حصى بلورية غريبة في الكلية.. بعد تناول الأطفال الحليب الملوث بالميلامين

تحذيرات دولية من الأخطار الصحية له

TT

* اعلنت منظمة الصحة الدولية عن حالات لم ترصد من قبل لحصى من البلورات في الكلية، لا يعرف كنهها، لعدد من الاطفال الصينين الذين تناولوا الحليب الملوث بالميلامين وهي مادة كيميائية عضوية غنية بالنيتروجين، توجد عادة على شكل بلورات بيضاء، ويكثر استعمالها في المصنوعات البلاستيكِية، وقد اضيفت، في عملية غش تجاري في الصين، الى الحليب المخفف لإظهاره وكأنه غني بالبروتينات. وقال انتوني هزارد، المستشار الاقليمي في المنظمة، ومقره في مانيلا، «لقد عرفنا بأن هذه الحالات هي حصى في الكلى ليست من النوع المعتاد، ولم يمكن رصدها بالأدوات التي ترصد بها حصى الكلى، كما ان بعض الحصى البلورية لم تظهر بالفحص بالاشعة السينية (اشعة اكس)».

ويقول الخبراء إن هذه البلورات قد تضر بالكليتين اكثر من ضرر حصى الكلية العادية. واضاف المستشار الدولي في حديث نقلته النشرة الصحية لوكالة رويترز بالانجليزية في 28 اكتوبر الماضي: «نعتقد، في هذه المرحلة، ان ارتباطا معقدا من نوعه بين الميلامين وبين حمض السيانوريك هو الذي يقود الى تشكيل هذه البلورات داخل القنوات الصغيرة جدا في الكلية التي تمر فيها، الأمر الذي يؤدي الى انسدادها تماما». ويماثل حمض السيانوريك الميلامين من الناحية الكيميائية. ولا يعرف الخبراء كيفية تسرب هذا الحامض الى الحليب إلا انهم يعتقدون انه اضيف اليه ايضا.

وتجدر الاشارة الى ان الغش التجاري حصل عندما اضيف الماء إلى الحليب الخالص لزيادة حجمه، ونتيجة لذلك انخفض تركيز البروتين في الحليب. وقامت الشركات التي تستعمل هذا الحليب لإنتاج مساحيق الحليب الجافة للاطفال بإضافة الميلامين لزيادة تركيز الحليب. وتؤدي اضافة الميلامين الى زيادة محتوى نيتروجين الحليب ومن ثم محتوى البروتينات الظاهرية فيه، ولا تجيز أية منظمة دولية اضافة الميلامين الى الغذاء.

وقد اخذت السلطات الصحية حول العالم بفحص جميع المنتجات التي يدخل في تركيبها الحليب الصيني للتعرف على آثار الميلامين السامة. وسحبت من التداول منتجات غذائية مشكوكا فيها ابتداء من الشوكولاتة واللبن الزبادي وانتهاء بالبيض الذي ثبت تلوثه ايضا، الامر الذي يعني تلوث الدجاج والحيوانات الاخرى ربما بسبب وجود الميلامين في علفها! وقد بلغ مستوى الميلامين الذي رصد في مساحيق حليب الرضع الجاف الملوّث 560. 2 مليغرام للكيلوغرام الواحد من الغذاء حسب منظمة الصحة الدولية، بينما لا يزال مستوى حمض السيانوريك في تلك المساحيق مجهولاً. وكانت وكالة الغذاء والدواء الاميركية قد وضعت في بداية اكتوبر (تشرين الأول) الجاري «الحدود القصوى» للتلوث بمادة الميلامين في مختلف الاغذية، عدا حليب الرضاعة، وحددتها بنسبة 2.5 جزء من كل مليون جزء .