ماذا تفعل مع حشوات الأسنان القديمة وتقرحات الفم؟

TT

ماذا يفعل المرء مع حشوات الأسنان عندما تصبح مصدرا للحرج أو الإحساس بعدم الراحة؟ وكيف نتعامل مع تقرحات الفم؟ وما هي الطريقة الأفضل لتعويض الأسنان المفقودة، وما هو أنجح أسلوب لتقويم الأسنان؟

هذه بعض نماذج من أسئلة القراء التي نخصص لها هذه المساحة، نظرا لتنوع الموضوعات المثارة في هذه الأسئلة، وأيضا لانها تتكرر كثيرا مثلما يعرف كل طبيب أسنان، أو كل قارئ عان من أحد هذه الأمور.

* أبلغ من العمر 30 عاما ولدي حشوات معدنية قديمة ولست مرتاحا لوجودها في فمي، حيث انني أتحرج أن أضحك خوفا من أن يراها الناس. فما الحل؟ - الحشوات المعدنية على سوء لونها إلا انها كانت خلال فترة طويلة أفضل الحشوات السنية وذلك لقوتها ودوامها لفترات طويلة في الفم. ومن عيوبها انها تحتوي على مادة الزئبق كجزء من مكوناتها بالإضافة الى لونها المعدني والذي يحد استعمالها فقط في الضروس الخلفية. والان ومع وجود بدائل أفضل مثل الحشوات الضوئية الحديثة وحشوات البورسلين وجميعها بلون الأسنان فإن كثيرا من أطباء الأسنان يستخدمونها بشكل روتيني على الأسنان الأمامية والضروس. وهناك جدل كثير بين أطباء الأسنان في الاجابة على سؤالك فالبعض يرى خطورة تغيير الحشوات المعدنية وخاصة عند وجود عدد كبير منها وذلك لخطورة الزئبق المنبعث أثناء ازالتها. والبعض الآخر يرى بأن الزئبق المنبعث ليس له تأثير يذكر ويمكن تغيير الحشوات المعدنية واستبدالها بحشوات تجميلية خاصة مع أخذ جميع الاحتياطات اللازمة مثل استخدام العازل المطاطي (Rubber Dam). وبالنسبة لحالتك انت فانه طالما انها حشوات قديمة وشكلها مزعج فيمكنك زيارة طبيب الأسنان للكشف عليها وإزالتها وإعادة حشو الأسنان بحشوات تجميلية ضوئية أو حشوات بورسلين مع أخذ الاحتياطات اللازمة وخاصة استخدام العازل المطاطي والتأكد من عدم بلع الحشوات القديمة. أعاني من تقرحات متعددة تظهر على شفتي باستمرار وهي تزعجني حيث انها تظهر وتختفي كل فترة من الزمان. كيف أتعامل معها خاصة انها مؤلمة؟

- ان هذه التقرحات هي من أكثر التقرحات شيوعا وهي تعرف بالتقرحات القلاعية (Recurrent Apthous Ulcers) وهي عبارة عن تقرحات تصيب أغشية الفم المبطنة حيث تظهر في عدة أماكن في الفم مثل اللثة، الغشاء المبطن للخد، اللسان، سقف الحلق وكذلك الشفتين. ويتراوح عدد التقرحات من واحدة وربما تصل إلى عشرة موزعة في أجزاء الفم. ويكون شكلها بيضاويا وسطحيا وقد يغطيها غشاء ابيض ويحيطها احمرار في الأنسجة المحيطة. تصيب التقرحات الفموية المتكررة ما يقارب الـ 10 الى 12% من الناس وذلك حسب الاحصائيات المتوفرة وقد تصيب أيا من الجنسين بالتساوي وقد تحصل في جميع الأعمار. وأهم ما يجب معرفته هو كيفية التشخيص والعلاج. هناك ثلاثة أنواع من تلك التقرحات وتختلف باختلاف حجم التقرح وهي كالآتي:

- التقرحات الفموية الصغيرة (Minor Apthous Ulcer): وهي الأكثر شيوعا وتحدث عادة في الجزء الأمامي من الفم ويتراوح عددها من 3- 6، وهي صغيرة في الحجم وعادة ما تلتئم خلال عدة أيام. - التقرحات الفموية الكبيرة ( Major Apthous Ulcer): وهي اقل شيوعا من السابقة ولا يتجاوز عددها ثلاثة تقرحات ومدة الشفاء منها أطول من التقرحات الصغيرة.

- التقرحات الصغيرة جدا (Herpitiform Ulcers): وقد يتراوح عددها من 10- 100 وهي الأقل شيوعا.

