بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

الحمل وآلام الظهر

* هناك ممارسات يومية خاطئة، تسجل في عيادات الحوامل، تقوم بها المرأة الحامل دون مراعاة لنصائح الطبيب مثل الافراط في تناول الطعام استجابة لنصائح الاهل، حيث انها تأكل لاثنين لا لنفسها فقط (كما يقولون) وتكون النتيجة زيادة كبيرة في الوزن وألما شديدا في أسفل الظهر. ومن الممارسات الخاطئة الاخرى ارتداء أحذية ذات كعب عال والمشي بها لمسافات طويلة، وتكون النتيجة أيضا ألما لا يطاق في أسفل الظهر.

ألم الظهر شكوى عامّة وشائعة عند النساء، خاصة في شهور الحمل. ومن الممكن أن تخفف المرأة الحامل من شدة هذا الألم باتباع بعض التعليمات الصحية في ممارساتها اليومية. وكل طبيب مختص في مجال الحمل يقوم عادة بإعطاء الحامل هذه التعليمات بهدف المساعدة على التخفيف من الإجهاد على الظهر. وجمعية الحمل الأميركية تعرض مجموعة من الاقتراحات بهذا الخصوص، منها:

* على المرأة الحامل أن تقوم بعمل مجموعة من التمارين البدنية يوميا وبانتظام وأن تنوع بينها وفقا لكل مرحلة من مراحل الحمل، ويمكن للحامل أن تسأل طبيبها عن نوع التمارين التي تناسب كل مرحلة، والتي تساعد على تقوية ودعم عضلات أسفل الظهر والبطن.

* التأكيد على المرأة الحامل بأن لا تنحني لالتقاط شيء ما من على الأرض، وبدلا من ذلك تنصح بأن تجلس القرفصاء كي تصل لذلك الشيء المراد التقاطه.

* على المرأة أن تحذر لبس الحذاء ذي الكعب العالي، وبدلا عنه تنصح بارتداء أحذية منخفضة الكعب ومريحة وتساعدها على المشي دون ألم.

* عدم النوم على الظهر، وعند الجلوس أن تبقي الحامل قدميها مرفوعتين عن مستوى الجسم.

* قد يحتاج بعض الحوامل الى لبس حزام داعم للظهر، إنه مفيد لهن خاصة عند المشي.

* وأخيرا لا بد أن تحصل الحامل على قدر كبير من الراحة والاسترخاء بعد بذل أي مجهود جسمي.

مقاعد الأمان للأطفال

* إن من الأخطاء الشائعة أن ترى طفلا داخل سيارة متربعا في حجر أمه أو أبيه وهو يقود السيارة أو أن تراه يتنقل بين المقاعد الأمامية والخلفية. والخطأ الأكبر، بل الأخطر أن تراه يخرج نصف جسمه الأعلى من شباك السيارة الجانبي أو العلوي. تشير تقارير منظمة الصحة العالمية، الى ازدياد عدد وفيات الأطفال الناتجة عن إهمال الأهل، خاصة في الحوادث المرورية، وأن نسبة وفيات الأطفال دون سن السادسة تصل الى 35% تقريبا. ومن الممكن منع هذه الاصابات أو التخفيف من حدتها بتطبيق وسائل السلامة كوضع الطفل في مقعد خاص به مع ربط أحزمة الأمان.

ومن الأخطاء الشائعة عند الكثيرين الاستغناء عن مقعد الطفل بالسيارة حال انهائه السنة الثانية من العمر، وهو أمر خطير، حيث يزداد نشاط الطفل وحركته داخل السيارة وبالتالي ترتفع احتمالات الاصابات الخطيرة.

إن وصول الطفل الى حوالي 40 رطلا أو حوالي 18 كيلوغراما يستوجب تغيير مقعده الخاص في السيارة من مقعد طفل حديث الولادة أو طفل (نامي) إلى مقعد طفل نشط.

وعلى الوالدين مراعاة النقاط التالية حول مقاعد الأطفال النشطين:

* على الوالدين أن يقرآ دليل المقعد قبل تثبيته، ليتعرفا على كيفية التثبيت والربط بطريقة صحيحة، وكذلك دليل السيارة ليتعرفا على كيفية عمل أحزمة الأمان بالسيارة مع المقعد.

