الاكتئاب الشتوي.. يظهر في الخريف وينتهي بحلول الربيع

اضطراب موسمي ينتشر أكثر في مناطق العالم الشمالية

TT

س: يتدهور مزاج زوجتي في شهر يناير من كل عام. وهي تعتقد أن ذلك يحدث بسبب قدوم أعياد رأس السنة ثم ذهابها، إلا أني أظن العكس. هل هي تعاني من الاكتئاب؟

ج: قد تعاني زوجتك من «فراغ يناير» عابر، أو تعاني من الاضطراب الموسمي الفعال seasonal affective disorder (SAD)، الذي يُعرف باسم الاكتئاب الشتوي.

الاكتئاب الشتوي حالة شائعة، وهي تشكل نحو 10 في المائة من حالات الكآبة الرئيسية. وهي تظهر في بعض العائلات، الأمر الذي يدعو إلى الافتراض بأن منشأها جيني. وهي تنتشر في الأغلب بين سكان المناطق الشمالية، ويفترض أن قلة ضوء النهار يسهم في حدوثها.

الأشخاص الذين يتعرضون أكثر من غيرهم للاكتئاب الشتوي تظهر لديهم أعراضه كل عام في العادة، ابتداءً من الخريف؛ لتزداد في التراكم خلال أشهر الشتاء.

حزن وخمول

* ومثله مثل أنواع الكآبة الأخرى، فإن الاضطراب الموسمي الفعال يولّد الحزن، والخمول، والإجهاد، وفقدان الاهتمام في الناس الآخرين وفي الأعمال الأخرى، وتدنّي التركيز، والانزعاج. إلا أن الاكتئاب الشتوي يقود أيضاً إلى زيادة فترة النوم، وزيادة الأكل، في حين تؤدي أنواع الكآبة الأخرى إلى الأرق وفقدان الوزن. ويختفي الاكتئاب الشتوي، حتى إن لم تتم معالجته، بحلول الربيع. إلا أنه قد يُخلّف الشخص بديناً متغير الشكل. والعلاج يوفر الفائدة. وهناك عقار واحد هو «بابروبيون» bupropion Wellbutrin أجيز استخدامه لعلاج «الاضطراب الموسمي الفعال» إلا أن عقاقير SSRI المصنفة ضمن عائلة «بروزاك»، والأدوية الأخرى لعلاج الكآبة، فعّالة أيضاً. ونمط الحياة الصحي، الذي يشمل إجراء التمارين الرياضية بانتظام، والنظام الغذائي الجيد، والعلاقات الاجتماعية القوية، من الأمور المساعدة جدًّا.

العلاج الضوئي بمقدوره المساعدة أيضاً، فالذهاب إلى مناطق جنوبية، أو التعرض لإنارة صناعية أو المشي في أوقات النهار.. كلها مساعدة. كما يمكن توخي فائدة أكثر عند تعزيز ضوء الشروق بالإنارة الصناعية.

اسأل الطبيب عن الأجهزة الخاصة وعن الأدوية الموجهة لعلاج الاكتئاب الشتوي.

وعندما يضرب «الاضطراب الموسمي الفعال» ضربته، فإن برنامجاً من الأدوية وتغيير نمط الحياة، والإضاءة بمقدورها رفع الغيمة السوداء للكآبة. وهذا هو أفضل من أي هدية تلقتها زوجتك في موسم الأعياد المنصرم <

* طبيب - رئيس تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»

* (خدمات «تريبيون ميديا» خاص «الشرق الأوسط»)