نصائح نفسية لمواجهة أزمة الأسواق المالية

عوامل نفسية تدفع المستثمرين للانغماس في المضاربات أو الهروب منها

TT

يبرز هنا علم جديد ألا وهو «سيكولوجية الاستثمار» بمعنى ضرورة العلم بالاعتبارات النفسية في عمليات المضاربة في البورصة وسوق المال عامة.

الاستثمار الناجح يعني الوعي بكافة العوامل المؤثرة في أسعار الأسهم وتداول العملات، بمعنى البحث الدؤوب عن الأسس، ومعرفة الأحداث السياسية العالمية اليومية ومجريات الأمور المؤثرة في السوق، وكذلك دراسة تاريخ عملة معينة أو شركة محددة وكيف يمكن التفاعل مع السوق مستقبلاً.

* عوامل التأثير

* هنا يأتي دور علم النفس، فالسوق قد يتفاعل أو يتجمد، يرتفع أو ينخفض لحدث ما أو غير ذلك، مما يفتح الأبواب على مصراعيها لفرصة ذهبية أو لاتخاذ موقف جديد يقلب الموازين.

وهناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في كل ذلك، منها:

> الخوف: أقوى العوامل قاطبة، فالمضاربون قد يبيعون خوفاً من انهيار الأسعار، أو خوفاً من فقدان مدخراتهم كلها مما يدفعهم للبيع بخساً في التوقيت الخاطئ.

> الارتباط: أن تقع في حب البورصة، لأنها درّت ربحاً في السابق مما يخلق ارتباطاً أبديا ينسى معه المرء التفكير في أمور وبدائل استثمارية أخرى.

> الطمع والجشع: إذا بدأ الطمع والجشع يزحفان عليك فقد تشتري بسعر عال جداً أو تشتري كمية كبيرة جداً من نفس المنتج مما يزيد الخطورة واحتمالات الخسارة.

> التفاؤل: التفاؤل غير الحذر، والمبالغ فيه، يدعو إلى نسيان الأساسيات ومعرفة توابع الأمور من بيع وشراء مما لا يجعلك قادراً على تفادي انهيار السوق فجأة ودون سابق إنذار.

> سلوك الانجراف: بمعنى الانجراف وراء الآخرين لأنهم اشتروا هذا السهم أو تدافعوا وراء تلك الشركة أو المؤسسة، أو باعوا هنا وهناك دون أدنى تدبر أو تفكير.

> ربط الأحداث بتوقيت محدد: بعض المستثمرين يربطون بين أحداث ما وفترة ما خلال مسيرة السوق ـ فقط ـ لأنهم قد تعودوا على ذلك.

* نصائح لمواجهة الانهيار

* لكن، الآن، إذا حدثت خسارة في انهيار البورصة أو سوق المال كما حدث، فماذا تفعل؟

* لك أن تتوقف - قدر إمكانك - عن أي إحساس سلبي وتقبل الأمر الواقع بشجاعة، استشر أهل الخبرة، تأمل وتحمل انخفاض أسعار أسهمك طالما أنك قد نصحت بعدم بيعها (الآن)، وتعلم أن إحساسك المكتئب سيقل يوماً بعد يوم، أما إذا نصحت ببيع أسهمك بسعر منخفض وبألم عظيم فلك أن تتقبل الأمر بشجاعة لأن في ذلك خطوة للأمام، فكر في الخطوة القادمة لأنها ستحمل بذور استعادة الخسارة.

مشاعر الألم لأي خسارة تعقبها حالة اكتئاب. وهذا أمر طبيعي، لكن إذا حاولت ونهضت وحولت مشاعرك تلك إلى أمر آخر (غير الانتقام وضرورة المكسب الفوري ـ هنا والآن ـ لتعويض بعض أو كل ما خسرته)، فلسوف تحزن أكثر وربما خسرت أكثر إذا تصرفت في عصبية واندفاع أديا إلى استدراج السوق لك وأنت مكسور وغاضب وعليك أن تدرس هذه الأسئلة.