* يجب أن يثبت مقعد الأطفال النشطين في المقعد الخلفي للسيارة، وأن يوجه للأمام ومن المفضل أن يكون في المقعد المتوسّط، وأن يُضَمَّنَ بكل من حزام الكتف وحزام البطن.

* التأكّد من إحكام تثبيت المقعد وسلامته قبل كلّ سفرة.

* تعديل وضع حزام البطن بحيث يكون في أسفل البطن ويلائم حجم الطفل وأن يكون مريحا، ونفس الشيء مع حزام الكتف بحيث يكون مريحا ويمر عبر الكتف فقط لا أن يضغط على الرقبة أو الوجه.

* وأخيرا التأكد من أن جميع الأحزمة في وضع منبسط غير ملفوفة أو مبرومة، تزعج الطفل وتضايقه فينفر منها الطفل.

جلسات تحضيرية للعلاج الكيميائي للسرطان

* يتلقى معظم مرضى السرطان قرار إعطائهم العلاج الكيميائي chemotherapy بصدمة عنيفة تفوق خبر إصابتهم بمرض السرطان نفسه، وسبب ذلك ارتباط هذا النوع من العلاج بمضاعفات صحية خطيرة سواء أثناء تلقي جرعات العلاج أو بعدها على المدى الطويل.

يعمل في المراكز المتخصصة في علاج السرطان فريق طبي متكامل يقوم بالتشخيص ووضع خطة العلاج وفقا لمعايير عالمية متفق عليها. وهناك فرع من هذا الفريق الطبي تكون مهمته توعية المريض وذويه بأبعاد هذا النوع من العلاج والمضاعفات المحتملة له وكذلك الحمية الغذائية التي يجب أن يتبعها المريض ونوع النشاط البدني المسموح به خلال مراحل العلاج. ولهذه الجلسات التحضيرية دور ايجابي كبير في تهيئة المريض والرفع من درجة استجابته للعلاج.

الكل يعرف أن علاج السرطان غالبا ما يكون مصحوبا بمتاعب نفسية وآثار جسمية للمريض، وفي نفس الوقت تقوم مراكز العلاج بتقديم خطوات تحضيرية تهيئ المريض للاستعداد لبدء المعالجة وتساعد على تسهيل هذه العملية الصعبة. وتعرض جمعية السرطان الأميركية مجموعة من هذه الخطوات، منها:

ـ على المريض أن يكون، بقدر الامكان، متفائلا وأن يفكر بإيجابية حول أهمية أخذ هذا النوع من العلاج مهما كلفه ذلك، وأن يتحدث مع الفريق الطبي المعالج عن كل ما يشعر به، وأن يبدي لهم مدى تعاونه وتحمّله.

ـ الغذاء خلال مراحل العلاج جزء مهم للعلاج، فعلى المريض أن يلتزم بحمية غذائية صحّية، توصف له عادة من قبل أخصائي التغذية، يراعى فيها الآتي:

* أن يتضمن طعامه اليومي الكثير من الأنواع ذات العناصر الغذائية الرئيسية ويفضل أن يكون مصدرها نباتيا.

* أن يكون الطعام قليل الدسم، خاليا من الكحوليات.

* أن يتفادى الأطعمة العالية في محتواها من الملح، والمدخّنة، وكذلك المخلّلات.

* أن يأكل المريض يوميا في مرحلة العلاج وجبات متعددة تكون خفيفة ومغذّية، وذات مستوى عال من البروتين.

* أن يحصل المريض على السعرات الحرارية الكافية والبروتين من وجباته الغذائية المحددة له.

* أن يأكل بانتظام على مدار اليوم.

ـ يجب المحافظة على وزن صحّي مثالي، وعلى المريض أن يسأل طبيبه إذا كان هذا الوزن الذي ثبت عنده يعتبر مناسبا لحالته وصحته أم لا.

ـ ينصح مريض السرطان، في مرحلة العلاج، بممارسة تمارين رياضية خفيفة معتدلة وبمعدل 30 دقيقة في اليوم على مدار الاسبوع.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة