الكف.. تتنبأ بأمراض السرطان

> المنجمون وقراء الكف مشهورون بأنبائهم الكاذبة.. الا ان عالما بريطانيا يؤكد ان ملامح الكف تحمل تحذيرات مهمة عن اصابات لخمسة انواع من السرطان في مناطق الجسم المختلفة، خصوصا لدى كبار السن.

وهذه اول اشارة الى علاقة ملامح الكف مع امراض السرطان منذ بداية الثمانينات، اذ ذكر الاطباء حينذاك وجود علاقة بين الكف والسرطان.

وتظهر علامات السرطان على شكل تكور راحة اليد او ازدياد سمك الجلد فيها وتورم الاصابع، بحيث تبدو اليد خشبية. وتسمى هذه الحالة «متلازمة التهاب الانسجة الضامة للكف والتهاب المفاصل المتعدد فيها» palmar fasciitis and polyarthritis syndrome (PFPAS).

وقال الدكتور ريتشارد ستراتون وفريقه من باحثي المستشفى الحر الملكي في لندن انه درس حالة امرأة مسنة عمرها 74 سنة، ظهرت لديها كتل في بعض مناطق راحة اليد. وبعد فترة، ازداد سمك الجلد في راحتي يديها بشكل كبير واخذت يداها بالانقباض. وهذا ما أدى الى حدوث «علامات من الاخاديد»، أي عمق في خطوط الكف في المنطقة العليا من اليد. كما تورمت مفاصل اصابعها.

وشخص فريق الدكتور ستراتون الحالة بانها «متلازمة PFPAS» التي ترتبط بالسرطان، وعثر على كتلة من الورم في منطقة البطن، وظهر انها كانت سرطانا في المبيض. وبعد ستة اسابيع من العلاج الكيميائي، تحسنت حالة يدي المرأة الا ان راحة اليد والاصابع ظلت مكورة بشدة.

ولاحظ الفريق البريطاني الذي نشر نتائج دراسته في عدد سبتمبر الماضي من مجلة الجمعية الملكية للطب، ان هذه المتلازمة لا ترتبط بحدوث سرطان المبيض فحسب، بل انها ترتبط ايضا بحدوث سرطانات البروستاتا، الدم، الرئة، الثدي، والبنكرياس.

ولم يقدم الباحثون تفسيرا دقيقا لهذه العلاقة، إلا ان ستراتون يفترض ان نوعا من الاشارات الكيميائية في جسم الانسان التي يطلق عليها اسم «عامل نمو الانسجة الضامة» (CTGF)connective tissue growth factor ، قد يلعب دوره هنا. اذ ان عامل النمو هذا، يساعد السرطان على الانتشار ويقوم في نفس الوقت بزيادة نمو الانسجة الضامة في راحة اليد.

وقد رصدت مستويات عالية جدا بالفعل من عامل النمو هذا لدى المرأة المسنة. وقال الباحثون انه تم ولأول مرة، قياس هذه المستويات لحالة مصاب او مصابة بمتلازمة PFPAS وبمرض السرطان <