإنتاج خلايا دموية جديدة، كما يقوم بالتخلص من حوالي 1% من خلايا الدم الحمراء التي بلغت «سن التقاعد». ويتم التخلص من خلايا الدم الحمراء في الكبد، عبر تفتيت تلك الخلايا الدموية، وتفتيت محتواها من مركبات الهيموغلوبين. ونتيجة لتفتيت الهيموغلوبين، تنتج مادة «بيلوروبين» الصفراء اللون.

ويتخلص الجسم من مادة «بيلوروبين» عبر إخراجها مع عصارات المرارة، وصولاً إلى البراز، ومن ثمّ إلى خارج الجسم. وحينما ترتفع وتيرة عمليات تكسير وتفتيت خلايا الدم الحمراء، تتجمع في الجسم كميات كبيرة من مادة «بيلوروبين»، ولا يستطيع الجسم التخلص منها عبر البراز. ما يُؤدي إلى ارتفاع نسبة مادة «بيلوروبين» في الدم. وبالتالي ظهور حالة اليرقان. وهو ما يحصل نتيجة نقل دم غير مناسب لفصيلة دم الشخص، أو الإصابة بعدوى الملاريا، أو وجود صمام صناعي في القلب لا يعمل بطريقة سليمة، أو وجود أحد أمراض فرط نشاط جهاز المناعة ضد خلايا الدم الحمراء، وغيرها.

وهناك أسباب أخرى لارتفاع نسبة مادة «بيلوروبين»، مثل وجود ضعف في عمل الكبد، نتيجة التهابات الكبد لأي سبب كان، مثل الإصابة بفيروسات التهاب الكبد، أو تناول أدوية أو سموم تتسبب باختلال عمل الكبد، حصول التهابات ميكروبية شديدة في الدم، أو غير ذلك.

وكذلك يحصل اليرقان حينما يُوجد سد في مجرى القنوات الصفراء لعصارات المرارة، وذلك بفعل وجود حصاة في القنوات المرارية أو نشوء ورم في البنكرياس أو في الكبد.

ويجب التفريق بين حالة «اليرقان المرضية»، وبين حالة اليرقان الفسيولوجي الطبيعي الذي يُصيب الأطفال بُعيد ولادتهم مباشرة، وبين أيضاً حالات ارتفاع نسبة مادة «كاروتين» الصفراء ذات المصدر الغذائي. ومادة «كاروتين» الصفراء تُوجد في الجزر والمانغا وغيرهما من المنتجات النباتية الصفراء أو البرتقالية اللون. وفي حالة ارتفاع نسبة مادة «كاروتين» في الجسم، يُصبح فقط لون الجلد أصفر، بينما لا يتغير لون بياض العين إلى اللون الأصفر، أي بخلاف ما يجري في حالة اليرقان. وتتطلب حالة اليرقان ضرورة الإسراع في مراجعة الطبيب لمعرفة السبب وبدء المعالجة <