أما بالنسبة إلى الأسباب المؤدية لها فأكثرها غير معروف ومحدد، ولكن يعتقد كثير من علماء طب الأسنان بأن الاضطرابات النفسية لها تأثير كبير في حدوثها وكذلك الوراثة أو اختلال الجهاز المناعي لدى المريض أو تناول بعض الأطعمة التي تسبب تهيجا في الأغشية المخاطية للفم أو التي تسبب جروحا أو الأطعمة الساخنة جدا. وقد تصاحب العلاج الكيمياوي لمرضى السرطان في الوجه والفكين أو العلاج الإشعاعي. ومن الأسباب أيضا تناول الكحول والتدخين بشراهة. ولا ننسى بعض أمراض واضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة وفقر الدم. لذلك من المهم جدا إجراء الفحص الطبي الدقيق للتأكد من الأسباب المؤدية للتقرحات. وعادة ما يقوم الطبيب بفحص الدم وكذلك أخذ عينة أو مسحة من التقرح لمعرفة ما إذا كانت هناك أي التهابات فيروسية أو بكتيرية.

وبالنسبة للعلاج فهو علاج وقائي بالدرجة الأولى حيث ان هذه التقرحات تتميز بأنها تزول بسرعة مع الوقت وقد يستغرق الشفاء منها أسبوعا واحدا أو أكثر ويتركز الألم في أول يومين ومن ثم يختفي تدريجيا من غير أن يسبب ندوبا. وهدف العلاج الوقائي هو التخفيف من الآلام المصاحبة ومنع تهيج التقرحات أثناء الأكل والشرب.وينصح في تلك الفترة أيضا بتكثيف التنظيف بواسطة الفرشاة والمعجون غير المحتوي على الحبيبات التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تفاقم وضع التقرحات وكذلك ينصح باستخدام مضمضة للفم تحتوي على المضاد الحيوي (Chlorhexidiene Mouth Wash) وهنالك أيضا أنواع من المراهم الموضعية التي تحتوي على مادة السترويد (Kenelog in Orabase). ومن الممكن أيضا استخدام المسكنات الموضعية المخدرة (Topical Anesthesia).

* لدي ضرس مفقود منذ زمن بعيد وأنا في حيرة من أمري هل أعوضه بزراعة الأسنان أم بجسر، وسبب الحيرة انني ذهبت الى طبيبين مختلفين وكل منهما يفضل طريقة علاج مختلفة.

- ان زراعة الأسنان في زمننا الحاضر تعتبر أفضل طريقة لتعويض الأسنان وذلك نظرا لما وصلت اليه تقنيتها من نجاح باهر قد يصل الى أكثر من 90%. أضف الى ذلك ان الزراعة أفضل من الناحية التحفظية لأنه يتم تعويض السن المفقودة بأخرى من غير التأثير في الأسنان المجاورة كما في حالة التعويض بالجسر حيث يتم نحت الأسنان المجاورة للفراغ ويتم تغطيتها بعد ذلك بالتركيبة أي يتم استخدامها كدعامة لتعويض السن المفقودة. ولكن في بعض الأحيان يفضل الأطباء والمرضى تقنية الجسور وذلك في حالات معينة يحبذ فيها تعويض السن المفقودة بجسر أو في حالات لا تنفع فيها زراعة الأسنان. فلضمان نجاح زراعة الأسنان يجب توافر شروط معينة وهي:

ـ ان يكون المريض صحيحا معافى من بعض الأمراض التي قد تؤثر في العظم مثل الحالات المتقدمة من مرض السكري وهشاشة العظام.

ـ وجود عظم كافٍ في العظم السنخي المراد الزرع فيه حيث ان هذا العظم هو من النوع الوظيفي والذي غالبا ما يتآكل عند فقدان السن المغروسة فيه. ولضمان نجاح الزراعة يجب أولا استعاضة العظم المفقود ومن ثم اتمام الزراعة وهذا يتطلب الكثير من الجهد والمال والوقت. في البداية يجب فحص حالة الأسنان فحصا دقيقا والأهم معرفة حالة صحة المريض قبل الشروع في أي علاج.

ـ بُعد العظم المراد الزرع فيه عن التجاويف الأنفية وأعصاب الفك.

والحالات التي يفضل فيها استخدام الجسور على الزرعات:

ـ عندما يرفض المريض فكرة الزراعة أصلا كونها نوعا من أنواع الجراحة والتي تخيف البعض مع العلم ان هذا خطأ فادح من قبل المريض كون زراعة الأسنان أفضل بكثير من الجسور وهنا يتطلب من الطبيب المعالج أن يبذل جهده في اقناع المريض بأهمية الرجوع عن هذا الخطأ.

ـ عندما تكون الأسنان المجاورة للسن المراد تعويضها متهالكة وتحتاج في المقام الأول الى تغطيتها بتيجان لضمان بقائها وفي هذه الحالة يفضل الأطباء الجسور على الزراعة. - عند عدم توافر الشروط التي ذكرتها أعلاه لضمان نجاح زراعة الأسنان.

