العلاج الإيحائي .. وصفة طبية أميركية شائعة

يقود إلى تحسن حقيقي في الصحة بفضل التوقعات النفسية

TT

* قال باحثون اميركيون ان الكثير من الاطباء في الولايات المتحدة يصفون علاجا ايحائيا (وهميا) لمرضاهم، ويعتبرون هذا ممارسة اخلاقية! وعادة ما يكون هذا العلاج غير ضار نسبيا مثل مسكنات الآلام. ومن بين 679 طبيبا ممارسا عاما ومتخصصا في علاج آلام المفاصل الذين يعالجون مرضى التهاب المفاصل، قال نصفهم تقريبا انهم يصفون العلاج الايحائي على الاقل مرتين الى ثلاث مرات شهريا. وقال معظمهم انهم لا يبلغون مرضاهم صراحة أنهم يعطونهم علاجا ايحائيا.

وقال الباحثون ان الفكرة هي ان هذا العلاج ربما يكون له “أثر ايحائي” أي انه يقود الى تحسن حقيقي في الصحة بفضل التوقعات النفسية للاستفادة منه، وليس من الأثر الفسيولوجي للعلاج.. وذلك في حالات ربما يكون فيها العلاج العادي غير ضروري.

وقال اكثر من 60 في المئة من الاطباء الذين شملهم الاستطلاع الذي نشر في المجلة الطبية البريطانية يوم 23 اكتوبر الماضي، ان وصف علاج ايحائي شيء جائز اخلاقيا. الا ان هذه التصرفات تتناقض مع المعايير التي حدددتها الجمعية الطبية الاميركية التي تؤكد ان من غير الاخلاقي استخدام علاج ايحائي دون ابلاغ المرضى بذلك بشكل واضح.

ونقلت وكالة رويترز عن الدكتور جون تيلبرت الباحث في مستشفى مايو كلينيك في روتشستر بولاية مينيسوتا الذي عمل بمعاهد الصحة الوطنية عندما اجريت هذه الدراسة: “لم يسأل أحد في واقع الامر، الاطباء الاميركيين بطريقة نظامية بشأن ما يعتقدونه حيال العلاج الايحائي”. ونادرا ما يقدم الاطباء الذين يصفون العلاج الايحائي اقراص السكر الذي يعتقد معظم اناس انها علاج ايحائي، الا انهم قالوا انهم وصفوا عناصر غير ضارة نسبيا مثل الفيتامينات وادوية مخففة للآلام تباع بدون وصفة طبية.

وللعلاج الايحائي دور مهم في البحوث الطبية. وبهدف اختبار تأثير علاج ما مثلا، تتعاطى مجموعة من المرضى في دراسة طبية العلاج المقترح بينما تتناول مجموعة اخرى علاجا ايحائيا ليس له فاعلية مثل حبوب السكر لاغراض مقارنة الفائدة. لكن الدراسات اظهرت ان اعطاء بعض المرضى علاجا ايحائيا يؤدي في بعض الاحيان الى تحسن حقيقي في الصحة بسبب توقعات المرضى بأن العلاج ربما يساعدهم .