هندسة الأنسجة وتقنيات العلاج الترميمي

في ندوة جدة العالمية لطب الأسنان

TT

إننا، باعتبارنا كائنات بشرية، نسعى دائماً إلى الكمال، وهذا هو هدف وطموح أطباء الأسنان بشكل عام، لكن التحدي يكمن في كيفية تحقيق ذلك! إن الأسلوب الواقعي في التعامل مع الحالات، للوصول إلى علاج ملائم هو الإجابة الأكثر واقعية. وعليه فإن الهدف الأساسي تقديم العلاج الأمثل لاستعادة السن وظيفته الطبيعية.

وتعتبر هندسة الأنسجة من الطرق الجديدة نسبياً في الطب التجديدي للأسنان. ووفقاً لهذا المفهوم، فإن الجسم البشري بإمكانه التجدد عبر الخلايا السلالية والسقالة وعوامل النمو. ويعد طب الأسنان أو الجراحة التجميلية هو المجال الأكثر تميزاً بين طرق العلاج المختلفة في المجالات الطبية المتعددة.

استضافت «صحتك» عددا من الأطباء العالميين البارزين في مجال طب الأسنان المشاركين في ندوة جدة العالمية لطب الأسنان 2008 المقامة اعتبارا من هذا اليوم الأحد، وعلى مدى الأيام الخمسة المقبلة من هذا الأسبوع، التي ينظمها مستشفى الملك فهد العام بجدة بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسنان. وسوف يفتتح، مساء هذا اليوم، فعالياتها الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز آل سعود، محافظ جدة.

هندسة الأنسجة

* يقول البروفيسور مينورو يودا Minoru Ueda، أستاذ جراحة الوجه والفكين وأستاذ هندسة الأنسجة لطب الأسنان بجامعة ناجوي باليابان، ضمن الدراسة التي يقدمها في هذه الندوة، إنه تم، منذ عام 1984 تطوير الأنواع المختلفة من الأنسجة والأعضاء باستخدام خلايا حية عبر اللجوء إلى مفهوم هندسة الأنسجة، وأشار إلى تجدد أنسجة العظام والجلد، حيث يعتقد الكثيرون بأنه النسيج الموحي بالأمل والمتاح طبياً في المستقبل القريب.

وكمثال على ذلك، يذكر البروفيسور مينورو يودا تضخم الحرف السني لإجراء جراحة زرع الأسنان. ففي حالة إجراء زراعة الأسنان، تكون العظام المتاحة هي مفتاح الوضعية الناجحة في الفك السفلي. وعندما تقل ثخانة العظام الموجودة بين الجيب والقشرة السنخية عن 5 ملم، يكون من الضروري زيادة ثخانة طبقة الجيب عن طريق الحشو، وذلك لتدعيم التثبيت الدائم المطلوب. ويقول إنه تم فحص أنواع كثيرة من مواد الحشو وعرضها للاستخدام الطبي من اجل توفير عظام صالحة وملائمة. أما مواد الحشو الأخرى (مثل الحشو الهيتروجينيك)، فقد تتسبب في نقل الأمراض، كما أن المادة الصناعية لا يمكن أن تحل محل النسيج الطبيعي لاحتوائها على نسبة قليلة لا تساعد على تكوين العظام.

وبالإضافة إلى ذلك فقد قام البروفيسور مينورو يودا بتطوير العظام الملقحة باستخدام تقنيات خاصة، إذ ان العظام الملقحة هي إحدى الطرق المتوقعة في نظام ربط الخلايا لتجديد العظام وذلك لملاءمتها لمكان الإصابة. كما قام بتجربة العظام الملقحة على 16 مريضاً، وجرى تقييم النتائج خلال عامين من تاريخ إجراء أول جراحة، حيث تم تثبيت 41 مثبتا مع العظام الملقحة ونجحت جميع عمليات دمج العظام طبياً. كما أظهرت الأشعة المقطعية، أن زيادة نسبة تمعدن النسيج بلغت 8 ملم.

ويمكن أن يوفر علاج هندسة النسيج في طب زرع الأسنان النتيجة الجمالية الأمثل، والرضا للمرضى، بل يفتح كذلك مجالاً جديداً أمام جراحي زراعة الأسنان.

خيار العلاج الخزفي

* أوضح البروفيسور دان ناثانسون Dan Nathanson، أستاذ ورئيس قسم العلوم الترميمية والبيولوجية بمدرسة بي يو لطب الأسنان الأميركية في بوسطن بولاية ماساشوستس، أنه سيتحدث ضمن بحثه في هذه الندوة عن أن علم تجميل الأسنان قد أصبح معروفا للمتخصصين والعامة في جميع أنحاء العالم، لكن غالبا ما يصاب المرضى بخيبة أمل عندما لا تتوافق نتيجة الجراحة مع آمالهم وتوقعاتهم الكبيرة، في حين انه يمكن بالاتصال الصحيح والتخطيط الجيد للمعالجة، كذلك باختيار الأدوات المناسبة، التقليل من الإحباط. ويضيف أنه بناء على ذلك سوف يبحث احتياجات مرضى تجميل القطع الأمامية للأسنان، ويركز على الأخطاء الشائعة وطرق تفاديها أو كيفية معالجتها، ويقدم تعريفا للحالة الطبية وتوفر المعلومات عن نظم خزافة الأسنان، واقتراحات سليمة بشأن خطط العلاج المثلي واختيار المواد الملائمة.

