عرق النسا

د. عبير مبارك

TT

* يتعلق ألم عرق النسا بالعصب الوركي، الذي يعد أطول وأقوى وأسمك أعصاب الجسم. ويمكن لهذا العصب أن يتحمل ثقلاً يبلغ وزنه 700 كيلوجرام قبل أن يصاب بالتمزق.

وتتحكم جذور العصب الوركي في الحركة والإحساس وتؤدي أيضاً مجموعة أخرى من الوظائف المختلطة عبر العظام والعضلات والجلد. وهذه الجذور تنقسم إلى فرعين يمران خلال العمود الفقري إلى الوركين ومن ثم إلى كل رجل.

يبدأ ألم عرق النسا في أسفل العمود الفقري ويمتد عبر الأرداف إلى مؤخرة وجانبي الساقين ثم إلى القدم وأصابع القدم. ويصيب من هم بين عمر الأربعين والخمسين، وفي الغالب ذو الأوزان الزائدة.

من أهم أسباب عرق النسا، الانزلاق الغضروفي (الديسك)، التهاب العصب الوركي، وجود تضيق في مجرى الحبل الشوكي، أو بسبب عدوى ميكروبية، أو الإصابة بكسور الحوض أو الفخذ، أو وجود ورم في أسفل العمود الفقري.

يشكو المريض من التنميل، والذي يعد عرضا مميزا وأساسيا للمرض، في أحد الجانبين أو ألم أسفل الظهر والعجز والساق. وقد يكون الألم خفيفاً نسبياً أو قد يبدأ شديداً متركزاً في منطقة الظهر والساق، الأمر الذي يجعل أي حركة تسبب ألما مبرحاً للمصاب.

وتزداد الأعراض سوءاً مع السعال أو العطس والحركة التي تضغط على العصب الوركي، كثني الجذع للأمام، أو ثني الوركين مع فرد الركبتين.

قد يستمر الألم طوال اليوم مما يصعب على المصاب إيجاد وضع مريح يخفف من حدته، أو يحدث الألم بين الحين والآخر على شكل الم حاد. وفي حالات نادرة إذا كان السبب وجود فتاق شديد بالديسك مع إصابة جذور عصبية أخرى، فقد يشكو المريض من عدم القدرة على التحكم بالبول والبراز، كما قد تصاب إحدى الساقين أو كلتاهما بالضعف .

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]