الكتاراكت (المياه البيضاء)

د. عبير مبارك

TT

* الكتاراكت أو المياه البيضاء هي إعتام العدسة الشفافة الموجودة داخل العين، فتبدو العدسة كالزجاج المتسخ بالغبار. وفي الوضع الطبيعي تقوم هذه العدسة بتركيز أشعة الضوء على الشبكية في الجزء الخلفي من العين لخلق صورة دقيقة لما نراه. وعند الإصابة بالمرض فإن أشعة الضوء لا تستطيع النفاذ منها بسهولة فتصبح الصورة مشوشة، ويستغرق الأمر عدة سنوات حتى تبلغ درجة العتمة حداً يمنع الضوء من الوصول إلى الشبكية تماماً أو تفريق أشعة الضوء. وعند بلوغ هذه المراحل يحدث فقدان البصر.

من أهم أسباب المياه البيضاء، التقدم في السن أو الشيخوخة، فتفقد العدسة مرونتها، وتقل شفافيتها وتصبح أكثر سمكاً، فتنضغط الألياف المكونة للعدسة وتصبح العدسة أكثر صلابة. وعلاوة على ذلك تبدأ جزيئات البروتين في العدسة بالالتصاق معاً فيتحول اللون من الشفاف إلى المعتم.

وتشمل الأسباب الأخرى للمياه البيضاء: العامل الوراثي، إصابات العين، وبعض العقاقير الطبية كالكورتيزون، والمشاكل الصحية كمرض السكري، تناول الكحول والتدخين، والتعرض للشمس لفترات طويلة.

وفي حالات نادرة لدى إصابة المرأة الحامل بالحصبة الألمانية خلال الشهور الثلاثة الأولى من فترة الحمل قد يولد الطفل مصاباً بالكتاراكت.

لا تسبب المياه البيضاء أي آلام في العين، ويصل المرض إلى مراحله الأخيرة ببطء،ويصاب البصر بدايةً بالتشوش أو الغباشة وتشوه الصورة المرئية، ويسبب وهج الضوء الشديد وأشعة الشمس الضيق للمصاب.

كما قد يزداد قصر النظر في المراحل المبكرة من المرض بسبب كثافة العدسة التي تشتت الضوء، وبالتالي تسوء الرؤية ليلاً وتصبح الألوان أقل حيوية.

قد لا تحتاج الكتاراكت علاجا على الإطلاق إذا كانت الرؤية مشوشة بصورة بسيطة. ويمكن أن يساعد تغيير النظارة الطبية على تحسين الرؤية لفترة معينة. ولا يمكن استخدام الأدوية أو قطرات العين أو تمارين العين أو النظارات الطبية في علاج الكتاراكت بعد حصول المرض، حيث ان الجراحة هي الوسيلة الوحيدة لإزالتها، خاصة في حالة عدم قدرة المريض على الرؤية بوضوح وعدم تمكنه من ممارسة حياته، حيث تتم إزالة العدسة من العين.

وفي معظم الأحيان تستعيد العين قدرتها على التركيز على الأجسام القريبة بعد زراعة عدسة بديل .

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]