* اتخاذ القرارات المالية

* كيف يأخذ الإنسان (العادي) قراراته المالية؟ للتدقيق في احتمالات الكسب والخسارة، الثواب والعقاب وعدم اليقين، ركز كل نشاطاتك الذهنية المرتبطة بالقدرة على التكهن والتصرف بشكل أفضل في كل خطوة قادمة. وهذا لا يعني بالضرورة إجراء حسابات رياضية دقيقة! > كيف يأخذ (الناس) قراراتهم الاجتماعية المالية؟ من الضروري رسم استراتيجيات معينة تشبه حال السوق كما لو كان اللاعبون يلعبون ألعاباً على الكومبيوتر أو بجهاز العاب «فيديو جيم». ترى ما هي النواحي الأدبية السلوكية والأخلاقية المرتبطة بالموضوع؟ وهي فرصة للتأمل والدراسة.

لم وكيف يختلف الناس في قراراتهم المالية؟ خاصة في ما يتعلق بعمليات التفكير، التدبير، التأمل، ثم اتخاذ قرار ما، في وقت ما، وتحت ظل ظروف ما!

* فهم الاتجاهات والسلوكيات

* وفي دراسة مهمة على مجموعة من المستثمرين في (سوق متخيلة) وجد أن المضاربة الممتازة، لم ترتبط بحسابات رياضية ولا قدرات حسابية لكنها تطلبت من أصحابها فهما متعقلا لاتجاهات الآخرين وسلوكياتهم وطريقة تفكيرهم، ولاتجاهاتهم هم أنفسهم إذا كانوا مكانهم، أما هؤلاء الباحثون في مدينة المال نيويورك، فلقد وجدوا أن التتابعات العصبية والسلوكية للخسارة في سوق البورصة، لم تمنع أصحابها من الاستمرار في المضاربة في السوق، بل إن حالة من الهياج والرغبة في الاستمرار طالما كان هنا (مال) و(أمل) تثير صاحبها إلى أبعد الحدود.

في كل الأحوال فإن نشاط الذهن يكون مرتبطاً إلى حدِ بعيد بدورته الكيميائية العصبية، ونمط الشخصية وأبعادها، ونمط السلوك تجاه الأمور المختلفة وليست تلك المحددة بالسوق فقط. واليك بعض التصورات للتمييز بين أمرين والاختيار بينهما:

* القدرة على الحدس.. مقابل القدرة على التفهم وحلّ المشكلات بطريقة علمية.

* تجنب تنظيم رأس المال وحساب المستقبل.. مقابل التنظيم والتخطيط لكل شيء.

* الاندفاعية.. مقابل اتخاذ القرار بشكل متأن مدروس وهادئ.

* تضخيم صانع القرار.. مقابل وضعه في مكانه المناسب والصحيح.

* المهتم بنفسه ومكسبه فقط.. مقابل الذي يعمل في إطار مجموعة أو فريق.< المقامرة ليست شطارة نفسياً المكابرة والمغامرة والمقامرة خطر يجب التوقف عنه لأنه لا يعني الشطارة لكنه يعني أن هناك عيوباً في الشخصية اسأل نفسك بأمانة: إذا كان ضرورياً أن نتوقف فلم لا؟ خذ نفساً عميقاً من الأنف وأطلقه من الفم. استنشق! وعليك بالأمور التالية: - الهدوء: هدوء النفس والذهن والجسم.

- الثقة: الثقة بالنفس في كل قراراتك السابقة الناجحة حتى تلك التي في الأمور الصغيرة.

- الشجاعة: شجاعة الانسحاب والتوقف، شجاعة تحمل الخسارة، وشجاعة المواجهة أياً كانت.

- أخرج من فمك التوتر والشدّة والضغط.

- صحتك هي الأهم والمال يأتي ويذهب.