فحوصات ما قبل الزواج ضرورية لانجاب أطفال أصحاء

أهمها فحص الدم.. والتهاب الكبد الفيروسي والأمراض الجنسية

TT

ينتظر الكثيرون فترة الأعياد حتى تصبح الفرحه فرحتين، فرحة الاحتفال بالعيد وفرحة الإعلان عن الارتباط بشريكة العمر وإعلان نشوء عائلة جديدة وحلم الأطفال وبناء العائلة، ولكن يبقى السؤال الذي ينغص على الشباب فرحتهم ويجعلهم في حالة ترقب وخوف أن لا تتحقق تلك الآمال والأحلام، وهو هل أشكو من شيء يمنعنى من الزواج؟

وهنا تأتى أهمية الفحوصات الطبية التي تجرى لراغبى الزواج من الشباب والفتيات، فالتعرف على المرض أو الداء قبل الزواج أو الحمل يسهل في حالات كثيرة علاجه، أو تجنب عواقبه ومضاعفاته أو على الأقل سيكون الزوجان على علم بتبعاته وأخطاره، كما أن لقاء راغبي الزواج أو الحمل بالطبيب يكون فرصة للإجابة عن كافة استفساراتهم ، وإعطائهم النصح والإرشادات المناسبة بناء على التاريخ المرضي والعائلي لكل منهم.

وهناك عدة دواع طبية لإجراء الفحوصات الطبيه قبل الزوج، منها تقدم الزوجه في العمر الذي قد تصحبه زيادة نسبة تسمم الحمل ووفيات الأطفال وزيادة نسبة الولادات القيصرية وكذلك نسبة الأطفال المولودين بخلل فى الكوروموسومات مقارنة بمن هن في سن العشرين، أو وجود أمراض وراثية لدى أى من العروسين، كما فى أمراض فقر الدم المنجلى والثلاسميا قد تورث للجنين في أشد صوره اذا كان الزوجان مصابان بالمرض أو حاملان له، أو وجود أمراض فيروسية أو مناعية أو جنسية لأحد الزوجين.

ومن الأمور المهمة جداً والتي تخفى على الكثير من الناس، تحديد فصائل الدم السالبة للزوجين وعدم التوافق بين فصائل دمهم، الامر الذي قد يؤدى إلى الإجهاض المتكرر أو الوفاة بعد الولادة ، وقد يكون أحد الزوجين مصابا بأحد الأمراض دون معرفته أو دون ظهور اى من أعراضه بعد كمرض السكري أو بعض أمراض القلب أو خمول الغدة الدرقية ونقص إفراز هرموناتها أو زيادة إفرازها.

والغرض الأساسى من تلك الفحوصات هو انجاب أطفال أصحاء دون مشاكل صحيه، ولتخفيف معاناة الزوجة أثناء الحمل بالعلاج المبكر لتجنب تعرضها لمضاعفات صحية أو معنوية ونفسيه قد يسببها العرض المصابة به دون علمها.

والاساس في الزواج وتكوين العائلة، هو إنجاب الأطفال، فتأتى الأهمية الكبرى لفحوصات ما قبل الزواج في معرفة قدرة كلا الزوجين على الإنجاب، فاكتشاف العقم وتحديد أسبابه مبكراً يسهم كثيرا في حل المشكلة قبل تحولها إلى معاناة، اذ ان الكثير من اسباب العقم وعدم القدرة على الانجاب قد تكون ثانوية ومن الممكن علاجها، قبل أن يتحول الأمر إلى معضلة ومصيبة تفتك بالعروسين ويدخل الحزن من الباب وتهرب الفرحة من الشباك.

وبما أن الهدف من إجراء الفحوصات والحصول على الاستشارة هو معرفة أن ما كان أحد الطرفين مصاباً بعرض صحى قد يؤثر على أداءه، ولاجتناب المشاكل الصحية التي قد تصيب الأطفال أو قدرة أحد الزوجين على الإنجاب، وحيث إن الزواج يجب أن يبنى على صراحة وثقة من الطرفين وأن بعض التحاليل تجرى بموافقة ومعرفة مسبقة من قبلهم، لذلك يجب شرح الامر للطرفين مجتمعين للأخذ بالاسباب والحلول المطروحة لحل المشكله الصحيه إن وجدت، ولتتم الفرحة وتصبح فرحتين.

ومن أهم الفحوصات التي تجرى للعروسين، فحص الدم لتشخيص أمراض فقر الدم مع تحديد نوع الهيموغلوبين في بعض الحالات للتعرف على فقر الدم المنجلي أو الثلاسيميا. التعرف على كمية الأجسام المضادة للحصبة الألمانية مع إعطاء التطعيم قبل الحمل في حالة عدم وجود مناعة. وكذلك فحص التهاب الكبد بالفيروس (بي) وتناول اللقاح في حالة عدم وجود مناعة ضده، والكشف عن بعض الأمراض الجنسية مثل الزهري و السيلان في حالات معينه، وأيضاً اختبار الكروموسومات لدى بعض الأشخاص حسب الضرورة، واجراء فحص للسائل المنوي للزوج وعمل مزرعة إذا وجد ما يستدعي ذلك، واجراء فحص للهرمونات الأنثويه والثدى للبعض الحالات وغيرها من الفحوصات الطبيه التي تجرى بعد التعرف على التاريخ المرضى والعائلى للعروسين والفحص السريري والذي على ضوئه يتحدد نوع ومدى الحاجه له.

* استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]