وعن تطور نظم التقنيات والمواد الجديدة في طب الأسنان الحديث، يؤكد البروفيسور دان ناثانسون بأن ذلك يعود بالنفع الكبير على المرضى. أما بالنسبة لطب الأسنان، فإن كثرة خيارات العلاج الترميمي تكون أحيانا مربكة، بل كثيرا محبطة، إذ ان التقنيات الجديدة الخاصة بالمعالجات الترميمية، كذلك جميع نظم العلاج الخزفي تتطلب فهما جيدا للاستخدامات المثلي والإرشادات الصحيحة، كذلك لحدود كل نظام. ولهذا سيتم تقديم الملاطات الراتينية وخزافة الأسنان ولواصق الجيل السابع وانتقادها. هذه باختصار خلاصة لنظم الترميم المؤقت باستخدام المعلومات المستندة إلى أدلة وصف الحالة الطبية وفقا لنقاط القوة ونقاط الضعف والمنهج السليم للاستخدام الطبي ودواعي اللجوء إليه.

مضاد ميكروبي لمعالجة الجذور

* ومن دولة الإمارات العربية المتحدة، تشير الدكتورة جميلة محمد العوادي، بأنها قامت بعد الحصول على موافقة لجنة الأخلاقيات، بإجراء بحث يهدف الى تقييم فعالية مضاد الميكروبات هيبوكلورايد الصوديوم مع أو من دون استخدام الأوزون في أثناء معالجة لب الأسنان عمليا. وقد اخضعت في هذه الدراسة 100 مريض، تم سحب عينات بكتيرية عند الخط الأساسي D1 ثم بعد عملية الإعداد الميكانيكي الكيميائي والإرواء D2 باستخدام إما هيبوكلورايد الصوديوم مع الهواء بنسبة 0.5% (n=38) ، أو باستخدام هيبوكلورايد الصوديوم الأوزوني (n=42) مع الهواء، أو الأوزون المضاعف مباشرة من أداة المعالجة بالأوزون. وبعد ذلك قامت بإحصاء البكتيريا المزروعة التي تمت إزالتها من جذور الأسنان.

وتقول إنها استنتجت، باستخدام إشارات اختبارات (مان ـ وايتني يو)، وجود اختلاف إحصائي كبير بين هيبوكلورايد الصوديوم ومجموعة هيبوكلورايد الصوديوم المعقمة بالأوزون، وذلك في نسبة الانحسار البكتيري مع ظهور القليل من الميكروبات في أنظمة القناة في مجموعة الأوزون وفقاً لقياس الانحسار البكتيري.

وعليه فإن هذه الدراسة تستنتج أن لكل من مجموعتي سائل الإرواء القدرة على تقليل عدد الميكروبات الموجودة في قنوات جذور الأسنان المصابة بصورة طبيعية، ويعتبر هيبوكلورايد الصوديوم المعقم بالأوزون مضادا بكتيريا أكثر فاعلية في عملية علاج قناة العصبRCT بالمقارنة مع الهواء وهيبوكلورايد الصوديوم.

مرض السكري والتهاب دواعم السن

* ومن مصر، أوضح الدكتور محمد عبد المنعم إبراهيم، أن الكثير من التقارير العلمية قد أثبتت أن التهاب دواعم السن يمكن أن يؤثر في التحكم بنسبة السكر لدى المرضى المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري، مما يدل على وجود علاقة بين مرض السكري والتهاب دواعم السن.

وفي هذه الندوة يقدم نتائج دراسة قام بإجرائها على 45 مريضا تتراوح أعمارهم بين 40 ـ 50 عاما، جميعهم مصابون بالتهاب دواعم السن المزمن. تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى تتألف من 15 مريضا لا يعانون سوى من التهاب دواعم السن، أما المجموعة الثانية فتتألف من 15 مريضا جميعهم مصابون بالنوع الثاني من مرض السكري وهو تحت السيطرة، بينما يعاني مرضى المجموعة الثالثة الـ15 أيضا من النوع الثاني من مرض السكري، لكنه خارج نطاق السيطرة. وقد خضع جميع المرضى للفحص: أولا بقياس السكر أثناء الصيام، وقياس مستويات الهيموغلوبين السكري، ثم وصف علاج غير جراحي لالتهاب دواعم السن وتناول مضاد حيوي (دوكسي سيكلين) مرتين يوميا، وآخر موضعي بنسبة (0,12%)، بالإضافة إلى اتباع برنامج متابعة لمدة ثلاثة أشهر. وبعد مضي ثلاثة أشهر، تم رصد المؤشرات الطبية لسكر الجلوكوز والهيموغلوبين السكري مرة أخرى وتم تحليل معلومات الـBaseline مع تلك المسجلة بعد مرور ثلاثة أشهر.

