بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

تحكم بشهيتك.. من دون دواء

* من الممارسات اليومية الخاطئة التي تدور حول مائدة الطعام، استعمال البعض من الناس أطباقا كبيرة الحجم لوضع الطعام بها وكذلك ملؤها أكثر من مرة واحدة، فتكون النتيجة الحتمية في البداية شعورا بالتخمة والتلبك المعدي ثم لا يلبث هذا الشخص أن يتعود على هذا السلوك الغذائي الخاطئ ويصبح وضعا طبيعيا بالنسبة له وتكون النهاية الحتمية إصابته بالسمنة والوزن المفرط.

وبالرغم من أن أكثر الناس الذين يأكلون أكثر من طاقتهم وحاجتهم الفعلية يدركون أنهم قد تناولوا كفايتهم من الطعام وأن عليهم أن يتوقفوا عن تناول المزيد منه، إلا أن الأمر، في أغلب الأحيان، لا يزال صعبا على البعض منهم فلا يستطيعون التحكم في شهيتهم نحو تناول المزيد من الطعام.

عيادة كليفلاند الأميركية تعرض بعض الاقتراحات لمساعدة مثل هؤلاء الأشخاص على وقايتهم من الاصابة بالتخمة دون اللجوء الى استعمال الأدوية:

- أن يتعود مثل هؤلاء الأشخاص على استعمال طبق صغير الحجم في وجباتهم اليومية، فذلك يجعلهم يرون أن الصحن يبدو أكثر امتلاء وكمية الطعام كافية لسد حاجتهم.

- أن يضع الواحد منهم كمية من الطعام تلائم حجم هذا الطبق الصغير، وأن لا يغري الشخص نفسه بتعبئة الطبق للمرة الثانية.

- أن لا يتعود حمل طعام جاهز للأكل في حقيبته، وكذلك ألا يتقبل شيئا من الآخرين، وألا يشتري من الأطعمة الجاهزة السريعة.

- إبعاد أطباق الطعام الكبيرة التي لا تزال تحتوي على بقايا الطعام عن الأنظار حتى لا تغري بتناول المزيد منها، والتخلص منها بسرعة بتخزينها في حاويات خاصة بالتخزين في الثلاجة.

بالطبع هذه الخطوات تعتمد على تأثيرها النفسي ومدى قناعة الشخص بفائدتها وإيجابيتها على صحته وعدم الوصول الى درجة التخمة بعد تناول الطعام.

ألم الصدر.. عرض شائع عند السيدات

* من الأعراض المرضية التي تصيب السيدات ويهملها البعض منهن، خطأً، أو تبالغ أخريات في وصفها، خطأً أيضا، ألم الصدر أو الثدي تحديدا.

فإهمال هذا العرض، من قبل البعض، قد يخفي وراءه مرضا خطيرا كسرطان الثدي الذي ارتفعت نسبة الاصابة به حتى وصلت أخيرا الى امرأة واحدة من كل عشر نساء.

والتركيز عليه من قبل الأخريات، ومن دون داع طبي، يجعل المرأة تعيش في وهم وخوف وهلع وقد يصل الأمر بها الى درجة الوسوسة المرضية.

إذن كيف للمرأة أن تتصرف في هذه الحالة؟

ألم الصدر أو الثدي مشكلة شائعة عند السيدات الشابّات صغيرات السن على وجه الخصوص، ثم يقل حدوثه مع تقدّمهن في العمر.

هناك من الشابات من يشكين من ألم مستمر وثابت في الصدر، ومنهن من يصفن هذا الألم بأنه يجيء ويذهب بمرور الوقت.

إن من أكثر الأسباب شيوعا لحدوث مثل هذا الألم عند السيدات ما يلي:

* الاضطرابات والتغيرات الهورمونية المرتبطة بالدورة الحيضية الشهرية للمرأة.

* الاحتفاظ بالماء وتخزينه داخل الانسجة، وهو أمر يحدث عند الكثيرات من النساء، ويكون في أغلب الأحيان أثناء الدورة الحيضية.

* حدوث إصابة أو جرح في الصدر.

* حدوث عدوى في أحد الثديين.

* خلال مراحل الحمل وكذلك في فترة الارضاع من الصدر.

* الاصابة بسرطان الثدي، بالرغم من أن هذا المرض نادرا ما يسبب ألما بالصدر.

إن الألم الذي يستمر طويلا أو يتكرر حدوثه باستمرار يجب أن لا يهمل بل يناقش مع الطبيب المختص، لتحديد مصدره وعمل الفحوص الطبية اللازمة إذا استدعت الحالة سعيا للتشخيص المبكر لسرطان الثدي.

الوقاية من التهابات الكلى

* إن من الأخطاء الشائعة أن يتعود البعض الاحتفاظ بالمثانة البولية ممتلئة لمدة طويلة وعدم إفراغها فور الاحساس بالامتلاء، ويكون من سلبيات ذلك الاصابة بالتهابات المجاري البولية وخاصة التهاب الكلية نفسها وما يتبع ذلك من معاناة طويلة نتيجة تكوين حصوات الكلى أو الفشل الكلوي.

وتحدث الإصابة بالتهابات الكلى، في معظم الحالات، نتيجة انتقال العدوى من منطقة المجاري البولية (الحالب أو المثانة البولية) صعودا الى إحدى الكليتين أو كليهما.

وترتفع نسبة خطر اصابة الكلى بالعدوى البكتيرية في حالة وجود تاريخ مرضي لحصوات بولية أو التهابات متكررة في المثانة.

ويكون الخطر أكبر أيضا إذا كان عند الشخص إصابات أو التهابات مزمنة أو مرتجعة في المنطقة البولية، أو أنه أصيب بعدوى سببها إحدى السلالات العنيفة من البكتيريا.

إن الوقاية من مثل هذه الالتهابات ممكنة، وذلك باتباع طرق بسيطة يمكنها أن تساعد على منع أو تخفيض خطر الاصابة بعدوى الكلى، ونذكر منها ما يلي:

* عند الاصابة بعدوى في منطقة المجاري البولية، يجب عرض الحالة فورا على طبيب متخصص في أمراض المسالك البولية والذي يصف، بدوره، المضاد الحيوي المناسب وبالجرعة المناسبة للقضاء على البكتيريا فورا.

* بعد التبوّل، يجب غسل المنطقة جيدا، أو المسح من الأمام إلى الخلف لتقليل فرص انتقال البكتيريا من منطقة الشرج ودخولها الإحليل.

* ينصح بالتبوّل مباشرة بعد عملية الاتّصال الجنسي.

* أن يتعود الشخص التبول فور الاحساس بالرغبة ولا ينتظر طويلا لافراغ المثانة.

* أن يتعود شرب الكثير من السوائل (بين 1.2 لتر و 2.5 لتر) في اليوم.

* ومن العصائر المفضلة هنا، شرب عصير التوت البري، فهو يساعد على السيطرة على بعض أنواع من البكتيريا التي يمكن أن تسبّب العدوى.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة