الوسواس القهري

TT

يعتقد أغلب العلماء أن الوسواس القهري ما هو إلا اضطراب في كيمياء المخ، ويعتقد البعض الآخر أنه ينبع من مشاكل وصراعات لم تحل أثناء مرحلة الطفولة. وسبب الوسواس القهري في الحقيقة غير معلوم حتى الآن، ولكن المعلوم عنه أنه مرض غير خاضع للسيطرة من قبل المصابين به، ما لم تقدم لهم المعونة والمساعدة الطبية.

وتهاجم مرضى الوسواس القهري هواجس ودوافع قهرية بصورة مستمرة. وتظهر الهواجس كأفكار غير مقبولة وغير مرغوب فيها، غالباً ما تدور حول العنف والجنس أو الدين أو الأمور الحياتية. وتكون هذه الأفكار مصدرا للقلق.

أما الدوافع القهرية فهي سلوكيات مستمرة أشبه بالطقوس، فتلازم المريض الهواجس والوساوس باعتبارها وسيلة لتخفيف القلق الذي يعاني منه. ورغم أن من يعانون من سلوكيات الوساوس لا تظهر لديهم في أغلب الأحيان السلوكيات القهرية، إلا أن من يعانون من السلوكيات القهرية دائماً ما تكون لديهم وساوس.

غالباً ما يبدأ مرض الوسواس القهري في مرحلة المراهقة أو عند مرحلة البلوغ ويعاني المريض من القلق أو الاكتئاب. ومن دون اللجوء إلى المساعدة الطبية في هذه المرحلة قد يستمر المرض مدى الحياة.

ومن أهم أعراض مرض الوسواس القهري، الخوف المرضي مثل الخوف من العدوى أو التلوث،لاعتقاد المريض أن اتصاله بالأشخاص المحيطين به أو اتصاله بالعالم الخارجي كمصافحة اليدين أو التقبيل أو الدخول إلى المباني القديمة قد يسبب له المرض. ومن أمثلة السلوكيات القهرية ظهور أفعال غريبة متكررة، كعد كل خطوة أثناء السير،أو الهوس بالنظافة الشخصية كغسل اليدين عدة مرات متتالية، أو تنظيف المنزل باستمرار. وهذه التصرفات الغريبة قد تجعل المحيطين بهم ينبذونهم، وبالتالي يعيش المصابون في عزلة تامة.

والعلاج النفسي لهذا الاضطراب واستخدام بعض الأدوية يمكنها أن تساعد في تخفيف القلق بدرجة تحقق للمريض التوازن النفسي الذي يؤهله للعيش بصورة طبيعية