ظاهرة «رينود»

د. عبير مبارك

TT

هو حالة تصيب جدار الشعيرات الدموية بالانقباض والتضيق فتؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى الأطراف. ويطلق على هذه الحالة مرض رينود عندما تحدث دون أي مرض مصاحب لها، وتعرف بظاهرة رينود عندما تحدث بمصاحبة أمراض أخرى كتصلب الجلد والذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي أو أي من أمراض النسيج الضام الأخرى.

وسميت برينود نسبة إلى مكتشفها الدكتور الفرنسيّ موريس رينود الذي قام بوصف الحالة لأول مرة في عام 1800 ميلادي.

يصيب المرض ثلاثة إلى أربعة في المائة من الناس، وقد ترتفع هذه النسبة إلى حوالي 30% في المناطق الباردة من العالم. وهو مرض يصيب النساء أكثر من الرجال بحوالي خمسة إلى تسعة أضعاف.

قد تحدث هذه الظاهرة مصاحبة لأمراض غير أمراض الأنسجة الضامة، كأمراض الكبد الناتجة عن التهاب الكبد الوبائي من نوعي (بي وسي)، وأيضا بسبب مزاولة بعض الأعمال اليدوية التي تؤثر على الأوعية الدموية في اليدين وتتلفها، لدى العاملين مثلا في الحفريات ويستخدمون أدوات ثقيلة تولد اهتزازات عنيفة وسريعة تؤثر على الشعيرات الدموية. وقد يؤدي استخدام بعض العقاقير الطبية إلى ظهورها أيضاً كمثبطات البيتا، والمدخنون أيضاً لديهم قابلية للإصابة بهذا المرض أكثر من غيرهم.

يصيب مرض رينود الأيدي والأقدام ولكن قد يصيب أيضاً الأذن والأنف بنسبة أقل. ويشعر المريض بتغير في لون أصابع اليد أو أصابع القدم فتصبح بيضاء لفترة بسيطة ثم تتحول إلى اللون الأزرق بسبب قلة الأكسجين الذي يصل إليها ثم تصبح حمراء اللون، يصحب ذلك الشعور بالألم والتنميل والبرودة، ويحدث ذلك فور تعرض المصاب للبرودة مثل الطقس البارد أو لدى ملامسة شيء بارد كتناول شيء بارد من الثلاجة وتحدث أيضاً عند التعرض للانفعالات العاطفية والغضب. وفي خلال خمس إلى عشر دقائق بعد التعرض لهواء ‏أكثر دفئاً تبدأ الشعيرات في التمدد ويستعيد الدم تدفقه.

يتم تشخيص المرض من خلال وصف أعراض المرض للطبيب والفحص السريري، وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض فحوصات الدم التي تساعد في معرفة أسباب المرض إن وجدت.

وتعد الوقاية أهم سبل العلاج، فالوقاية من حدوث النوبة تتم بتجنب التعرض إلى البرد ومحاولة تدفئة الجسم، كارتداء القفازات والجوارب في الطقس البارد، البعد عن مثيرات الغضب قدر الإمكان، مع الامتناع عن التدخين.

أما العلاج الدوائي فيكون بعلاج الأمراض المسببة للظاهرة إن وجدت أو بتناول أدوية لتوسيع الشعيرات الدموية تحت إشراف طبي.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]