وكانت النتيجة ظهور تحسن في المؤشرات الطبية بعد الخضوع لعلاج التهاب دواعم السن وتوافق ذلك مع انخفاض مستويات الهيموغلوبين السكري لدى مرضى السكري.

وعليه فإن هذه الدراسة تثبت أن علاج التهاب دواعم السن يرفع من نسبة التحكم في نسبة السكر لدى مرضى السكري. وعلى مرضى السكري الخضوع لبرامج الرعاية الصحية بصفة دورية لتحسين حالتهم الصحية.

مستقبل طب الأسنان في السعودية

* وأخيرا، أوضح الأستاذ الدكتور عبد الله الشمري، أستاذ طب الأسنان الترميمي وعميد كلية طب الأسنان والصيدلة بالرياض، أن تطور طب الأسنان بالمملكة العربية السعودية قد أثار اهتمام آلاف المتخصصين في طب الأسنان، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.

وأن المستقبل مشرق بالنظر الى التطور الهائل الذي يشهده طب الأسنان بالمملكة، سواء من حيث تجهيز الوحدات في كافة عيادات ومراكز الأسنان أو توفير الكوادر الطبية والفنية المؤهلة تأهيلا علميا عاليا للعمل في هذه الوحدات.

ندوة جدة العالمية لطب الأسنان 2008

* > تحت رعاية الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز آل سعود، محافظ جدة، تفتتح في مساء هذا اليوم الأحد 4 ذو القعدة 1429هـ الموافق 2 نوفمبر (تشرين الأول) 2008، فعاليات ندوة جدة العالمية لطب الأسنان 2008 تحت شعار (النظرة المستقبلية لطب الأسنان). ينظم الندوة مستشفى الملك فهد العام بجدة بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسنان خلال الفترة من 4 ـ 8 ذو القعدة 1429هـ الموافق من 2 ـ 6 نوفمبر 2008.

أوضح لـ«صحتك» رئيس المؤتمر الدكتور عبد المنعم حسن الشيخ، مدير عام المستشفى، أن من أهم أهداف هذا المؤتمر إتاحة الفرصة لاطلاع الأطباء على آخر المستجدات العلمية في مجال تخصصاتهم وتبادل الآراء والمعلومات مع الخبراء العالميين الذين يشاركون في الندوة. ومنهم: د. دنس تارناو أستاذ ورئيس قسم زراعة الأسنان بجامعة نيويورك، د. دان ناثانسون أستاذ ورئيس قسم العلاج التحفظي والتجميلي بجامعة بوسطن الأميركية، د. محمود توربنجاد أستاذ علاج جذور الأسنان جامعة لومالندا ـ كاليفورنيا، د. دريك ريتشارد استشاري الصحة العامة جامعة لندن المملكة المتحدة، د. مينورو يودا أستاذ جراحة الوجه والفكين وأستاذ هندسة الأنسجة لطب الأسنان جامعة ناجوي باليابان، بالإضافة إلى نخبة من الأساتذة أطباء الأسنان السعوديين من مختلف الجامعات السعودية والقطاعات الصحية بالمملكة.

وأضاف الدكتور محمد زهران، مساعد المدير للتخطيط والتطوير ومدير إدارة التدريب والتثقيف الصحي، أنه قد تم اعتماد «ثلاثين» ساعة تعليمية من قِبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لحضور الندوة وأخرى لعدد عشر ورش عمل مصاحبة.

وصرح رئيس اللجنة المنظمة ومدير مركز طب الأسنان الدكتور فوزي بن علي الغامدي، أنه سيتم خلال هذه الندوة استعمال احدث التقنيات في طب الأسنان والتعرف على آخر ما توصل إليه العلماء في التخصصات الدقيقة بطب الأسنان في مجال التركيبات الثابتة وزراعة الأسنان وهندسة الأنسجة لطب الأسنان وعلاج جذور الأسنان وطب أسنان الأطفال والطب المبني على البراهين، وذلك من خلال المحاضرات والمناقشات المفتوحة وورش العمل المقامة، ومن خلال المعرض الذي يضم أكثر من ثلاثين شركة متخصصة في مجال طب الأسنان تعرض احدث التقنيات والأجهزة والمواد المستخدمة في عيادات الأسنان، كذلك كل ما يتعلق بوسائل الوقاية من أمراض الأسنان <