لماذا تبقى الذكريات المؤلمة لصيقة بالدماغ؟

العثور على «صمغ» في مناطق تشكّل الذاكرة

TT

> في كشف علمي قد يساعد في علاج مرض الزيهايمر (خرف الشيخوخة) وحالات اضطراب الذاكرة الناجمة عن حدوث الصدمات، عثر العلماء على «الصمغ» الذي يتم من خلاله التصاق الذكريات المؤلمة، مثل الخوف، بالدماغ.

واظهرت دراسة جديدة لباحثين في كلية الطب بجامعة إيموري الاميركية ان هذا الصمغ يظهر على شكل بروتين يطلق عليه اسم «بيتا ـ كاتينين» beta-catenin ، مهمته الحفاظ على بنية الخلايا، كما انه حيوي لتطور ونمو الجنين.

ويرسل هذا البروتين اشارات مبكرة في عدد من الاحياء، التي تشمل الحشرات والضفادع والفئران، تؤدي مهمة تشكيل وفصل الجانب الامامي عن الجانب الخلفي او الجزء الاعلى عن الجزء الاسفل للاجنة. كما انه يؤدي مهمة «اللصق»، اذ يشد هيكل الخلية الداخلي نحو البروتينات التي توجد على غشاءاتها الخارجية، التي تقوم بدورها بشد الخلية مع الخلايا المجاورة.

ودرس الباحثون تأثير هذا البروتين على ذاكرة الخوف لدى الفئران. وقال كيري ريسلر الباحث بجامعة ايموري انه وخلال تشكيل الذاكرة فان تغيرات بنيوية تحدث داخل نقاط التشابك العصبي وهي مناطق الاتصالات بين الخلايا العصبية. واضاف ان الباحثين يعتقدون ان «بيتا ـ كاتينين» قد يكون الموقع الرئيسي للتغيرات التي تتم في نقطة التشابك العصبي لدى تشكل الذاكرة.

وكانت دراسات سابقة قد عثرت على عوامل اخرى تتحكم بمشاعر الخوف، ومنها عثور احدى الدراسات على الجين المحدد لـ «عامل الخوف»، الذي يتحكم بالخلايا العصبية داخل الدماغ عندما يتعرض الفأر الى الخطر. كما وجدت دراسة ثانية ان بمقدور الدماغ ان يتعلم على الخوف من أمر ما، مثل لدغة النحل، وذلك عندما يشاهد احد الاحياء مشاعر الخوف من اللدغة لدى واحد آخر. ودققت دراسة حديثة ثالثة في مشاعر الخوف لدى الرئيسات (مثل القرود) واللبائن الاخرى التي كان بامكانها التدرب على الخوف وتفادي الوقع ضحية الحيات <