- عدم قدرة المريض على دفع تكاليف الزراعة وبحثه عن طرق علاج أقل تكلفة، حيث ان زراعة سن واحدة تكلف مابين الستة الى ثمانية ألاف ريال سعودي، بينما يكلف الجسر الواحد دون أي علاجات أخرى ما بين الثلاثة والخمسة آلاف ريال سعودي.

* أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاما وقد عملت تقويما لأسناني منذ سنة تقريبا وما زلت ألبس مثبتات الأسنان بانتظام، وقد نصحني طبيب التقويم بخلع ضروس العقل لمنع تزاحم الأسنان في المستقبل. فهل أخلع ضروس العقل مع العلم انني خائفة جدا من اخذ قرار مثل هذا؟

- هذا سؤال تقليدي وشائع بين الناس وأطباء الأسنان. فبعد مرور سنتين تقريبا منذ نهاية تقويم الأسنان فإن الأسنان ترجع الى وضع طبيعي جدا مثلها مثل أسنان أي شخص آخر لم تتعرض أسنانه الى تقويم وتحريك. ولكن أي أسنان طبيعية في هذا العمر معرضة الى الحركة والتزاحم وخاصة الأسنان الأمامية السفلى وقد يستمر هذا التزاحم مع كبر السن. ويعتبر ذلك طبيعيا جدا كنتيجة لعدة عوامل اختلف العلماء في صحتها. فالنظرية القديمة تلوم ضروس العقل كونها تبزغ في هذه الفترة من الزمان فإنها تضغط على الأسنان وتسبب تزاحمها. وشاع خلع ضروس العقل كإجراء روتيني لمنع تزاحم الأسنان وخاصة لهؤلاء الذين عدلوا أسنانهم بالتقويم. وبعد دراسات أخرى أكثر حداثة أثبت العلماء ان السبب الحقيقي ليس ضروس العقل وانما يعود الى طريقة نمو الوجه والفكين وخاصة الفك السفلي، وان نموه الذي يمتد الى ما بعد عمر العشرين ونمو الأنسجة المحيطة يشكلان السبب في تزاحم الأسنان وليس ضروس العقل. لأن كثيرا من الناس الذين ليس لديهم ضروس عقل أو الذين خلعوها ما زالوا معرضين الى تزاحم الأسنان. وفي ظل وجود هذه الدراسات انقسم أطباء الأسنان الى من يؤيد النظرية الأولى وآخرين يؤيدون النظرية الثانية. والصحيح ان النظريتين صحيحتان ويمكن ان تكونا مجتمعتين السبب المشترك خلف تزاحم الأسنان. وبطبيعة الحال قد يختلف السبب باختلاف الانسان ووضع ضروس عقله ونموه.

وبالنسبة لحالتك فإن طبيب التقويم هو أفضل من يقرر الخلع من عدمه. وهنا ألخص لك الحالات التي يفضل فيها الخلع وتلك التي يفضل فيها عدم الخلع:

1- اذا كانت ضروسك منطمرة ومائلة وليس لها فراغ كافٍ لبزوغها فيجب خلعها من باب الوقاية من تزاحم الأسنان.

2- اذا كانت ضروس العقل مصابة بالتسوس أو بالتهاب اللثة المزمن ينصح أيضا بخلعها بأسرع وقت ممكن.

3- اذا كنت تجدين صعوبة في تنظيفها ولا تستطيعين الاعتناء بها فيمكن خلعها مبكرا لمنع تسوسها في المستقبل.

4- اذا كانت ضروس العقل سليمة ولها فراغ كافٍ وليست مائلة فلا يجب خلعها ولكن يجب فحصها باستمرار عند طبيب الأسنان.

5- اذا كانت بعض ضروس العقل ناقصة فيجب خلع البقية الباقية، فمثلا لا يمكن ان نترك ضرس عقل في الفك العلوي دون مثيله في الفك السفلي كونه سيستمر في البزوغ حتى يرتطم بالفك السفلي وذلك قد يسبب مشاكل في الاطباق والتهاب في اللثة وغير ذلك من المشاكل. وأحيانا أخرى فان وجود ضرس عقل في جهة واحدة فقط قد يسبب ميلان الأسنان الى الجهة الأخرى أو تزاحما في جهة أكثر من الأخرى. ففي هذه الحالات فإن خلع ضروس العقل المتبقية ضروري جدا.

وفي جميع الأحوال فان الاستمرار في لبس المثبتات أمر ضروري جدا لمنع حدوث أي تزاحم في المستقبل .

* أستاذ مشارك واستشاري تقويم الأسنان [email protected]