جراحة تجميل خاصة.. للأنف العربي

تعتمد على خصائصه وتهدف إلى تدعيم غضاريفه وإعادة هندستها

TT

تعتبر جراحة تجميل الأنف من أكثر الجراحات التي تتطلب خبرات جراحية خاصة، فهي تتطلب مهارة فائقة وتقنية حديثة، وإلماما علميا كبيرا، تجميليا وطبيعيا.

إن مهمة طبيب التجميل مهمة تكميلية لكل ما منحنا من جاذبية وجمال. وعلم التجميل لا يستطيع أن يهبك أجزاء جميلة، بدلا من تلك التي خُلقت معك، لكن بلمسات من الجراح البارع والمتمكن، يمكن إضفاء لمسات جمالية على تلك الأجزاء الجميلة، لتظهر أكثر جمالا وتناسقا وتناغما. الدكتور بشار البزرة الاستشاري في جراحة الوجه والأنف والأذن التجميلية، وتعديل اعوجاج وبروز وإصلاح عيوب الأنف، مؤلف لأول مرجع علمي عن الجراحة التجميلية للأنف والوجه في منطقة الشرق الأوسط والخليج والعالم العربي، وأشار في البداية إلى أن سُمك وقوام جلد الأنف ونسيجه يختلفان من عرق إلى آخر، لذلك فإن الطرق المتبعة في جراحة تجميل الأنف عند الأوروبيين والعرق الأبيض لا تكون نتائجها حسب المطلوب، عند تطبيقها على عرق الشرق الأوسط والخليج العربي، وذلك بسبب اختلاف سُمك الجلد ونوعية ومرونة الغضاريف، بالمقارنة مع العرق الأبيض الأوروبي.

تجميل الأنف العربي

* وقد طور الدكتور البزرة طريقة خاصة ومبدعة في جراحة الأنف التجميلية، لتتماشى مع الأنف العربي، تعطي نتائج باهرة عند العرق العربي، والخليجي، والهندي، والصيني، والأفريقي. وقد تم نشـر هـذه الطـريقة الحديثـة في العديـد مـن الكتب والمجلات الطبية الأميركية والأوروبية.

حول هذه الطريقة، يقول الدكتور بشار البزرة إنها تعتمد على مبدأ تقليل الجراحة، ولكن في نفس الوقت يتم فيها تدعيم الغضاريف، وإعادة ترتيبها وهندستها، بشكل يحافظ على قوام الأنف وانسيابه، وتقليل المشكلات بعد العملية. ويوضح أن هناك الكثير من المشكلات التي قد تحدث بعد العملية، ليس للجراح الماهر يد فيها، أو سبب فيها، وتسمى بالمشكلات الالتئامية (healing problem)، حيث إنه يحدث نوع من التليف والتندب في فترة الالتئام بعد العملية في أي منطقة من الجسم، ودرجة التليف تختلف من عرق إلى آخر، ومن شخص إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى في الجسم.

إن عملية تجميل الأنف العربي، تحديدا، تتطلب مهارة فائقة بآلية حديثة وتقنية متطورة، ولذلك يجب ألا تمتد إلى الأنف والوجه يد غير مؤهلة، ولا تملك الخبرة العملية الكافية، ولا تعرف الدقائق والتفصيلات، ولا تحمل المؤهلات العلمية لذلك.

وفي الأنف، باعتباره عضوا أجوف وغير مدعوم بأنسجة تحتية، تكون درجة التليف أكثر من أي منطقة أخرى من الجسم. لذا، قد يحدث نوع من عدم التناظر بين فتحات الأنف، أو يحدث هبوط للفتحات، أو ضيق عند ذروة الأنف، أو حتى اعوجاج أو تعرجات. وهذه كما ذكرنا خارجة عن سلطة وإرادة الجراح، لأنها مشكلات التئامية، تتبع الطريقة التي سوف يلتحم ويلتئم بها الجرح.

التحضير للعملية

* كيف يتم؟ ومن هو الشخص المناسب لها؟ يجيب الدكتور بشار البزرة موضحا أن العلاقة الجيدة بين الطبيب ومريضه هي الخطوة الأولى والأساسية، التي تساعد على اتخاذ قرار إجراء العملية. وتتم هذه الخطوة بزيارة الطبيب، ثم الكشف لتحديد العوامل التي قد تؤثر على العملية، مثل العمر (وهو بين الرابعة عشرة، وحتى الستين)، وسُمك الجلد، وشكل الأنف، وتركيب عظامه، ومدى مرونة الغضاريف. ويتم فحص الأنف بالمناظير المتطورة، ويرى المريض مساري الأنف من الداخل على الشاشة ليطمئن، ومن ثم يكون هناك نقاش حول النتائج المتوقعة.

بعد ذلك يقوم المختص بدراسة شكل الأنف التقريبي، عن طريق برنامج محاكاة كومبيوتري متقدم، معد خصيصا لهذه الحالة، ويقوم بإجراء التعديل المناسب لملامح الوجه، حيث يستطيع المريض رؤية الشكل قبل إجراء العملية، والشكل المتوقع الذي سيكون عليه بعد إجرائها، وذلك بشكل نسبي وتقريبي.

في هذه المرحلة يتم أيضا إطلاع الشخص على أرشيف صور العمليات، لكي يرى بنفسه مدى قدرة الطبيب على إجراء هذه العمليات ومدى إتقانها، ومدى قناعته هو شخصيا وتقبله للشكل بعد العملية.

إجراء العملية

* الجميع يعلم مدى دقة عمليات تجميل الأنف، فالأنف عبارة عن جسم أجوف بشكل هرمي، ويتألف هيكل الأنف من عظم وغضاريف. وعلى الطبيب أن يعدله ويحسن شكله، وفي الوقت نفسه يحافظ على مرتكزاته الداخلية، وكذلك وظائفه التنفسية. الخطوة الأولى للعملية تبدأ بدخول المريض للمستشفى، وإجراء فحوصات كاملة للدم؛ للتأكد من لياقة وصحة المريض قبل إجراء العملية، ومن ثم تبدأ مرحلة إجراء العملية، التي تتميز لدينا بكونها تتم تحت تخدير موضعي، وهذه يحبذها الكثير من المرضى. كما تتميز العملية لدينا أيضا بأنها تتم بتقنية متقدمة جدا من داخل الأنف، بحيث لا نترك للشخص أي أثر أو جرح خارجي.

ويقوم الجراح في أثناء العملية بتعديل عظمة الأنف، وكذلك إعادة ترتيب وتشكيل غضاريف الأنف، بما يتناسب مع ملامح الوجه. ونستعمل فيها الخيوط القابلة للامتصاص، التي تذوب بعد فترة. أما مدة العملية، فهي نحو ساعة، يقوم الجراح خلالها بإعادة بناء وتنظيم وترتيب غضاريف وعظام الأنف، بما يلائم الشكل المطلوب.

مظهر جديد

* هل يبيت المريض بالمستشفى؟ وكيف يتابع بعدها؟. يجيب الدكتور بشار البزرة بأن المريض لا يبيت بالمستشفى، بل يخرج إلى المنزل في نفس اليوم مساء. وبعد خروجه من العملية سيلاحظ وجود ضماد طبي و«بلاستر» صغير على أنفه، وسيبقى هذا الضماد لمدة تتراوح بين 5 و7 أيام، على حسب حالته، ثم يحضر المريض للعيادة الخارجية للمتابعة، ورفع الضماد عن الأنف، وسيرى الفرق، لكن على الشخص أن لا يتوقع أن تكون هذه النتيجة النهائية، فالأنف يستمر في التحسن أكثر وأكثر يوما بعد يوم، ولن يبدو عليه مستقبلا أنه خضع لأي عملية، حيث إن العملية بهذه الطريقة تتميز بإعطاء الأنف مظهرا طبيعيا تماما ومتناسقا مع ملامح الوجه. وبعدها سيكون قادرا على الظهور بين الناس بشكل جديد وبثقة، بعد أن تخلص من مشكلة كانت تزعجه، وتغيرت نظرته إلى الحياة <